الحشد والفتوى والسيد علي السيستاني وما بينهما.
حسب الاسبقية يجب ان نتكلم عن فتوى الجهاد الكفائي والتركيز عليها هذه الأيام، ذلك التركيز/الذي يقترب من الهجوم والمرتبط بالهجوم على الحشد الشعبي وعلى السيد علي السيستاني مهما حاول من يتطرق للموضوع سواء بصيغة التفسير او التبرير او النقد والرفض او التصحيح او التمنيات الطيبة وسواء كان هذا الهجوم كما يصفه البعض بريء أومن باب الحرص وهذا الغالب او مدسوس مقصود وهو الذي يستغل سذاجة الأبرياء الحريصين.
لماذا أقول هجوم؟ الجواب: لسبب بسيط هو انه لا علاقة للسيد السيستاني بالحشد ولا بتشكيل الحشد ولا بقادة الحشد وافراده حيث الاغلب الأعم منهم لا يقلدون السيد السيستاني دينياً ولا تستمعون حتى لخطب ممثليه حيث يقلدون مراجع أخرى. اما استجابة الجميع لفتوى الشرف فكانْ لان الخطر كانَ عاماً وشاملاً من خلال مؤامرة كبرى قادتها ولا تزال أمريكا ومعها الإرهاب الدولي المتمثل ببعض الدول الكبرى و دول الإقليم الغنية تحت خيمة مدللتهم والناقعة بأفكارهم داعش مع عناصر داخلية كثيرة حكومية و من خارج الحكومة، حيث ان نيران هذه الهجمة وصلت كل دار، أي الى بيوت الجميع وقتها وهددت الجميع واولهم العراق بالكامل، حيث كان لا وقت للخلاف او الاجتهاد فأوكل الجميع مهمة الحماية الى السيد السيستاني لا يستمعون الى أوامره ونصائحه وتوجيهاته وطروحاته إلا وقت الشدة الخانقة…عليه هب الجميع لتأييد فتوى الشرف و العز والكرامة في تلك الهبة التي ولَّدتها الفتوى الشريفة التي كما أتصور ان ليس في تاريخ الإسلام مقاربة لها فقد حمت الشرف وإعادة العز والكرامة لمن تضرر ومن كان ينتظر الدور بالإذلال و الانتهاك والخنوع.
ترديد اسم السيد علي السيستاني في مناقشة أمور الحشد الشعبي سواء كان بقصد او بدون قصد يراد به زج الرجل الكريم وفتواه فتوى الشرف في محل لا علاقة لهما به حيث لم يرد في نص الفتوى التي صدرت في عام 2014 ولا في نص تجديدها الذي صدر في ذكراها الخامسة أي في عام 2019 أي إشارة او تلميح لكلمة او مفهوم الحشد او تشكيل مجموعة او منظمة ابداً.
اليكم نص الفتوى:
نص الفتوى: [إن طبيعة المخاطر المحدقة بالعراق وشعبه في الوقت الحاضر تقتضي الدفاع عن هذا الوطن وأهله وأعراض مواطنيه وهذا الدفاع واجب على المواطنين بالوجوب الكفائي ومن هنا فإن على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم عليهم التطوع للانخراط في القوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس] انتهى.
من تحليل فتوى الرجل الكريم السيد علي السيستاني في حزيران 2014 نجد انه حدد التالي:
1ـ القادرين على حمل السلاح: حيث لم يحدد عمر معين فقد يكون في الخامس عشرة من العمر او دونها وقد تدرب على حمل السلاح وقد يكون رجل سبعيني ويستطيع تحمل نتائج حمل السلاح.
2ـ التطوع للانخراط في القوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس ((الغرض المقدس هو الدفاع عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم)) ولم يعني شريحة او ملة او مذهب او طائفة انما كل من له غيره على بيته وأهله وعشيره وشعبه ووطنه ومن يجد في نفسه القدرة و الكفاءة و العزم وبذلك قدم أعذاراً لمن يبحثون عن اعذار و لمن يمتلكون الأعذار فلا اكراه ولا اجبار، ومن هنا كان مفهوم التطوع الذي ورد في نص الفتوى ولم يكن السيد السيستاني في طلب التطوع يقصد التسجيل في سجلات الأجهزة الأمنية و العسكرية كما يعرف العراقيين معنى التطوع و السبب انه يمتلك الحكمة ويعرف ان المؤسسات الأمنية لا تملك القدرة على استيعاب من كان يأمل بهم التطوع حيث يعرف ان عددهم سيكون اكبر من كل تعداد افراد تلك المؤسسات والتي بالإضافة الى ذلك هي لا تمتلك ما تقدم للمتطوع من ملابس وغذاء وماء ودواء وعتاد وسلاح ووسائط نقل واموال لتسديد نفقات هذه المئات من الالاف وربما المليون او الملايين بين من التحق او يستعد من عامة الشعب وفي المقدمة منهم الفقراء والمحرومين وهم حماة الوطن والشعب و العرض في كل محنة.
