الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeاخبار عامةسؤال وجواب.. ماذا يحتاج الشباب العراقي لتعزيز حضورهم في الانتخابات المبكرة؟

سؤال وجواب.. ماذا يحتاج الشباب العراقي لتعزيز حضورهم في الانتخابات المبكرة؟

سؤال وجواب.. ماذا يحتاج الشباب العراقي لتعزيز حضورهم في الانتخابات المبكرة؟  | عراق - مقال الآن

لا يوفر النظام السياسي العراقي فرصة للشباب في التمثيل والمشاركة باتخاذ القرارات السيادية، أو تقلد المناصب المتقدمة بالدولة، بصرف النظر عن تحصيلهم العلمي، فتلك الفرضية التي تعد بها الزعامات السياسية الشباب لتمكينهم وتوجيههم نحو المنافسة السياسية بقيت مجرد أحاديث متداولة بالإعلام لم ترتقِ لتطلعات تناسب تلك الشريحة.
لكن أول إنجازات الشباب المنتفض ضد الواقع كان في أكتوبر/تشرين الأول 2019، دفع حينها حكومة عادل عبد المهدي إلى الاستقالة، في حين يعتبر مصطفى الكاظمي أول رئيس وزراء مدعو من جيل شباب يشغل المنصب بعد عام 2003.
وبحسب إحصائية وزارة التخطيط الصادرة عام 2018 والتي تؤكد أن شريحة الشباب من عمر (15-39 سنة ) تبلغ 15 مليونا و240 ألف نسمة، وهو ما يجعل المجتمع مصنفا ضمن المجتمعات الشابة التي تعاني شريحة كبيرة منهم من التهميش والإقصاء.

ويطرح هذا التباين سلسلة من الأسئلة أبرزها هل صنعت سيطرة الكهول على المناصب القيادية فجوة سياسية مجتمعية مع جيل الشباب؟ وإلى أي مدى ستنجح الانتخابات المقبلة في إفراز جيل سياسي جديد؟ ولماذا تزداد التيارات السياسية الشبابية، وما الدافع من تعددها إذا كان هدفها واحدا؟
يحاول التقرير أدناه الإجابة عن الأسئلة الواردة باستضافة وزراء سابقين وخبراء بمجال السياسة:-
يعلل الكاتب والصحفي كريم السيد، أسباب تعدد التيارات السياسية الشبابية، بوصفها حالة صحية في النظم الديمقراطية، قائلاً إن الاحتجاجات الأخيرة كانت تبحث عن رؤية جديدة وبديل مناسب للوجوه والأحزاب التقليدية، هذا التعدد وإن كان صحيّاً من الناحية الديمقراطية إلا أنه يشتت الوجهات، وهذا ما ظهر في الانقسام حول المشاركة أو المقاطعة للانتخابات القادمة.
ويستبعد السيد قدرة النخبة السياسية على تمكين الشباب أسوة بالتجارب الغربية، لأن انتماءات تلك القوى أيديولوجياً وطبيعة المجتمع العراقي هي التي ترسم الشخصية القيادية في مؤسسات الدولة، كما أن هناك اشتراطات طويلة لها صلة بالتاريخ الشخصي والقيادة والخبرة في مجال العمل، وهذا أهم عائق في طريق تولي الشباب حقائب وزارية أو مواقع قيادية.
ويؤكد في حديثه حاجة العراق إلى جيل جديد وفكر سياسي آخر خصوصاً في وجود رغبة وبحث واقعي يدفع باتجاه بلورة بديل لجيل ما بعد الغزو الأميركي عام 2003، ولكن يجب أن تحضر إرادة التغيير لهذه الأغلبية الشبابية من خلال المشاركة بالانتخابات والإيمان بفاعلية الصندوق في إحداث التغيير، لأن المشكلة الكبرى تكمن في الإحباط الذي يخيم على الشباب، سواء في رؤيتهم أو ثقتهم بالانتخابات، وهذا أهم عائق أمام فاعلية ظهور وجوه وقوى شبابية فاعلة.
بماذا تختلف إدارة السياسيين الشباب عن المخضرمين؟ وهل يؤثر ذلك على مستوى صناعة القرار؟
يجيب وزير الرياضة السابق عبد الحسين عبطان -الذي يُصنف ضمن جيل “الوزراء الشباب”- بالقول إن الواقع السياسي أفرز مجموعة من السياسيين، وبغض النظر عن العمر، فإن بعضهم كانوا إضافة وعملوا بإخلاص وساهموا مساهمة حقيقية في تغيير واقع البلد، والبعض الآخر فشلوا في التجربة مرارا وتكرارا، والمعيار هنا ليس العمر فحسب بل التعاطي الإيجابي مع حجم التحديات أولا، وإثبات الذات ثانيا، واستشعار حجم المسؤولية ثالثا، لذلك فإن إفراز قيادات جديدة تتمتع بقبول على المستوى الشعبي سيكون كفيلا بتغيير مزاج المواطنين، وبالتالي هذا القبول يتحول إلى دعم ومساندة لتحقيق غايات تخدم البلد مستقبلاً.
يقول عبطان إن رأيا شعبيا تبلور قبل الاحتجاجات مفاده أن لا مخرج وفقا لمعطيات الواقع، ولكن المحتجين منحوا زخما مضافا للشباب عزز مواقفهم الوطنية وفرضهم كقوة داخل المعترك، وما أحدثته الاحتجاجات من تغييرات على مستوى قانون الانتخابات وتقديم موعد إجرائها ساهم مساهمة كبيرة في تأسيس تجمعات وتيارات شبابية جديدة تدفع نحو المساهمة في الحياة السياسية بشكل جدي، بل والتصدي من داخل قبة البرلمان لكل إخفاق سابق أو قادم.
هل تتصاعد محاولات الإبقاء على الجيل السياسي القديم بالانتخابات المقبلة فيما لو سجل الشباب حضوراً لافتاً؟
في هذا الصدد، يؤكد الباحث والمحلل السياسي بسام القزويني أن عدد التيارات الشبابية جاء لفقدان الثقة بالقوى السياسية التي دعت للتغيير ولم تطبق أيا من وعودها على مدى عقد ونصف العقد، واعتادت هذه القوى القفز على الدستور والقوانين، ولكن أصبحت هناك حركات شبابية جديدة مختلفة العناوين، مع أن هدفها تغيير الشخصيات السياسية المؤمنة بالزعامات الدينية بشخصيات أخرى تحترم وتلزم نفسها بتطبيق بنود الدستور.

