السبت, نوفمبر 23, 2024
Homeاراءماذا قال الشيخ محمود الحفيد عن الايزيدية؟ : الدكتور خليل جندي

ماذا قال الشيخ محمود الحفيد عن الايزيدية؟ : الدكتور خليل جندي

أولاً: تعريف بالشيخ محمود
هو الشيخ محمود حفيد زاده البرزنجي (1881-1956م)، قاد مجموعة من الثورات والانتفاضات المسلحة ضد السلطات العراقية زمن الاحتلال البريطاني ولاحقاً ضد الانتداب البريطاني من أجل نيل الكرد استقلالهم وحريتهم من يد الاحتلال، وهو أول من أعلن عن تأسيس أول حكومة كردية (مملكة كردستان) عاصمتها السليمانية عام 1919. وهو أول من أدخل اللغة الكردية كلغة رسمية في المؤسسات في المناطق الواقعة تحت سيطرته. ولم يرضخ الشيخ محمود للبريطانيين والعثمانيين رغم إبعاده ونفيه عام 1919 إلى الهند. الشيخ محمود الحفيد لم يشهر يوماً سلاحه بوجه الكرد، إلاّ أن بعض العشائر الكردية خانته وتركته في أصعب الظروف عندما كان في معركة مع جيش الاحتلال وكان ذلك بمثابة خنجر في ظهره وضد آمال وطموحات الشعب الكردي في نيل حقوقه آنئذ، وأن أغنية كاويس آغا الخالدة (شيخ محمود) تعكس تلك الخيانة التي قمعت قوات الاحتلال البريطاني ثورة الشيخ محمود، وألغت مملكة كردستان عام 1924 ودمجوها مع العراق آنذاك.
ثانيا: تعريف ب”غني بلوريان”
مناضل كردي كبير، ولد سنة 1924 بمدينة مهاباد/إيران وتوفي في 8/آذار/2011 بمدينة كولن الألمانية عن عمر ناهز ٨٧ عاماً.
يعتبر (مام غني) من أحد مؤسسي الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، وأحد الشخصيات الكردية الأكثر شهرة والأكثر نفوذاً في إيران، وكذلك معروف بين أكراد العراق. حارب مع القاضي محمد رئيس جمهورية مهاباد من أجل حقوق شعبه، وأرسل حينها إلى الكلية العسكرية في باكو ليتخرج برتبة ضابط.
سجن مام غني عدة مرات على أيدي سلطات الشاه الإيراني، وآخر مرة ألقي عليه القبض وحكم عليه بالاعدام، لكن تدخل شخصيات عالمية آنذاك مثل: الجنرال ديغول، وأندريه مالرو، وأحمد سوكارنو، وجمال عبد الناصر لدى السلطات الايرانية تم تخفيف حكم الإعدام إلى مؤبد وقضى (25) خمسة وعشرون سنة في سجن جنوب إيران وتم أطلاق سراحه عام 1978. وكان مام غني منافساً لعبد الرحمن قاسملو على قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، ورشح الاثنان لقيادة الحزب في مؤتمره الرابع، ومع فارق بسيط فاز السيد قاسملو، وترك مام غني الحزب ليلتحق بحزب توده الإيراني عله يحقق أمال وتطلعات شعبه في التحرر من خلاله، لكن آمال مام غني لم تحقق بذلك، مما اضطر أن يترك إيران بعد مجئ الحكم الإسلامي بزعامة الخميني، ويأتي ليستقر أولا في مدينة براغ عاصمة تشيكلوسلوفاكيا آنذاك،
وكان لي شرف التعرف عليه والصداقة الحميمة معه ومع عائلته الكريمة (مرزية صديقي) في براغ بدءاً من بدايات عام 1986 إلى مغادرتي دولة التشيك الى المانيا عام 1992.
ثالثاً:
ما يهمنا الآن هو ماجاء في كتاب مذكرات غني بلوريان (مام غني) المطبوع في السويد باللغة الكردية تحت عنوان {ئاله كوكه) بمعنى “الورقة الخضراء” الصفحة 83، حيث يقول فيها: “التقيت بالشيخ محمود بواسطة ابنه الشيخ لطيف في قرية “دارى كه لى” وعبّر عن سعادته وسروره أن يلتقي اليوم مع شاب مثل غني يأتي ويناضل من أجل شعبه، ويغترب عن بيته. وقال شيخ محمود، (سمعت أن صديقنا (يقصد به غني بلوريان) قادم من بين البولشفيك”
قلت له: “نعم سيدي، ذهبت في زمن جمهورية كردستان مهاباد إلى الدراسة في باكو” (باكو عاصمة جمهورية آذربيجان التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفيتي آنذاك). وعندما انتهيت من حديثي، قال الشيخ محمود: ” لا ضرر في ذلك، المهم أن يعمل ويسعى الشخص للكرد، مهما تكن أفكاره فإنها محبوبة. الكرد شعب مظلوم ومقموع. أنا من أحد الأشخاص الذين أحب مصير شعبي وقد ناضلت من أجل تحريره.”
ومن خلال حديثه ذكر لي الشيخ محمود انه يوجد بين الشعب الكردي أديان ومذاهب مختلفة مثل: السنّة والشيعة، الكاكائيين والايزيديين والمسيحيين واليهود، وان جميع هؤلاء مخلصون للكرد. وكان معي مجموعة كبيرة من الكاكائيين والايزيديين. في الحقيقة، ورغم أني شيخ مسلم، لكن كان لدي ثقة فوق العادة بالايزيديين، وكانت مخاوفي ان يظهر أحد الملالي المسلمين ويبيع نفسه مقابل حفنة من المال (النقود) ويعمل لصالح الدولة البريطانية والعراقية، وان يجرح عواطف ومشاعر المسلحين المسلمين الدينية ويثيرهم ضدي. لهذا جمعت الايزيديين حولي بشكل أكبر، وهم أهل ثقة ومعتادين على التحمل والصبر أكثر من الآخرين”.
ويقول (مام غني) فهمت من حديث الشيخ محمود الحفيد، انه يريد أن يبين لي ان القضية الدينية ليست بارزة بتلك الحساسية بين الكرد، وان كل شخص مهما كان دينه وتفكيره، محبوب ومقدر عنه إذا كان يناضل من أجل تحرير شعبه.
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular