(الحرة) – دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق، الخميس، إلى محاسبة المتورطين في الجرائم “الشنيعة” التي طالت ناشطين عراقيين، في وقت أكدت فيه عائلة الناشط إيهاب الوزني، الذي اغتيل الشهر الماضي في كربلاء، أن رئيسة البعثة أبلغتهم أنها ستقدم تقريرا لمجلس الأمن في هذا الشأن.
وقالت البعثة في تغريدة على تويتر إن الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت زارت الخميس “والدة وأشقاء الناشط المعروف أيهاب جواد الوزني، والذي تم اغتياله مؤخرا في كربلاء”.
وأضافت البعثة أن اللقاء “تطرق لجهود الأمم المتحدة للمطالبة بمساءلة المتورطين في الهجمات التي تستهدف النشطاء المدنيين والسياسيين”، مشيرة إلى أن هينيس-بلاسخارت شددت “على ضرورة مثول المتورطين بهذه الجرائم الشنيعة أمام العدالة”.
وتأتي زيارة المبعوثة الأممية إلى منزل عائلة الوزني بعد أيام من تداول مقطع مصور، تظهر فيه والدة الناشط إيهاب الوزني، وهي تحاول الحديث إلى وفد من الأمم المتحدة زار كربلاء مؤخرا، لكن أعضاءه الوفد تجاهلوها وظلوا داخل سياراتهم.
وقالت والدة الوزني لمراسل “الحرة” بعد انتهاء اللقاء مع هينيس-بلاسخارت إنها أبلغت المسؤولة الأممية أن “الوضع في العراق غير آمن، وهناك من يقتل المتظاهرين من دون محاسبة”.
وأضافت والدة الوزني أنها شكت للممثلة الأممية بأن التحقيقات التي تجريها السلطات العراقية لم تتوصل لأي شيء، بعد أكثر من 45 يوما من عملية الاغتيال، كما تحدثت لها عن المضايقات التي تعرضت لها خلال محاولتها الاعتصام أمام محكمة الجنايات في محافظة كربلاء.
والاثنين الماضي نقلت المرأة السبعينية إلى المستشفى بسبب الإرهاق والإجهاد الناتج عن التعرض للحر الشديد و”منع القوات الأمنية لها من نصب خيمة اعتصام”، بحسب ولدها مروان الذي أكد أن والدته “تعرضت للضرب والدفع” على يد أحد أفراد القوات الأمنية خلال قيامهم بمصادرة خيمتها ومنعها من الاعتصام.
لليوم الثالث على التوالي تفض القوات الأمنية العراقية في محافظة كربلاء “اعتصام المرأة الواحدة” كما يطلق ناشطو المحافظة على حركة الاحتجاج التي تقودها أم الناشط، إيهاب الوزني، الذي اغتيل في المحافظة قبل نحو شهرين على يد مجهولين.لليوم الثالث على التوالي تفض القوات الأمنية العراقية في محافظة كربلاء “اعتصام المرأة الواحدة” كما يطلق ناشطو المحافظة على حركة الاحتجاج التي تقودها أم الناشط، إيهاب الوزني، الذي اغتيل في المحافظة قبل نحو شهرين على يد مجهولين.
وقال مروان، الذي كان ضمن الأشخاص الذين التقتهم هينيس-بلاسخارت، الخميس، إنه أبلغ الممثلة الأممية أن “التحقيقات بشأن مقتل شقيقه متوقفة ولم يتم تنفيذ أوامر القبض بحق المتهمين”.
وأضاف أن بلاسخارت وعدت بتقديم تقرير بشأن هذه الأحداث لمجلس الأمن الدولي قريبا.
واغتال مسلحون مجهولون الناشط المدني البارز، إيهاب الوزني، في التاسع من مايو الماضي، ما دفع والدته إلى التهديد بالتصعيد بعد ما منحت السلطات المختصة فترة زمنية، انتهت قبل يومين، للكشف عن الجماعات التي تقف وراء قتل واغتيال نشطاء الاحتجاجات السلمية.
وكانت السلطات العراقية أطلقت في التاسع من هذا الشهر سراح القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح بعد أسبوعين على توقيفه بشبهة تورطه في اغتيال ناشطين، بينهم إيهاب الوزني وزميله فاهم الطائي، وفق ما نقلت تقارير عن مسؤولين أمنيين.
وأصدر مجلس القضاء الأعلى بيانا بعد فترة وجيزة أوضح فيه أنه “لم يُقدَّم أي دليل ضدّ” مصلح في جريمة قتل إيهاب الوزني، مضيفا أنه “أثبت بموجب معلومات جواز السفر أنه كان خارج العراق عند اغتيال الوزني”.
وغالبا ما تُنسب الاغتيالات التي استهدفت ناشطين منذ انطلاقة “ثورة تشرين” في العام 2019، إلى فصائل مسلحة موالية لإيران.
فمنذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العراق قبل نحو عامين، والتي تعرضت لقمع شديد راح ضحيته أكثر من 600 شخص، كان 70 ناشطا هدفاً للاغتيال أو لمحاولة اغتيال، فيما خطف عشرات آخرون لفترات قصيرة، في عمليات تتهم الفصائل الموالية لإيران بتنفيذها.