ويلفت القزويني إلى أن أغلب الأجيال السياسية الجديدة، ومنها الأكراد، ورثت مشكلات كبرى لمحاولتها الإبقاء على نوع العلاقات الخارجية للجيل القديم من غير أن تفرض نفسها طرفا إقليميا أو دوليا بمعادلة متزنة، وبالتالي يجب الانتقال إلى مرحلة الديمقراطية الاستفتائية التي تحاول حكومة بغداد تطبيقها بالانتخابات المبكرة رغم الصعوبات الداخلية والخارجية التي ترفض أدواتها إجراء انتخابات مقنعة للمواطن وتبحث عن استنساخ تجارب انتخابية سابقة.
بعد 18 عاماً على المشكلات المتكررة كيف يمكن للعراقيين أن يثقوا بالجيل السياسي الجديد؟
قبل الإجابة عن السؤال تشير المرشحة للانتخابات عن القوى الشبابية سجى البياتي إلى أن معظم القوى السياسية التقليدية تعمل على إبعاد الشباب عن أي منصب سيادي، فضلاً عن تهميش مشاركته في صنع القرار.
وتؤكد البياتي أن الجيل السياسي من الشباب هم الأكثر نجاحاً لأنهم يمثلون حلقة الوصل بين الماضي والحاضر والمستقبل، وهذه الحلقة تتمثل بمعاصرتهم للأزمات والحروب والحصار الاقتصادي والبطالة، فضلاً عن الانقسامات السياسية والحزبية، وهذه الظروف تعطي للجيل الجديد درساً في تجنب هذه المشاكل والعمل على إصلاح النظام الذي يعاني من هذه الأزمات طيلة العقود الماضية، أضف لذلك حاجة المواطن إلى مسؤول مستقل غير منتم لجهات خارجية، تكون له القدرة على التجاوب المباشر مع مشكلات المواطنين، وهذا أهم ما يتميز به الجيل السياسي الجديد من الشباب.
يفكك عضو حزب الدعوة الإسلامية جاسم محمد جعفر -الذي يعتبرُ من الجيل المؤسس للنظام السياسي الحالي- طلاسم المطالبة المتكررة بجيل سياسي جديد، إذ يقول إن السياسيين الجدد أو ما يُعرف بالجيل الثاني ليس لديهم أحزاب قوية ولا يتمتعون بالقدرة المالية والإعلامية أو الإمكانية الانتخابية مثل التي يتمتع بها نظراؤهم في القوى التقليدية.
وأكد الوزير السابق (جعفر) أن الجيل السياسي الجديد سوف يفشل في مسألة صناعة القرار لافتقاره إلى الزعامات، ولن تفرز عملية الاقتراع المقبلة أي جيل سياسي جديد لكن ربما في المستقبل ستكون هناك فرصة للجيل السياسي الشاب في إدارة الحكم وصناعة القرار.
وتشاطر البياتي رأي الوزير في شق جوابه الأول، قائلةً إن المرشح المتحزب -الذي لديه أموال طائلة تؤهله للصرف على حملته الانتخابية- يختلف عمّا يملكه المرشح المستقل القريب من الدائرة الشعبية، لذلك فإن المرشح الشاب لديه قبول في منطقته ولديه جمهور ونشاطات مسبقة للتعريف عن نفسه تختلف كثيراً عن المرشح الحزبي.
وبشأن سؤال حول إمكانية نجاح الانتخابات المبكرة المقبلة في تقديم جيل سياسي شاب.
وقد تباينت آراء الضيوف:
ولعل إجابة عبطان -التي أكد فيها إمكانية فرز طبقة سياسية من الشباب الأكفأ والقادرين على القيادة وحسن الإدارة والتخطيط بالانتخابات المقبلة- تختلف عن الوزير جعفر الذي يرى أن الانتخابات المقبلة ليست مفصلية وهي تشبه سابقاتها لأن القوى التقليدية الفاعلة ستبقى مسيطرة على الوضع بالبلاد، في حين ترى البياتي أن انتخابات 2021 المبكرة تختلف عن سابقاتها من حيث الحضور الشبابي والتنظيم، لكن الخشية تكمن في التزوير وشراء أصوات الناخبين، فضلاً عن مخاوف العزوف عن المشاركة بالاقتراع المقبل.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular