من دون شك فإن المرشد الاعلى للنظام الايراني يشعر بإمتعاض شديد من ردود الفعل الجارية على عملية الانتخابات الرئاسية عموما ومارافقتها من أمور مشبوهة وعلى فرض ابراهيم رئيسي في النتيجة رئيسا، خصوصا وإن ردود الفعل هذه تثير أمورا وقضايا کان النظام يظن بأنها قد أصبحت شيئا من الماضي، ولکن يبدو إن مجئ رئيسي قد تسبب في الدفع وبقوة بإتجاه ملف المجازر والجرائم والانتهاکات الفظيعة التي قام بها النظام والتي کان لابراهيم رئيسي في العديد منها دورا رئيسيا.
أکثر مايسبب القلق لخامنئي وللنظام الايراني ليس لأن منظمة مجاهدي خلق تقود حملة غير مسبوقة ضد إختيار رئيسي لرئاسة النظام وإثارة موضوع دوره في مجزرة عام 1988 بحق 30 ألف من أعضاء وأنصار المنظمة وملفات أخرى ذات صلة، بل إن وجه القلق عند النظام إن دول العالم والمنظمات الدولية المعنية بقضايا حقوق الانسان هي من قامت بالتأکيد على الامور والقضايا التي أثارتها المنظمة ضد ابراهيم رئيسي المعروف في إيران بلقب”قاضي الموت”.
بطبيعة الحال ليس سهلا على النظام الايراني مواجهة التصريح الملفت للنظر الذي أدلت به أغنيس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، ردا على إعلان إبراهيم رئيسي رئيسا لإيران، ولاسيما وإنها لم تکتف بإدانته وإنما أکدت”وهذا أکثر مايثير غضب النظام الايراني” على إن الجريمة ضد الانسانية في ظل هذا النظام مستمرة، ولاريب من إن النظام الايراني الذي يمر أساسا بواحدة من أکثر المراحل صعوبة وتعقيدا منذ تأسيسه، فإنه يعلم بأن هکذا تصريحات من شأنها بأن تغدو في أية لحظة القشة التي تقصم ظهر البعير ويمکن أن يتم تفعيلها على أرض الواقع ضد النظام.
الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، قالت في تصريحاتها ردا على إنتخاب رئيسي:” إن حقيقة أن إبراهيم رئيسي أصبح رئيسا، بدلا من ملاحقته قضائيا على جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل والاختفاء القسري والتعذيب، هو مظهر مأساوي للهيمنة المطلقة للحصانة في إيران. في عام 2018، وثقت منظمتنا كيف كان إبراهيم رئيسي عضوا في “مجلس الموت” في طهران، الذي أخفى قسريا في عام 1988 عدة آلاف من المعارضين والمثقفين السياسيين في سجني إيفين وجوهردشت وأعدمهم خارج نطاق القضاء. وقد تم إخفاء الظروف المحيطة بمصير الضحايا ومكان دفن جثثهم بشكل منظم من قبل السلطات الإيرانية حتى يومنا هذا، وهو مثال على استمرار الجرائم ضد الإنسانية.”، ولايبدو إن النظام يشعر بالراحة من وراء هکذا تصريحات قد يتم توظيفها سياسيا ضده في أية لحظة ويکون ذلك بمثابة العد التنازلي لنهايته التي يبدو أن الجميع يرحبون بها ولاسيما الشعب الايراني، خصوصا وإن التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية الذي سيقام في الايام 10 و11 و12 من الشهر الجاري سيکون أکبر مناسبة من نوعها ضد النظام حيث ستحضره آلاف الشخصيات السياسية وسيتم فضح النظام فيه شر فضيحة الى جانب شحذ همم الشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير.