لايوجد هناك من يمکنه القول بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يقف على قدميه کما کان في الاعوام السابقة، بل إن هذا النظام وکلما تقدمت به السنين يزداد ضعفا وهزالا وعلى سبيل المثال فإننا لو أجرينا مقارنة بين قوة النظام في عهد خميني وبين قوته في عهد خامنئي لوجدنا فرقا کبيرا جدا لايمکن قياسه بسهولة بحيث يمکن القول بأن النظام في هذه الايام أشبه بالميت سريريا وينتظر ساعة إعلان موته، وهذه الحقيقة المرة جدا معروفة لقادة النظام وفي مقدمتهم خامنئي الذي يعلم جيدا بأن النظام يقف على مفترق طرقات تفضي کلها للزوال والانکى من ذلك إنه لاعودة من أي منها، ولکن خامنئي وکأي دکتاتور يواجه خطر السقوط يعمل کل مابوسعه من أجل الحيلولة دون ذلك.
محاولات خامنئي لإعادة النظام الى سابق قوته وتجديد نشاطه وحيويته لکي يواجه الاخطار والتهديدات المحدقة به، هي في الواقع أشبه بالطبيب الذي يحاول إعادة الروح بقوتها السابقة الى الميت السريري الميٶوس منه تماما، ذلك إن النظام الايراني وبعد 42 عاما من حکمه يواجه تحديات داخلية وخارجية لاسبيل له لمواجهتها والحد من قوة تأثيرها وإن خامنئي ومن خلال العمليـة الجراحية العامة التي أجراها للنظام وقام من خلالها بفرض ثلاثة وجوه مکروهة من جانب الشعب الايراني على رأس السلطات الثلاثة وهو يأمل من خلال ذلك أن يبعث روح الشباب من جديد في الجسد المتهالك للنظام، وهو أمر ليس من الصعب جدا تحقيقه بل وحتى إنه في حکم سابع المستحيلات لأن هذا النظام يواجه حاليا أربعة تحديات لاقوة له في تذليلها وهي:
ـ حالة الضعف والانحلال التي وصل إليها النظام وأزمة إحتکار السلطة التي ترتد عليه سلبا وبقوة.
ـ حالة الرفض والکراهية الشعبية للنظام وإحتمال إندلاع ليس مجرد إنتفاضة بل وحتى ثورة شعبية ضد النظام بحيث تمسحه من الوجود.
ـ الظروف والاوضاع الاقليمية والدولية التي لم تعد في خطها العام في صالحه أبدا.
ـ توسع نطاق دور وتأثير المقاومة الايرانية وصيرورتها رقما صعبا في المعادلة السياسية الايرانية.
التمعن في المواقف الدولية من النظام الايراني وبعد تجربة 42 عاما للعالم مع هذا النظام، يٶکد بأن العالم لم يعد يرحب بهذا النظام بل وحتى إنه يأمل الى أن ينهض ذات يوم على خبر سقوط هذا النظام، بل وحتى إن تزايد حملات الدعم والتإييد الدولية لنضال الشعب الايراني من أجل الحرية من جانب وتزايد الانفتاح على المقاومة الايرانية والمشارکة في التجمعات السنوية العامة التي تقيمها يعطي أکثر من إنطباع بأن الاشهر القادمة ستکون صعبة جدا على النظام وقد تشهد تطورات جذرية تغير الامور رأسا على عقب في طهران.