ماذا يعني التطوع؟ التطوع هو القيام بالواجب طائعاً مختاراً دون فرض وهذا يعني بذل الجهد وتقديم النفس بلا مقابل وبدافعٍ من المتطوع للإسهام في تحمل مسؤولية حماية الوطن والدين من خلال حماية بيته وبيوت الأخرين في أي مكان.
البعض يذهب بقناعة بسوء فهم او سوء غاية او عدم إدراك الى فهم التطوع على انه على من يرغب بالتطوع ان يذهب الى دوائر التجنيد ويقدم طلب للتطوع او الى مقرات الوحدات الأمنية والعسكرية لتسجيل اسمه وانتظار دعوته على ان يستصحب معه كافة الأوراق الثبوتية وهذا قصور في فهم الحال والوضع ولا أقول كلمة اقوى رغم انها التي تناسب الحالة.
هذا البعض يفكر ان السيد علي السيستاني طلب التطوع وفق مفهوم التطوع في وقت الرفاه والامن والسلام ونسي هذا النفر القصير النظر منهم او سيء القصد وحتى حَسِنَهُ انه لو تم تطبيق مفهوم التطوع كما يطرحون لكانت داعش قد اكتسحت البلاد وعاثت فساداً ووقفت على حدود الكويت والسعودية لتستلم الامدادات بسهولة وكل ذلك يتم قبل ان تُعلن أسماء عشرة افراد تم قبول تطوعهم.
ماذا يعني الانخراط: تعني الانضمام او الالتحاق لكن وفق معنى التطوع أي بدون مقابل وهذا ينفي الدعوات والتفسيرات التي تضج بها الكتابات من انها تعني الاندماج مع القطعات الأمنية التي تعني امام مقابل ووفق ضوابط لأنه ببساطة لا وجود للمقابل ولا وجود للضوابط
والسؤال هنا لمن يطرح هذا الطرح أي الجميع البليد المُصفق وحَسِنْ النية المصفق الغافل وسيء النية أي المنافق التابع المدفوع ممن يطرحون مثل هذا الطرح…هل كانت هناك صفوف للقوات الأمنية حتى يلتحق بها المتطوعون؟
هل كانت هناك معدات لدى صفوف القوات الأمنية ان كانت وقتها لتلبية احتياجات مئات الالاف التي هبت في خلال ساعات؟
هل كانت بإمكان حتى البنتاغون او والمؤسسات الأمنية الروسية وحتى الصينية بكل امكانياتها قدراتها تجهيز وضبط وتنظيم وتسليح ونقل مثل تلك الألوف خلال ساعات او بضعة أيام وفي ظروف الحرب المشتعلة؟
اين يلتحق المتطوع للانخراط في صفوف القوات الأمنية…هل لدوائر التجنيد ام مراكز التطوع أم في القنوات الفضائية او الى مقر البرلمان؟
هل هناك في وقتها إمكانية في كل الحكومة والدولة العراقية فقط لتسجيل أسماء المتطوعين؟
لو كانت الأمور كما يطرحها هذا النفر لدخلت داعش بغداد وكربلاء والنجف والبصرة دون ان يتم انجاز معاملة تطوع لعشرة افراد أو فقط تسجيل أسماء المتطوعين وإعداد قوائم بهم ناهيك عن توزيعهم ونقلهم وغيرها.
لمن لا يعرف والكثير يعرف ويلوي الحقيقة هو ان التطوع حصل في الجوامع وفي بيوت شيوخ الدين والسادة المعممين ورؤساء العشائر وفي المضايف وفي المراقد وفي بيوت الوجهاء وفي مقرات الأحزاب ومكاتبها وقام رجال الدين ومن وافقهم وتبعهم من الشرفاء في أماكن التطوع بتحمل كامل المسؤولية وعملوا على إيصال المتطوعين الى جبهات القتال وأمدوهم بالمستطاع من سلاح خفيف وعتاد وبعض الطعام وبعض النقد القليل دون ان تصرف الدولة مليماً واحداً والكثير منهم وصل جائعاً الا من همة الشرف وعظمة روح الفداء في سبيل ما يؤمن به ولنا من بعضنا نماذج حتى ان أهالي المتطوعين لا يعرفون اين وصل أبنائهم وكيف حالهم ومن معهم او هم مع من.
ولم يلتحق أحد من المتطوعين الى أي دائرة او موقع رسمي او وحدة عسكرية او قصر جمهوري او دوائر الأسايش او لدوائر البيشمركَه او قيادة قوات مكافحة الإرهاب او برلمان كردستان او مقر حكومتها، أي الى كل مقار وأماكن تواجد الزمر التي تآمرت وغدرت واستقبلت الإرهابيين وتطوعت معهم وخدمتهم وسهلت له تمكنهم مما تمكنوا منه وساهموا في إيجاد الظروف عن قصد او دون قصد في تشكيل فصائل جهاد النكاح…كل هؤلاء الذين هربوا هم وقادتهم في عملية لا يُقال عنها انها خسيسة بل مؤامرة دنيئة كل حرف من الحروف التي كتبت فيها فصولها قبل التنفيذ وبعده او كل كلمة قيلت في طريق الاستعداد لها هي خسة وعدم شرف وخيانة وزنا بالمحارم.
هذا الجدل والطرح والنقاش المتنوع الذي في غالبه هجومي مقبول باستغراب من باب الحق في الطرح، لكن الاستغراب اتى ويأتي كونه يطرح بعد سبعة أعوام على صدور فتوى الشرف والعز والكرامة، ولو انه تدَّرج حيث ربما كان همساً منذ نفس عام الفتوى وهو عام تأسيس الحشد ويأتي الاستغراب من انه طَرح تكَّفلَ به كُّتابْ لهم موقع في الكتابة والتحليل والأغرب ان أحدهم وهو عالي الصوت في الكتابة و النشر و التهجم واقصد د. عبد الخالق حسين الذي توصل الى حقيقة كما يبدوا وشمل معه اغلبية الناس تلك الحقيقة هي سوء فهم الفتوى بعد سبعة أعوام من صدورها مع كل الضجة التي اُثيرة حولها وهي عبارة عن اقل من ثلاثة اسطر ضمت (51) كلمة ليس فيها أي كلمة غير مفهومة او يمكن تأويلها وهو الذي كتب ونشر عشرات المقالات التي ورد ذكر الفتوى والسيد علي السيستاني حيث فاجأ القراء بأن اكتشف بعد سبعة أعوام سوء الفهم هذا حيث في مقالته: [حول المليشيات الولائية مرة أخرى] بتاريخ 08.06.2021 الرابط:
https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=956038&catid=325&Itemid=1236
كتب التالي: [ولكن يبدو أن هناك سوء فهم من قبل غالبية الناس بمن فيهم كاتب السطور، لمضمون فتوى السيد السيستاني الأولى] انتهى
لم يكتفي بالإشارة الى سوء فهمه هو والى سوء فهم من يناقشهم ويناقشوه ومن يكتب لهم ويقرئوه ولا الى سوء فهم غالبية العراقيين بكل تنوعهم انما أشار الى سوء فهم غالبية الناس وهذا يمكن لمن يريد ان يقول (كما انا الان) أنه يقصد/ يشمل كل سكان المعمورة لتلك ال(51) كلمة الواضحة الدقيقة البسيطة الغير مفهومة كما قال!!! اليس هذا بمستغرب؟ والأكثر غرابة انه يأتي بعد سنتين من تجديد الفتوى في2019 حيث كان نص التجديد والذي أعلنه أحمد الصافي وكيل السيد السيستاني في كربلاء من خلال خطبة صلاة الجمعة وفي الذكرى الخامسة لصدور الفتوى حيث قال: [لقد أفتينا بوجوب الالتحاق بالقوات المسلحة وجوبا كفائياً للدفاع عن الشعب العراقي وأرضه ومقدساته، وهذه الفتوى ما تزال نافذة لاستمرار موجبها، على الرغم من بعض التقدم الذي أحرزه المقاتلون الأبطال في دحر الإرهابيين] انتهى.
