.
قالت مراكز بحثية أيسلندية وبريطانية إن أكبر تجربة لخفض عدد أيام العمل الأسبوعي في العالم والتي انتهجتها أيسلندا أظهرت نجاحاً كبيراً.
وشارك أكثر من 2.5 ألف أيسلندي في التجربة التي خفضت ساعات العمل الأسبوعي إلى ما بين 35 و36 ساعة (أربعة أيام من العمل الأسبوعي) خلال الفترة ما بين عامي 2015 و2019 دون خفض رواتبهم.
وتنوعت تخصصات المشاركين في التجربة لتشمل الأعمال الإدارية والمستشفيات والخدمات الاجتماعية.
يذكر أن هنري فورد يعد أول من خفض عدد أيام العمل من 6 إلى 5 أيام أسبوعياً. ففي عام 1926 قرر هنري فورد، مؤسس شركة فورد موتور، خفض عدد أيام العمل من 6 إلى 5 أيام أسبوعياً، ليبدأ عصر الـ 40 ساعة عمل أسبوعياً بشكل فعلي، قبل أن يقرر الكونغرس الأميركي تحويل الأمر إلى قانون فدرالي.
وقال فورد “لقد حان الوقت لتخليص أنفسنا من فكرة أن وجود وقت فراغ للعمال هو وقت ضائع أو امتياز طبقي”.
وقال الباحثون إن التجربة أدت إلى تحسين إنتاجية العاملين ورفع مستوى رفاهيتهم أو – على أقل التقديرات – بقائها على مستوياتها المعتادة أثناء العمل لمدة خمسة أيام في الأسبوع.
وخلص التحليل المشترك لنتائج التجربة بواسطة مركز أبحاث (Autonomy) في بريطانيا والاتحاد من أجل الاستدامة والديمقراطية (Alda) في أيسلندا إلى ارتفاع درجات رفاهية العمال الذين شاركوا في التجربة عبر مجموعة من المؤشرات.
وطبقاً للبحث، انخفضت معدلات الإجهاد والإرهاق، بالإضافة إلى خلق توازن بين الصحة والعمل والحياة الشخصية بشكل ملحوظ عبر جميع الفئات تقريباً.
وقال الباحث في (Alda)، غودموندور دي. هارالدسون: “تخبرنا رحلة أسبوع العمل الأقصر في أيسلندا أنه ليس من الممكن فقط العمل بشكل أقل في العصر الحديث، ولكن أيضاَ أن هذا التغيير التقدمي ممكن”.
وأضاف: “يجب أن تكون خارطة الطريق الخاصة بنا باتجاه أسبوع عمل أقصر في القطاع العام موضع اهتمام لأي شخص يرغب في تقليل ساعات العمل”.
وأدى نجاح التجربة إلى بدء مفاوضات بين النقابات العمالية في أيسلندا والحكومة من أجل التوسع في تبني التجربة وتعميمها.
وطبقاً للباحثين، أدت المفاوضات النقابية بين عامي 2019 و2021 إلى توقيع اتفاقيات لتخفيض عدد أو رفع مرونة ساعات عمل 86% من القوى العاملة في أيسلندا كلها.
وقال ويل سترونج، مدير مركز (Autonomy) إن التجربة الأيسلندية “قدمت مثالا حقيقيا رائعا للمجالس المحلية وللعاملين في القطاع العام ممن يفكرون في تنفيذها هنا في المملكة المتحدة.”