يمکن القول بأن حال ووضع ابراهيم رئيسي کان أفضل وهو رئيس للسلطة القضائية مقارنة بوضعه الحالي وهو رئيس للجمهورية، إذ إزداد الترکيز عليه وتم وضعه تحت الاضواء الساطعة بحيث صار العالم کله على إطلاع کامل به وبما بدرت عنه من جرائم ومجازر بحق الشعب الايراني عموما والسجناء السياسيين خصوصا، بل وإن الذي يجب ملاحظته وأخذه بنظر الاعتبار هو إن جرائم رئيسي قد صارت أکثر وضوحا للعالم بعد أن أصبح رئيسا لإيران وصارت وسائل الاعلام العالمية تتناوله بصورة غير مسبوقة من مختلف النواحي مرکزة على مدى إجرامه وقسوته المفرطة بحق الشعب الايراني.
وصول رئيسي الى منصب الرئاسة في إيران، دفع العالم يطرح سٶالا مفاده؛ هل إن منصب الرئاسة بإمکانه أن يبرئ رئيسي أو يحصنه من العقاب الذي يجب أن يناله لجرائمه عموما ولکونه أحد أبرز أعضاء لجنة الموت التي أعدمت 30 ألفا سجينا سياسيا في عام 1988؟ هذا السٶال باتت تطرحه کبريات الصحف العالمية ووکالات الانباء وتبحث عن إجابة شافية له، ولاسيما بعد البيان الصادر عن الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية آنياس كالامارد، على أثر وصول رئيسي لرئاسة إيران، والحقيقة أن ترك رئيسي يفلت من العقاب الذي يجب أن يناله أمر يضع علامة إستفهام کبيرة أمام المجتمع الدولي ومبادئ حقوق الانسان والعدالة الدولية.
المثير للسخرية أن النظام الايراني لم يکتفي بإختيار قاضي الموت رئيسي وتنصيبه کرئيس فقط بل إن الادهى والامر من ذلك هو إن قوات الحرس الثوري”المدرجة في قائمة الارهاب” تعلن من خلال وکالة أنباء”فارس” التابعة لها يوم الثلاثاء يونيو/حزيران، وبعد ثلاثة أيام من الانتخابات المشبوهة وتعيين رئيسي سفاح مجزرة عام 1988 في رئاسة الجمهورية، مسؤوليتها عن اختطاف معارضين خارج إيران وهددت مجاهدي خلق بأعمال إرهابية ضدها!
هذا المنطق الذي لايمکن أن يوصف سوى بالمنطق ليس الارهابي فقط بل وحتى القرووسطائي، حقيقة مرة تضع المجتمع الدولي والقوانين الدولية وجها لوجه أمام الامر الواقع لتبيان مدى جديتها في مواجهة هکذا صفاقة وصلافة غير مسبوقة ولاسيما وإن وکالة فارس التابعة للحرس الثوري قد وجهت “تحذيرات جدية” لـ “الدول الأوروبية” و “تكاليف باهظة” لدعم مجاهدي خلق وتذكير المعارضة بـ “نقلهم إلى إيران الواحدة تلو الأخرى من قبل” أجهزة المخابرات الإيرانية في الداخل والخارج وتسليمهم للعدالة لمحاكمتهم “، وكتبت: “لولا الصبر الإستراتيجي وما تقتضيه المصلحة من مراعاة بعض القضايا من قبل الأجهزة الأمنية في الدولة، لقد تلقوا ضربات قاضية من حيث لا يستطيعون حتى تخيله، ومن حيث لم يفكروا أبدا، وبالطبع هذه الفرص ما زالت متاحة لإيران”، وقطعا فإن على المجتمع الدولي أن يتذکر بأنه وکما تم إقتياد سلوبودان ميلسوفيتش أمام العدالة الدولية ورٶساء آخرين مطلوبون للعدالة الدولية بتهمة إرتکاب جرائم ضد الانسانية فإنه يجب أن يخضع السفاح رئيسي لنفس المعاملة.