الفتوى أقل من ثلاثة أسطر ضمت (51) كلمة ليس فيها كلمة غامضة او اصطلاح يمكن ان يُفسر بعدة تفسيرات وليس فيها مصطلحات اجنبية يمكن ان تختلف معانيها باختلاف اللغات. وتجديد الفتوى من سطرين ضما (33) كلمة لا غير ورَّدْنَ ضمن سطور الفتوى.
التركيز على الفتوى والمفتي من اطراف كثيرة منهم من هو مريض نفسياً يدفعه حبه للتصفيق مع المصفقين دون تدقيق وحساب او حتى تفكير ليحصل على ثناء هذا الذي مثل حاله وهما في ذلك حال المصفقين لمصطلح (سيادة دولة الرئيس) و الصنف الأخر من أصحاب الغايات مثل (ربع كلا كلا) والثالث منهم من الستيفانييون وبعدهم وقبلهم ومعهم اتباع (البعث الساقط) كما وصفهم د. عبد الخالق و منهم ايضاً أحباب (ماما أمريكا) والتابعين لدول الخليج ومنهم المُعتاش على أجور المقالات ومنهم علمانيين او مدنيين من الذين صفقوا وعظَّموا المقاومة الشعبية و الحرس القومي والجيش الشعبي و البيشمركَة ويضاف لهم الدواعش ومن تربى ومات على ثقافة الدواعش ومنهم المحتارين الذي يضع رجل على اليابسة ورجل بالطين وغيرهم. وفي ذلك وضعوا أنفسهم في سياق مسيرة السفارة الامريكية حيث يمكن قول ذلك وفق فهم نص ما كتبه د. عبد الخالق حسين في مقالته: [لماذا بدأت أمريكا بضرب داعش الآن؟] بتاريخ 09/08/2014 الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=427531
حيث ورد التالي: [رابعاً، معارضة أمريكا لفتوى الإمام السيستاني ضد داعش، وتضايقت من الاستجابة القصوى من الجماهير لها، علماً بأن هذه الفتوى لم تكن موجهة لطائفة ضد طائفة أخرى، بل فيها دعوة للوحدة الوطنية وحمل السلاح ضد داعش التكفيريين. بينما أمريكا لم تستنكر مئات الفتاوى التي أصدرتها شيوخ الوهابية في السعودية وقطر لإبادة الشيعة “الروافض” حسب تعبيرهم، منذ ما قبل إسقاط حكم البعث وإلى الآن] انتهى
انا هنا اعتمد ما ورد في مقالة د. عبد الخالق واعتبرها مصدر’’’ موثوق’’’ وتمنيت ان يبين لنا د. عبد الخالق مصدر تأكيده هذا فربما له مصادره الخاصة حيث إني لم اطلع على مثل هذا الاعتراض الأمريكي الذي ورد في مقالة د. عبد الخالق.
والغريب ان د. عبد الخالق وبعد ان تبين له سوء فهمه لفتوى السيد السيستاني يأتي في مقالته: [حول المليشيات الولائية مرة أخرى] بتاريخ 08.06.2021 الرابط
https://www.almothaqaf.com/index.php?option=com_content&view=article&id=956038&catid=325&Itemid=1236
ليكتب التالي: [وكنتُ قد ناشدتُ في مقالي الأخير سماحة المرجع الأعلى بإصدار فتوى ثانية لحل هذه المليشيات الولائية لأنها راحت تهدد أمن وسلامة الدولة. فوصلني تعليق جاء فيه: “لا أتفق أن اصدار الفتوى سيحل هذه المعضلة الكبيرة. فالسيستاني سبق وأن عبر عن توجيهه بهذا الشأن وهو حصر السلاح بيد الدولة أكثر من مرة، لكن دون فائدة. هذا مخطط كبير للجارة إيران ولن يتخلوا عنه بسهولة.”] انتهى.
