يحلم اغلب دجلة والفرات بتغير واقع البلد المرير ، والكثير يتأمل منها ان تكون الانتخابات القادمة البداية نحو تغير المسار الخاطئ ، لكن هذه الاحلام ستنصدم بعقبات كثيرة وشائكة للغاية لبلد محكوم على اساس الحزبية والطائفية والتدخل الخارجي الواضح للعيان .
قد تكون التجربة العراقية الجديدة التي عشناها بعد 2003 وليومنا هذه ليست الاولى من نوعها او الفريدة على مدى التاريخ من حيث حال بلدانهم التي عانت من الجوع او الفقر والحرمان، وتدني في كافة المستويات او من حيث الظلم والاضطهاد، بل دول كثيرة مرت بتجارب متعددة ، و بمراحل اصعب واشد من حال العراق اليوم .لكنها نهضت من تحت ذلك الركام ، والخروج من النفق الاسود نحو مستقبل مشرق، ولتكون النتيجة بعد تلك الحقبة المظلومة دول قويه ومستقرة ، ومزدهرة وتقدمة في كافة المجالات .
لو رجعنا بعقارب الساعة الى وراء وننظر الى حال كمثال من تلك الدول المانيا كيف حكمت ؟ ومن حكمها ؟ وماهي نتائج حكمه ،وكيف كانت الامور بعد زوال حكمه ، والكثير منا يعرف احداث المانيا قبل وبعد الحرب العالمية الثانية ، وكيف خرجت خاسره بحربها امام خصومها من عشرات القتلى والجرحى ، وتدمير كافة مدنها ومؤسساتها ومصانعها ( بيت القصد) .
لم يكن طريق الانتخابات طريق شعب المانيا في التغيير والاصلاح يا شعبنا المظلوم، بل طريق الاعمار والبناء والنهوض ، وبناء المعامل والمصانع التي اوصلت المانيا الى ما هي عليه اليوم ، ولم يعمل الالمان كفرق عدة ، بل كانوا فريق واحد وضع نصب عينيه مصالحة بلده اول شي ، وفوق كل اعتبار .
لا يختلف احد عن اهمية الانتخابات الحرة والنزيهة ، وانتخاب شخصيات وطنية كفوءه وذوي خبرة . لكننا تعلمنا من الانتخابات السابقة والقادمة صورة طبق الاصل مجرد تغير في الاسماء او العناوين ، ووعود كاذبة في الاصلاح او التغيير من الكل ، وعلية لا امل او حتى نحلم بتغير اي شي من واقع بلد الخيرات والثروات .
علينا ان نتعلم من التجربة المانية لكي تكون لنا منهجا او طريق نحو التغيير المنشود ، ونجاهد ونضحي في سبيل ذلك ، ولا نتوقع الخير او التغير من اي طرف داخلي او خارجي ، ولدينا كل مقومات النهوض والنجاح من جديد .
ماهر ضياء محيي الدين