الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeمقالاتكنت في حاجي مامه‌ند :أحمد رجب

كنت في حاجي مامه‌ند :أحمد رجب

دروس الحياة :

في بداية الشهر الاول عام 1983 وصلت الى مقر الحزب في قرية حاجي مامه‌ند وفي نفس الوقت كان مقر المركز الاول للاتحاد الوطني الكوردستاني ( اوك) موجودا في القرية  ونظرا لسياسة الاستئثار العجرفة وروح الاستعلاء من قبل اوك وسياسة احتلال الارض بين اوك والحزب الديمقراطي الكوردستاني ( حدك) التي بموجبها لايسمح اوك بتواجد تنظيمات وقوات پیشمه‌رگه‌ حدك العودة الى المناطق التي يراها اوك اراضي خاصة له في السليمانية وقسما من اربيل وبالعكس فان حدك لايسمح بعودة تنظيمات و پیشمه‌ركه‌ اوك الى مناطق بادينان ( بهدينان)  وكانت آراء الحزب الشيوعي العراقي ( حشع) بصفته عصوا في الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود) تنصب لازالة التوتر والعقبات بين تلك الاطراف.

ضم اوك في صفوفه عددا من المشاكسين والآغوات والاقطاعيين الذين استطاعوا تأجيج نار الحقد والتوترات ضد القوى الاخرى ففي بداية عام 1980 بدأ اوك حملة غوغائية لزيادة التوترات وللمثال في نفس العام وعند الاحتفال بيوم العمال العالمي فی الاول من ایار وقف قيادي من اوك للتقلیل من دور حشع لیزعم قائلا : اننا ( آوينا !؟ ) حشع وكأنما كوردستان ملك خاص بهم فقط ، وقد لعب هذيان ذلك القيادي دورا غير محمودا وصدى واسعا من قبل بعض الرفاق والپیشمه‌ركه‌ ومنظات الحزب إذ اعتبروا ان اقوال ذلك القيادي من اوك انعكاس عدواني لسياسة اوك وعمل الحزب على تهدئة الاوضاع واعتبر بان هذا الهذيان واحد من المئات للنهج الخاطيء اتجاه الاحزاب الاخرى.

في شباط 1983 انعقد لقاء بين ممثلي اوك ( اسو نوري)  وجبهة جود : حدك والحزب الاشتراكي الكوردستاني في قرية قوله‌ گیسكان ـ شارباژیر للمصالحة والحد من التوترات واعتبار ارض كوردستان ساحة مفتوحة لنضال كل القوى ضد النظام الدكتاتوري القمعي في العراق وانهاء حالة الاقتتال بين كل القوى ومن الجدير بالذكر ان الرفيقين ( عبدالله قره داغي ــ ملا علي وشيخ سعيد) حضرا الاجتماع كشاهدین ومراقبين وليس كطرف من اطراف جود ، وبالرغم من ان حشع كان عضوا في جود الا انه وقف بالضد من الاقتتال، وبعد فترة قصيرة من المصالحة لم يلتزم اوك ونقض الاتفاقية التي وقعها مع الاطراف الكوردية  ففي نهاية اذار وبداية نيسان شن اوك في محيط قرية جاله خزينة هجوما واسعا شرسا ضد قوات اوك والحزب الاشتراكي الكوردستاني وكان ملا بختيار مسؤول الملبند ( المركز) الاول لاوك يحث قواته ومسلحيه من خلال جهاز اللاسلكي ويصرخ اضربوهم واقتلوهم وقوموا باخراج شلة الخونة  من اراضي كوردستان وكانت النتيجة استشهاد عدد من قوات الحزبين  ووقوع اضرار جسيمة واخراجهما من المنطقة والاستئثار مرة اخرى وبسط  اوك  من جديد نفوذه على الاراضي.

في احد الايام لازمني صداع شديد وقام الدكتور هفال بزرق ابرة في فخذي وبعد حوالي ساعة شعرت بان صحتي تتدهور اكثر فاكثر وان  لون جلدي يتغير نحو السواد واتقيأ وقام الرفاق بابلاغ الدكتور فجاء هفال مسرعا مرة اخرى وكانت المسافة بين مسوصف الحزب ومقر القاطع حوالي 100 ــ  150 مترا وعندما اقترب مني قال بدون توقف انت متسسم واضاف يمكن ان تكون الابرة التي اتخذتها قبل حوالي الساعة ابرة مسمومة اصلا وعندما جاء الرفيق بهاءالدين نوري وشاهدني التفت الى الدكتور هفال وقال بنبرة حادة مكانك السجن وابتعد من انظاري، وقال هفال لا تغطوا اي شيء وتذكروا من جاء بتلك الابر ومن ارسلها ومن جلبها  وانها هدية من حزب اليعث الاجرامي وجاء الان دورنا لتلقي مثل هذه الابر حالنا حال المقرات الاخرى وحاليا ليس لدينا وقت للتحدث في هذا الامر ونادى على الرفاق للمساعدة ونقلي الى المستوصف للمعالجة وعند الوصول قام الدكتور هفال فورا بخلط مجموعة من الابر وقال لي اتمنى ان يتوقف هذا السواد على جلدك، ومن حسن حظي وبعد يوم واحد وصل الدكتور ناطم الجواهري ( دكتور دلشاد) وزوجته ايمان سلام عادل ، ولمدة اربعين يوما وتحت اشراف الدكاترة خضعت للعلاج وتحسنت صحتي تدريجيا، وقابلت الرفيق ابو سلام وقلت له ان الدكتور هفال هو صديقي العزيز ارجو منكم ان تسير الامور كما كانت قبل زرق الابرة وان العفو عنه يخدمنا جميعا وان عمله بزرق الابرة كان لمساعدتي تجاوز الصداع الشديد، وان نظام البعث الدموي مسؤول  عن ارسال الابر.

في اطار التحضيرات لميلاد حزبنا الشيوعي المجيد اجتمعنا مع الرفيق بهاءالدين نوري وناقشنا كيفية الاحتفال وصدر قرار بالقاء الرفيق بهاءالدين كلمة الحزب في قاطع السليمانية وكركوك وان يلقي الرفيق أحمد رجب ( سيروان) كلمة الشبيبة والپیشمه‌ركه‌ ، وكانت الغاية الاساسية للاحتفال اظهار قوة ومكانة الحزب لمواطني القرية والضيوف وكلهم من اوك، وطبقا للقرار وفي الاحتفال قرأ الرفيق ابو سلام كلمة الحزب وانا القيت كلمة الشبيبة والپیشمه‌ركه‌ وبعد فاصل من الاغاني والدبكات انتهى احتفالنا.

كان الرفيق ابو سلام بصفته المسؤول  الاول في قاطع السليمانية وكركوك ضد سياسة الحزب وكان يتغازل مع عصو قيادي في اوك حول مشروع لتأسيس حزب سياسي ومن ذلك المنطلق حارب رفاق التنظيم الخاص الذي ضم عددا كبيرا من كوادر الحزب باشراف الرفيق عدنان عباس عضو اللجنة المركزية للحزب وان بعض الرفاق من ذلك التنظيم استشهد ومنهم الرفيقة رسمية جبر ( ام لينا) والرفيق شاكر وآخرين ولكن مشروع الرفیق ابو سلام لم یننجح وتسبب فی تجمیده‌ اولا وهروبه عندما استدعی للتحقیق معه من قبل قیادة الحزب وفی النهایة تم طرده من الحزب.

21/6/2021

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular