خاض رئيس حزب “الصهيونية الدينية”، بتسلئيل سموتريتس مع رئيس حزب “عوتسما يهوديت”، إيتمار بن غفير، الانتخابات الاخيرة للكنسيت بقائمة مشتركة بتشجيع من بنيامين نتنياهو ونجحا وأصبحا عضوين في برلمان اسرائيل . كلاهما فاشي ومن انصار كهانا الارهابي ومن مشجعي باروخ غولدشتاين الذي ارتكب مجزرة الحرم الابراهيمي في الخليل عام 1994 . يائير لبيد نفسه رئيس حزب ” يوجد مستقبل ” وزير خارجية اسرائيل ورئيس الوزراء المناوب وصف بن غفير بأنه ارهابي ووصمة عار وطنية على حد تعبيره . الاثنان يدعوان للتطهير العرقي وهتافهما المفضل في كل المناسبات هو الموت للعرب .
الثنائي سموتريتش وبن غفير يذكراني بزعيم حزب يميني متطرف معاد للأجانب ، كان يشرب من نبع الايدولوجية الهتلرية النازية اسمه يورغ هايدر ، كان قد نجح في انتخابات برلمانية في النمسا اواخر ثمانينات القرن الماضي . أوروبا الغربية بأسرها وقفت على رجل واحدة وفرضت المقاطعة ليس فقط على هايدر وحزبه بل وعلى حكومة النمسا . لم تستوعب اوروبا ظاهرة يورغ هايدر وحزبه وايدولوجيته الفاشية .
الغريب ، وما غريب إلا الشيطان كما يقول المثل ، أن اوروبا اصابها الخرس وهي ترى مناورات بنيامين نتنياهو ، عراب وحدة سموتريتش وبن غفير ، وتصرفت على نحو مخجل بعد فوزهما في عضوية الكنسيت . هايدر يعتبر تلميذا صغيرا مقارنة بكل من سموتريتش وبن غفير ، فيما الجينات الفاشية الاجرامية مشتركة بين هؤلاء . هايدر مجد النازية ووصف معسكرات الاعتقال الجماعي التي اقامها النازيون لليهود والغجر وأبناء الشعوب السلافية في الحرب العالمية الثانية بأنها معسكرات عقاب جماعي ، وسموتريتش وبن غفير يمجدان ايدولوجية مئير كهانا الفاشية ، يدعوان للتطهير العرقي ويعدان انصارهما للسيرعلى خطى باروخ غولدشتاين ، ويهتفون هذه الأيام في الشيخ جراح الموت للعرب .
بقلم : تيسير خالد **
** عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية
** عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين