اسئلة محيرة
لا يمكن انكار حقيقة ان في حياة كل واحد منا اسئلة محيرة عديدة بحاجة لاجابات شافية وصحيحة لا نملكها، مع هذا ان جهلنا وعدم معرفتنا للحلول لا يفقد للود قضية وذلك على اعتبار ان الانسان بحد ذاته كائن محير وغير محدد المعالم، البداية كانت حين صادفت قبل ايام في المنزل شاب ايزيدي من اصدقاء (ولدي) في الجامعة قال انه طالب في المرحلة الاخيرة (كلية الادارة والاقتصاد) طلب منه الاستاذ المشرف اختيار موضوع حول (الادارة أو الاقتصاد في المجتمع الايزيدي).
الادارة والتنظيم (في المجتمع الايزيدي) كمصطلح اكاديمي ومفهوم علمي شامل يضم بين ثناياه اكثر من باب ومنحى، يبدا من التخطيط والبرمجة لينتهي بالحفاظ على مصالح والمسؤوليات مرورا بدور القيادة المهم وضرورة السيطرة في معالجة الازمات وتقديم حلولا ناجعة للعثرات والحالات الطارئة قبل فقدان البوصلة من وجهة نظر اقتصادية بحتة قديما كان او حديثا او في اية مرحلة تاريخية معينة او عند اي منعطف مهم في حياة ابناء الديانة الايزيدية حسب رؤية الطالب ومنظوره الخاص بحثا دراسيا متشعبا ومرموقا يعده استعدادا للمناقشة من قبل الاساتذة ولجان الاختصاص لغرض التقييم حين يتخرج وينهي الدراسة المقررة ..
نظرا لقلة الكتب والمصادر الخاصة في مكتبة الجامعة حول الديانة الايزيدية عموما وموضوع (البحث) الادارة عند معتنقي هذه الديانة خصوصا وبعد الاستفسار لاكثر من صديق في كيفية الحصول على مصادر وكتب بهذا الخصوص، من الجائز ان يكون لزميله (ولدي) دورا في اختيار وجهته نحوي، فمن ناحية انه على علم تام ان في مكتبة (مكتب شؤون الايزيدية في اربيل والتي اديرها) مجموعة غير قليلة من الكتب حول الديانة الايزيدية اضافة الى معرفته باهتماماتي الخاصة من مواضيع الادب والتراث والثقافة عامة، ربما لهذه الاسباب او غيرها قصدني هذا الشاب الطموح سبيلا عله يحصل على العون والمساعدة لانجاز المهمة الموكلة اليه وكتابة مشروع بحثه بنجاح ..!
هنا، ماذا اقول له وكيف لي ان ارد على طلب هذا الجامعي الطموح حيث لا اخفيكم سرا بداية اني احسست ان اللقاء معه لا يشبه اية لقاء ومقابلة خاصة اخرى، ان اول ما شدني اليه هندامه الانيق وظهوره بالشخص الواثق من نفسه رغم اختصاراته في الردود اثناء الحديث وفشله في حجب خجله الزائد عن الحد او القدرة على التمويه في دور الشخص البسيط والبريْ، فبعد مرور ما يقرب من الساعة من المناقشة والحديث في العموميات وبعدها اعلانه عن هدف زيارته وطلبه في الحصول على المصادر والكتب التي تبحث عن النظام الاداري ومعالجة الازمات الاقتصادية في المجتمع الايزيدي ان وجدت في مكتبتنا تيقنت انه انسان على درجة عالية من الاتزان وحسن في السلوك وكتوم في البوح عن خصوصياته والمعلومات التي يمتلكها اضافة الى (الاسرار التي بحوزته والاشبه بالمقدسات لابد الاحتفاظ بها) دفعة واحدة ..!؟.
يا سادة يا كرام …
اية حيرة اصابتني..!!
عن ماذا اتحدث له ..!؟
فالمعروف عن تاريخنا انه لا يتخلف عن حاضرنا الغامض والغير محدد في المعالم وعن ومستقبلنا المجهول بشيْ ..!؟
عزيزي القاريْ اللبيب
كما نوهت اعلاه هناك الكثير من الاسئلة المحيرة عند كل انسان منا، أنها من الامور الطبيعية ومن البديهيات في الحياة العملية والواقع الذي نحياه ..!!.
لكن ان تجهل تاريخك وحقيقة ديانتك ..؟!
انها الكارثة ..!!
هنا اتسال :
” هل كان لنا (كابناء الديانة الايزيدية) يوما نظام اداري او مؤسسة اقتصادية خاصة تعني بشؤوننا كاية مكون اخر في مجتمعنا ..!؟
اين نحن كمعتنقي اللاهوت الايزيدي من مسالة الادارة والنظام رغم ادعائاتنا الدائمة ككتاب ومثقفين ايزيديين باننا الاصل ومن بقايا ديانة موغلة في التاريخ، رواد السلالات الاولى من حضارة الانسان قاطبة..؟!
متى كان لقادة وزعماء ايزيديين الدور في التخطيط او برمجة شؤون وشجون المجتمع الايزيدي ..؟!
هل كان لهم يوما دورا في انقاذ المجتمع الايزيدي من الازمات التي حلت بهم ..؟!
متى كان لهم الحضور الفاعل او تقديم المشورة لمعالجة الكوارث التي اصابتهم قديما كان اوحديثا …؟! “.
على اية حال ولكي لا أطيل أكثر، سلمته بدوري رزمة مما موجود في مكتبتنا من الكتب والمنشورات عن الديانة الايزيدية طالبا منه التركيز على مرحلة ادارة (ايزدينه مير) لاقليم ال (مه ركه ه) ومعبد لالش المقدس ودراسة فترة الامارة الداسنية التي حاول انشائها (شيخ حسن) في ولاية ال (هكاري) وعلى اعمال ولده (شرفدين) اثناء حكمه ارض (شنكال) بتمعن واهمية لعله يعثرعلى بدايات المنظومة الادارية وبوادر للمؤسسة الاقتصادية في المجتمع الايزيدي ..