مع مطلع عام 2021، استبشر العالم خيرا بأن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا ستكون قادرة على عودة الحياة لطبيعتها.. وأن تزيح الغمامة السوداء التي تسببت بها جائحة COVID 19 خلال العام الماضي.
لكن يبدو أن الأمور لا تتجه نحو الأفضل، خاصة في ظل ظهور متحورات جديدة عن سلالة كورونا، ولعل أحدثها وأكثرها خطورة المتحور “دلتا” ذو المنشأ الهندي.
وباء داخل وباء.. بهذه العبارة يصنف العالم المتحور “دلتا” والذي انتشر في أكثر من 95 دولة حول العالم، والمخاوف من المتحور دلتا ترتبط بقدرته على التفشي بسرعة أكبر مقارنة بالعدوى الأصلية.
مع تقديرات بأن يصبح النسخة المهيمنة من الفيروس في العالم في غضون أشهر قليلة.
المتحور دلتا يشكل تهديدا أكبر في الدول التي لم تقطع شوطا كبيرا في التطعيم ضد فيروس كورونا، الأمر الذي دفع منظمة الصحة العالمية لتوجيه الأشخاص الذين حصلوا على جرعتين من اللقاح للتريث ومواصلة ارتداء الكمامة، لكنها نصيحة تتعارض مع قرار المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها والتي صرحت في مايو الماضي بأن الأميركيين لم يعودوا في حاجة إلى ارتداء الكمامة بالأماكن الخارجية أو مراعاة التباعد الاجتماعي.
ووسط هذا التخبط، يعاود العالم حبس أنفاسه مرة أخرى خاصة وأن المتحور “دلتا” أسرع انتقالا من المتحور “ألفا” الذي جرى رصده لأول مرة في بريطانيا، بنسبة 40 إلى 60%.
كما ويشكك الخبراء أيضا في أن يستطيع متحور “دلتا” الإفلات من الأجسام المضادة التي يفرزها الجسم، سواء عبر الإصابة بكورونا والتعافي منه، أو عن طريق أخذ اللقاح.
يبقى الرهان على قدرة العلماء والأطباء في محاصرة هذا المتحور الخطير ورصده ومعرفة كيفية احتوائه خاصة وان العالم مازال يشهد انقسامات حول حقيقة وجود فيروس كورونا.
فهل سيقطع المتحور دلتا الشك باليقين بالنسبة للذين مازالوا يخاطرون بأرواحهم وأرواح المحيطين بهم نتيجة رفضهم للالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي والحصول على التطعيم؟