هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الحزب الشيوعي العراقي وبشكل علني عن أجراء استفتاء داخلي لعموم الحزب قبل أن يقوم به .
المرات الماضية التي حدث فيها استفتاء داخلي كان لبعض الكادر وليس لعموم الحزب وكذلك كان يجري الأعلان عنه بعد اجراءه .
عموم الأستفتاءات التي حدثت هي كانت شكلية ولم يكن المقصود بها حقأ أخذ قناعة الكادر خاصة أذا هنالك قناعة بأنه ربما يختلف عن رأي القيادة،كذلك كان لا يمثل شكلأ من اشكال تعزيز الديمقراطية الحزبية ولا كذلك لتنفيذ بنود مواد النظام الداخلي واسوء مثال كان أستفتاء الدخول بتحالف سائرون .
-السؤال المهم هنا لماذا هذه المرة تختلف عن سابقاتها؟
*هنالك عدة أسباب دعت القيادة هذه المرة تسلك سلوكأ غير الذي تعودنا عليه ومن هذه الأسباب :
-في كل الأستفتاءات السابقة والتي جاءت بعدها مواقف سياسية للحزب وخاصة بمجال التحالفات ،لم يجني الحزب منها غير الفشل بسياسته والتي أضرته كثيرأ وبينت أنها لا تستند لدراسة معمقة وكانت تمثل رأي السكرتير ومجموعة حواليه .
-قيادة الحزب هذه المرة تريد أن تخرج من مسؤولية القرار (مقاطعة الأنتخابات ) وما يتبعه في المستقبل من تبعات في حال حصلت تبعات على أعتبار أن القرار جاء من الحزب عمومأ وهي تنفذ رغبة الحزب وليست رغباتها الخاصة .
-الجدل الكبير الذي حصل داخل الحزب سواء بقيادة الحزب أو قواعده نتيجة الخلل في تنفيذ بنود مواد النظام الداخلي والتي أحدها تشير (المادة 1) الى ضرورة عودة قيادة الحزب للجسم الحزبي عند أتخاذ قرارات مصيرية والمادة (21) التي تسمح للقيادة باتخاذ قرارت سياسية دون العودة للجسم الحزبي طبعأ من اراد الدخول بسائرون تعكز على هذه المادة السيئة .
-الأعتراضات الشديدة من قبل رفاق الحزب سواء من بعض القياديين أو الرفاق الأخرين وبشكل علني ناهيك عن الأصدقاء الذين أمتعضوا من طريقة التوقيع في الدخول بتحالف سائرون وبمختلف الطرق (صحافة ،وسائل تواصل أجتماعي ….الخ) .
-النتائج الكارثية لتلك التصرفات الخاصة لبعض القادة (كيفية اجراء الأستفتاء)والتي دعت عدد من قيادة الحزب لتقديم أستقالاتهم سواء من مراكزهم القيادية أو من عموم الحزب .
-بروز ظاهرة لم يالفها الشيوعيون من قبل وتمثلت بالأستقالات العلنية وغير العلنية للرفاق نتيجة عدم الأكتراث بأرائهم ورفضهم لسياسة الحزب في التحاف مع سائرون دون أخذ رأيهم .
-الشرخ الكبير الذي أحدثته تلك التصرفات في كيفية اجراء الأستفتاءات بين الرفاق .حيث أصبح لدينا رفاق يدافعون عن رأي قيادة الحزب وهو الشئ الذي لا يقتنعون به ولكنهم مجبرين في الدفاع عن تلك القرارات وبالتالي هم ضعيفي الحجة،ورفاق يعترضون على قرارات القيادة مما عرضهم لسوء التصرف والتجافي مع رفاقهم الأخرين .أهتزت على أثر ذلك عموم منظمات الحزب وبرزت سلوكيات غير جيدة لم يكن لها أن تكون لو أحسن من بيده القرارالتصرف بشكل عقلاني .
*لكن لو نظرنا للقضية (الأستفتاء الداخلي لعموم الحزب)من زاوية أخرى هذه المرة .
-هل هي بداية وعي جديد بداخل قيادة الحزب لأهمية توسيع الديمقراطية الحزبية بعد فشل حصر القرارات بيدها طيلة السنوات الماضية والتي أثبت الواقع فشل تلك السياسة؟
-هل هي علامة على خلل مركز القوة التي كانت تتمتع به المجموعة القيادية التي كانت تحتكر القرارات بيدها طيلة السنوات الماضية واصبحت غير قادرة على السيطرة على الأمور مثل السابق ؟
-هل هي محاولة لرأب الصدع بداخل الجسم الحزبي لتهيئة أجواء مناسبة لعقد المؤتمر الحادي عشر؟
-هل هي رسالة علنية وواضحة للأطراف السياسية العراقية كون الشيوعيين يتخذون قرارتهم المصيرية بقناعة وقرار الجميع وليس بقرار وقناعة شخص واحد مثلما جرت العادة أو مثلما تعمل بقية الأطراف السياسية العراقية والتي يتحكم بقرارها شخص معين ؟
*أن خطوة الأستفتاء الداخلي لعموم الحزب هي خطوة صائبة تعزز كثيرأ من النزعة الديمقراطية بداخل الحزب وتجعل الجميع يتحمل المسؤولية سلبأ أوايجابأ .لكنها غير كافية في نضال الحزب ضد السلطة الفاسدة وأحزابها التي ترعى المليشيات والفساد ولهذا يجب أن تكون وسيلة نضالية جديدة يجري التثقيف بها وتجميع اكبر قدر ممكن من الناس والمنظمات والأحزاب الوطنية الساعية لبناء وطن يسوده القانون ويحكم جميع أبناءه القانون الواحد بعيدأ عنكل التفرعات الأخرى ..
*أن هذه الخطوة يجب أن تكون اللبنة الأولى الحقيقية في بناء حزب تتمتع جميع هيئاته بحقوق متساوية ضمنها النظام الداخلي وتسود حياته الداخلية ديمقراطية تسعى لبناء حزبأ ينشد المستقبل الوضاء له ولشعبه ولا يبقى أسير الماضي ليتهالك يومأ بعد يوم .
*يبقى السؤال الأهم هو كيفية تنفيذ هذا الأستفتاء ونتائجه وكذلك مؤتمر الشيوعيين القادم والذي يتمنى أي حريص على هذا الحزب أن يراه يرسم خطوات واضحة وقوية لوحدة الحزب الجيدة وينهي سيطرة اشخاص على مقدراته وتكون لهيئاته القاعدية سلطة عليا بقراراته(القاعدة مصدر السلطات مثل الشعب مصدر السلطات).
*الحل وحزبكم بيدكم أيها الشيوعيون .هل تريدون حزبكم حزبأ للمستقبل أم حزبأ للماضي لكم أن تختاروا ؟
مازن الحسوني 2021-6-28