لا يخفى على أحد دور فتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها المرجع الشيعي الأعلى سماحة السيد علي السيستاني (دام ظله) والتي أفضت إلى تشكيل هيئة الحشد الشعبي المقدس بعد استجابة أبناء وسط وجنوب العراق للفتوى التي حثت كل العراقيين على الدفاع عن بلدهم بوجه الهجوم الدllعــ-ـــشي البربــ-ـــري المدعوم خارجيا من دول إقليمية أغلبها عربية وداخليا من جهات سياسية ودينية سنية.
حقيقة أن الفتوى والحشد قد أنقذا العراق من الوقوع تحت الاحتلال الدllعــ-ـــشي لا ينكرها إلّا أبواق دllعــ-ـــش الإعلامية وحاملو تلك الشعارات الطائفية في ساحات الفتنة في الفلوجة والرمادي والحويجة ومن يدور في فلكهم.
بل إن تلك الفتوى المباركة وتلك الدماء العراقية الجنوبية الزاكية الحشدية قد أنقذت المنطقة برمتها، ولا يتردد من ذكر هذه الحقيقة نشطاء كويتيون وأردنيون سمعنا مداخلاتهم في رومات وحوارات “كلوب هاوس” مؤخرا.
الحشد والأيزيدية
ربما كان مقاتلو فوج لالش من أوائل المتطوعين الايزيديين في هيئة الحشد الشعبي تلبية لنداء الوطن المتمثل بفتوى الإمام السيستاني المباركة إلّا أنهم لم يكونوا يحملون اسم لالش، لالش تلك التسمية التي تطلق على أقدس مزار للأيزيديين في العراق والعالم.
لقد لبى الايزيديون النداء وذهبوا الى معسكرات التدريب والالتحاق في بغداد وديالى في تلك الأيام العصيبة من حزيران 2014 فتوزعوا على الألوية والوحدات التي انتشرت على كل الجبهات، مع إخوانهم من أبناء الجنوب.
إلّا أن وجودهم في الحشد الشعبي قد تعاظم وتوسع فتشكل رسميا فوج لالش كأول قوة أيزيدية ضمن الحشد في بدايات عام 2016 وقد تضمنت القوة مقاتلون كانوا قد شاركوا في الدفاع عن جبال سنجار من (2014-2016 ) بالاضافة الى مقاتلين كانوا يقاتلون مع الحشد منذ حزيران 2014.
شارك فوج لالش بمعارك كثيرة، ابرزها معارك جبال مكحول في محافظة صلاح الدين. لقد أبلى فوج لالش بفضل الخبرة القتالية التي اكتسبها مقاتلوه في معارك جبال سنجار بلاءً حسنا في معارك تحرير جبال مكحول وبأقل الخسائر، حيث خسر فيها شهيدين اثنين فقط وقدم أداءً رائعا وقد كان تكليفهم في هذه المهمة تكتيكا عسكريا ذكيا اتخذته هيئة الحشد.
وقد استمر فوج لالش بالمشاركة في تحرير العراق وصولا الى معارك تحرير تلعفر وقد أعطى فيها شهيدين ايضا، ومن ثم معارك تحرير مناطق الايزيديين في جنوب سنجار والبعاج التي خاضوها مع ابناء الحشد وقد اعطى فيها فوج لالش شهيدين آخرين ليصل عدد شهدائه الى 6 شهداء وحوالي 50 جريحا في جميع المعارك التي اشترك فيها.
لم يكن فوج لالش القوة الايزيدية الوحيدة ضمن الحشد، بل ان قوة الشيخ مراد الشيخ كالو كان لها حضور بارز ايضا.
بعد تحرير مناطق جنوب جبل سنجار في منتصف العام 2017 من قبل الحشد، ووصول الشهيد الكبير الحاج ابــــو مــHــ-ـدي المــHــ-ـندس على رأس القوات المحررة وعد الشهيد البطل الايزيديين بتشكيل افواج أخرى منهم ضمن هيئة الحشد وقد أوفى بوعده وشكل بعد ذلك قوة شهداء كوجو (فوج) وتوسعت قوة الشيخ مراد الشيخ كالو لتصبح هي الاخرى بمستوى فوج، وتشكل بعد ذلك فوج العشائر الايزيدية وفوج من وحدات حماية سنجار.
حاليا هناك حوالي 5 أفواج من الايزيديين ضمن هيئة الحشد الشعبي ولكن باعتقادي وحسب قراءتي للواقع اننا لا زلنا بحاجة الى قوة حشدية اخرى من أهالينا الايزيديين سكنة مناطق جنوب سنجار لتساهم في استتباب الامن فيها وطمأنينة الاهالي النازحين بالعودة الى ارضهم. لا نبالغ لو قلنا أن هيئة الحشد بفضل حكمة وحنكة الشهيد المــHــ-ـندس أول مؤسسة عراقية تنصف الايزيديين وتراعي وجودهم فيها وبالتالي تضمن حمايتهم وعدم تكرار الاباد١ت والمجـــ١زر التي تحل عليهم منذ قرون.
لقد اثبتت مؤسسة الحشد بأنها عراقية حينما دافعت عن جميع العراقيين بلا تمييز وضحّت من أجلهم وكذلك حينما احتوتهم كلهم وحافظت عليهم، فلم يحرم أي مكون من تمثيل له في الحشد وعلى رأسهم المكون السني رغم أن الكثير من نشطاء وصحافيي وإعلاميي وسياسيي هذا المكون يتهجمون على الحشد ويرمونه بشتى التهم.
بقاء الحشد ضرورة وحله بمثابة الانتحار
الحشد يحفظ السلم الأهلي في البلاد، وسأضرب لكم محافظة نينوى مثلا، كونها اغنى محافظة بالتنوع الديني والقومي وكوني مطلعا على دور الحشد فيها بشكل دقيق ومعمق، فتصور يا عزيزي القارئ أن نستجيب للمشاريع الطائفية التي تطالب بحل الحشد وإبعاده عن نينوى، تصور ان ينسحب الآن الحشد من نينوى، هل تعلم ماذا سيحصل من ثارات عشائرية بين القبائل السنية؟ هل تعلم ماذا سيكون مصير الايزيديين والمسيحيين والشيعة بمختلف قومياتهم والكاكائيين وغيرهم من الاقليات بعدما تجد الحواضن فرصتها ويخرج الدوllعــ-ـــش من مخابئهم من صحراء الحضر وصحراء البعاج؟
أن تتخيل بمجرد أن ينسحب الحشد من نينوى ماذا سيحصل وقتها ستدرك مدى أهمية الحشد وأهمية الحفاظ عليه كقوة تحمي القبائل السنية من شر بعضها وتحمي الاقليات من شر الإرهــ-ـــ١ب بالاضافة الى أنه يحمي المكون الشيعي ويحمي بغداد والعملية الديمقراطية في العراق.
لقد أصبح الحشد ضمانة لحماية الأقليات والحفاظ على وجودهم وضمانة لوحدة العراق من كل المشاريع الاقليمية والطائفية والانفصالية وأطماع أصحاب تلك المشاريع.
كاتب وإعلامي أيزيدي