عثر أحد رعاة الماشية على جثتي شاب وشابة في منطقة تقع ضمن حدود ناحية سنوني بعد 24 ساعة على اختفائهما في حادث اكتنفه الغموض.
وعُثِر على جثة الشاب ويدعى دريد خالد (31 سنة) والذي كان متزوجاً ولديه ابنة مساء يوم الأربعاء، 7 تموز 2021، مع فتاة تدعى ساندرا خليل (21 سنة) في قرية آديكا التابعة لناحية سنوني وقد وجدت آثار طلقات رصاص على جثتيهما.
ما هي القصة حسب رواية عائلة دريد؟
مساء يوم 5 تموز، شارك دريد في حفل التخرج من قسم علم النفس في جامعة دهوك، في اليوم التالي غادر المنزل مستقلاً مركبة والده بدعوى الذهاب في سفرة.
يقول خليل يوسف، عم دريد، بأن ابن شقيقه غادر المنزل صباح يوم الثلاثاء، 6 تموز بسيارة والده ولم يعد، لكنه اشار الى أن “الحادث يأتي بعد نشوء علاقة حب بين دريد و فتاة تدعى ساندرا، وقد التقى بها ذلك اليوم في ناحية سنوني وذهبا معاً في السيارة التي كان دريد يقودها.”
يقول خليل “حصلت على تلك المعلومات من شقيقة ساندرا التي أخبرتني بذلك هاتفياً في الساعة 6:10 من مساء نفس اليوم بعد اختفائهما.”
لم يتضح بعد كيف حصلت شقيقة ساندرا على رقم هاتف عم دريد، لكنها اتصلت تلك الليلة مرة أخرى بخليل واستفسرت منه عن شقيقتها ساندرا و دريد.
“سألتني لم هاتف دريد مقفل، وفيما ان كنت اعرف شيئاً عنهما، أخبرتها بأنني لست على علم بأي شيء”، حسبما قال خليل.
ذوو كل من دريد و ساندرا لا تربطهم صلات قرابة، كل ما هنالك هو أنهم من أهالي ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار غربي محافظة نينوى.
مع حلول الظلام يوم 6 تموز، انتاب القلق ذوي كل من دريد و ساندرا واتصلوا بالشرطة ونقاط التفتيش.
وقال خليل “في الساعة الثامنة ليلاً، اتصل بي شخص وطلب مني التوجه الى مركز شرطة ناحية سنوني، سألته من كان فقال أنا والد ساندرا… ابنكم اختطف ابنتي.”
بالفعل توجه خليل مع بعض من أقربائه الى مركز الشرطة وجرت هناك محادثة هاتفية بحضور الشرطة.
“هناك، اتصلت بشقيقة ساندرا وشغّلت المكبرة الخارجية لهاتفي الجوال، أخبرتها بأنها على اطلاع بالحادث لذلك اتصلتِ بي وبأنها قالت بأن ساندرا خرجت بمحض ارادتها مع دريد، لماذا اذن يقولون الآن بأنها اختُطِفت؟”، استمرت تلك المحادثة لعدة دقائق بحضور ضابط المركز.
هناك، اتصلت بشقيقة ساندرا وشغّلت المكبرة الخارجية لهاتفي الجوال، أخبرتها بأنها على اطلاع بالحادث لذلك اتصلتِ بي وبأنها قالت بأن ساندرا خرجت بمحض ارادتها مع دريد، لماذا اذن يقولون الآن بأنها اختُطِفت؟
في مركز الشرطة، سجل خليل خوديدا، والد ساندرا، دعوى ضد دريد.
في اليوم التالي، 7 تموز أبلغ مركز شرطة ناحية سنوني أهالي الطرفين عن العثور على جثتي دريد و ساندرا في قرية آديكا التابعة لناحية سنوني.
حول ذلك قال عم دريد “عثر أحد الرعاة على جثتيهما، جثة دريد كانت داخل المركبة، لكن جثة الفتاة كانت مرمية بالقرب من المركبة وآثار طلقات رصاص برأسيهما.
“سأتزوج من امرأة أخرى”
ذوو دريد، من ضمنهم عمه خليل يوسف، سمعوا تلك العبارة من دريد مرات عديدة.
وقال خليل “دريد كان قد أخبر زوجته ايضاً بأنه يحب فتاة تدعى ساندرا، وهو ما تسبب بدخوله في مشاكل مع زوجته أكثر من مرة.”
“لا ندري من ارتكب هذه الجريمة، لا نشك في شخص معين أو جهة معينة، نحن بانتظار ما ستؤول اليه تحقيقات الشرطة و الأجهزة الأمنية”، حسبما أكد عم دريد.
القصة على لسان عائلة ساندرا
والد ساندرا (خليل خوديدا) منتسب في الشرطة وكان في الواجب في اليوم الذي اختفت فيه ابنته، قال لـ(كركوك ناو) “اتصلوا بي من المنزل وقالوا بأن ساندرا خرجت من البيت ولم تعد.”
على إثر ذلك، عاد خليل خوديدا الى البيت وعبثاً حاول الاتصال بساندرا لأن هاتفها كان مقفلاً.
“استفسرت من أفراد عائلتي كيف و مع من خرجت، فقالت ابنتي الأخرى: خرجت ساندرا بصحبة شاب، لا نعرف شيئاً عنه”، وبعد مزيد من السؤال والاستفسار تمكنت أسرة الشاب دريد من الحصول على رقم هاتف عم دريد.
تحدث خوديدا مع عم دريد وبعد ذلك سجل دعوى ضد دريد بتهمة اختطاف ابنته.
“لم تطلعني ابنتي مطلقاً بأنها على علاقة مع دريد أو أنها ترغب بالزواج منه، يا ليت دريد قد اتصل بي ليطلب يدها مني، أقسم بأنني كنت سأقبل”، هذا ما قاله والد ساندرا مضيفاً “ما فعله دريد حدث دون علمي، لذا لن أتنازل عن حق ابنتي.”
يا ليت دريد قد اتصل بي ليطلب يدها مني، أقسم بأنني كنت سأقبل
يوم الخميس، 8 تموز، تم دفن جثامين كل من دريد و ساندرا في ناحية سنوني بعد إعادتها من دائرة الطب العدلي في الموصل. لكن (كركوك ناو) لم تتمكن من الحصول على معلمات حول التقرير الطبي.
ناطق علو أحمد، مسؤول اعلام مديرية شرطة سنجار، باستثناء العثور على الجثتين لم يكشف عن اية معلومات اخرى، “خشية أن تؤثر على مسار التحقيقات”، على حد قوله.
يقول خليل خوديدا بأنه يشك في أمرين، اما أن يكون دريد قد قتل ساندرا قبل أن يقدم على قتل نفسه ايضاً، “أو أن ذوي زوجة دريد متورطون في ذلك”، مع ذلك اضاف قائلاً “ربما هذه الشكوك ليست في محلها، لذا سننتظر نتائج التحقيقات.”
خوديدا الذي تحدث مع والد زوجة دريد يقول بأن “زوجة دريد ذهبت الى بيت والدها وهي غاضبة ومستاءة جداً، حتى أنها لم تصطحب ابنتها معها وتركته في المنزل.”
عمار عزيز – نينوى