الحقيقة لا اعرف علاقة السيد السيستاني بمثل هذا الطلب:
هل امر السيد السيستاني بتشكيل الحشد وغيره من ’’ المليشيات الولائية’’؟
هل ورد في الفتوى وتجديدها كلمة حشد او ميليشيا او رود فيها توجيه بتشكيل منظمة/مجموعة مسلحة؟
هل يستطيع السيد السيستاني سحب بندقية واحدة من عراقي واحد لو أصدر ألف فتوى؟
هل يستطيع سماحته ان يسحب سلاح العشائر ويسلمه للدولة؟ ويسلمه لمن في الدولة…هل للقائد العام للقوات المسلحة الذي لا يسيطر حتى على حشد المرجعية التي قيل انها اُلحقت بالقوات المسلحة والقائد العام ولا على البيشمركَة ولا الحشد العشائري ولا على العشائر؟
هل يستطيع السيد علي السيستاني من سحب سلاح حشد المرجعية والمفهوم من عنوانها الذي وُضِعَ لها هو الإشارة الى ارتباطها به او انها تابعة له؟
أعتقد هذا التركيز المتنوع والإصرار على ذكر اسم السيد علي السيستاني القصد منه إهانة الرجل وتحميله كل ما جرى ويجري والمساس بمركزه الديني وإثارة لحرب يمكن ان أطلق عليها حرب المرجعيات فكل عراقي يعرف ان هناك مرجعيات متعددة بينها ربما ما يصل حد إراقة الدماء وحتى التكفير.
أعتقد ان هذا التركيز ومن قبل كل من وصفتهم اعلاه القصد منه التمهيد لعودة داعش وبدعم امريكي لأن د. عبد الخالق جزم َوأطلق وحدد بدقة وقوة ان داعش صناعة أمريكية ذكرنا ذلك في السابقات. لكن كيف يكون هذا الطرح تمهيد لعودة داعش؟
الجواب هو هل لو تم الغاء فتوى المرجعية او اصدار المرجعية فتوى او امر بحل الحشد الشعبي او حل ال ’’ ميليشيات’’ الولائية…من يضمن عودة داعش وما هي الضمانات القادرة على حماية الوطن تلك التي يقدمها هذا الشخص او تلك الفئة او الدولة بما فيهم أمريكا؟ ربما سيكون الجواب كما جواب د. عبد الخالق على استفساري حول قوله وجزمه وتأكيده في عدة مقالات في عام 2002 عن ان العراق بعد صدام حسين سيكون مثل المانيا بعد هتلر حيث اجابني: لم أكن أتوقع ان الدكتاتور فعل ما فعل في المجتمع العراقي وهو جواب مع الاعتذار فيه لف ودوران وعدم الاعتراف بالخطأ ولم يتعظ منه كما يبدو.
وإذا عادت داعش او عادت العصابات بتسميات اخرى…هل يستطيع السيد علي السيستاني من اصدار فتوى جهاد كفائي جديد؟ وهل لو أصدرها تجد من يحترمها ويهب لتنفيذها كما هب الشرفاء عام 2014؟
أي هل لو عادت داعش ستنفع العراق فتوى أخرى او هل سيهب الشباب للتطوع والدفاع عن الشرف ام سنقف بالطوابير بفرح لأننا سنزف اخواتنا وازواجنا وبناتنا للتطوع في فيالق جهاد النكاح؟
كل من يطلب حل الحشد او حتى إتباعه للقائد العام الذي وصفناه أعلاه هم:
1ـ ان البعض يصفق مع المصفقين ولا يعرف ان حل الحشد بمعنى انتفاء الحاجة مستقبلا فتوى قد يحتاجها الوضع في أسوء الاحتمالات في ظل ظروف اهتزاز منظومة الامن والدفاع العراقية وتعدد ولاءتها.
2ـ انه يعرف ان هذا الطلب مرفوض من الكثيرين وبالتالي ستكون فتوى حل الحشد باطلة وفيها إساءة كبيرة للسيد السيستاني واضعاف قدره امام الشيعة والعالم.
3ـ انها ستكون الفتيل لحرب طاحنة شيعية شيعية لا تهمد الا بإذلالهم وتدميرهم وتدمير حوزتهم ومراقدهم ومدنهم وبيوتهم.
………………….
هذا شيء عن الفتوى والمفتي الكريم.
القادمة ستكون إجابة على سؤال مطروح بكثرة الا وهو:
هل الحشد مقدس؟؟
عندي شخصياً وانا غير المتدين والبعيد عن كل ارتباطات وممارسات الدين وطقوسه…ومن يعرفني يعرف القصد… أن الحشد أقدس من كل المقدسات…لماذا؟ انتظروا القادمة…[اعتذر عن هذا القول الذي قد يزعج/يمس/يجرح البعض وارجو منهم انتظار لماذا التي ستحملها القادمة…واقول ان هذا رأيي الشخصي وعن قناعة كاملة راسخة وعليه فانا اطرحه بقوة].
عبد الرضا حمد جاسم