نفوق أسماك العراق.. ما دور تركيا وإيران؟
تعرضت الثروة السمكية في العراق إلى كارثة كبيرة، مع نفوق آلاف الأطنان من الأسماك بشكل مفاجئ، في المزارع المقامة بنهري دجلة والفرات جنوبي البلاد، حيث يعاني النهران من انخفاض في منسوب المياه نتيجة السدود والأنشطة المائية في كل من تركيا وإيران.
وسجلت مناطق في بابل وكربلاء والنجف والديوانية نفوق عشرات الآلاف من الأطنان في الأقفاص النهرية والمزارع السمكية على النهرين.
وقال نهاد صالح، صاحب إحدى المزارع السمكية لسكاي نيوز عربية:” زرعنا 70 ألف سمكة وتكبدنا خسارة 450 ألف دولار.. كله مات.. منين نجيب؟”
وأرجع مسؤولون وخبراء أسباب الأزمة إلى انخفاض معدلات المياه في نهري دجلة والفرات بسبب ضعف ضخ المياه من تركيا بعد السدود الجديدة التي أقامتها على النهرين.
تغول الجيران
ويعانى العراق من انخفاض ملحوظ في منسوب نهرى دجلة والفرات، بسبب إقامة سدود فى تركيا وقطع إيران بعض الروافد المغذية لنهر دجلة.
وتقوم أنقرة حاليا بملء سد إليسو العملاق، حيث من المتوقع أن يخفض من حصة العراق من تدفق نهر دجلة من نحو 738 مليار قدم مكعبة إلى 343 مليار قدم مكعب سنوياً.
ويجري حوالي 30 في المائة من التدفق السنوي لنهر دجلة من إيران، حيث من المقرر أن يكتمل سد داران هذا العام، مما سيقلل، بحسب خبراء، من تدفق المياه عبر نهر سيروان بنسبة تصل إلى 60 في المائة ويترك العديد من مناطق وسط وجنوب العراق بدون إمدادات كافية.
وتبني تركيا 22 سدا على مجري دجلة والفرات ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول لاستصلاح مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية، وبما يزيد بثلاثة أضعاف حاجة تركيا من المياه، بحسب تقديرات.
وكان نائب وزير الزراعة الإيراني علي مراد أكبري قد صرح قبل أسبوعين بأن بلاده ستقطع نحو 7 مليارات مكعب من المياه صوب الحدود الغربية والشمالية الغربية العراقية، بأمر من المرشد الإيراني علي خامنئي، مشيرا إلى أن هذه الكميات ستستخدم في مشروعات تمتد على مساحة 770 هكتارا جنوبي وغربي إيران.
وصرح رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي في وقت سابق من هذا الشهر، بأنه سيبحث موضوع شح المياه مع كل من تركيا وإيران، وهو ما يؤكد شدة تأثر النهرين بالأنشطة التي يمارسها البلدان الجاران.
انخفاض منسوب المياه
ونقلت وسائل إعلام محلية عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة حميد النايف قوله إن الأزمة تعود إلى مرض التعفن البكتيري الناجم عن “قلة الموارد المائية وتلوث الأقفاص النهرية”، كما أشار إلى لجوء المربين إلى استيراد أعلاف عبر طرق غير رسمية، وخارج إشراف الجهات البيطرية.
وقال المسؤول بوزارة الزراعة جعفر ياسين لسكاي نيوز عربية إنه جرى استنفار كافة الطاقات لوقف نفوق الأسماك “دون جدوى”، مشيرا إلى أن الأمر “خرج عن السيطرة”.
لكن الخبير في الموارد المائية عادل المختار أوضح أن انخفاض منسوب المياه هو السبب الرئيسي في الكارثة البيئية التي ضربت الثروة السمكية العراقية.
وقال لسكاي نيوز عربية إنه “قبل سنة تقريبا، حذرنا من أن انخفاض مناسيب المياه سيؤثر على تربية الأسماك، حيث تستهلك المزارع السمكية 350 مليون متر مكعب من المياه، لذا فقد أدى انخفض منسوب النهرين إلى تلوثهما”.
ولفت إلى أن تربية الأسماك في أقفاص نهرية كان متاحا بسبب سرعة جريان المياه في النهرين، لكن بعد انخفاض منسوب المياه وبطء التيار، أصبح من الصعب الاستمرار في هذا النوع من النشاط.
وأضاف أن زيادة كمية الأعلاف التي تعطى للأسماك ساهم في تراكم المخلفات في المياه وتسمم الأسماك.
وتأتي هذه التطورات، بعد أسابيع على انتشار حالات تسمم في محافظة البصرة جنوباً بسبب تلوث المياه ما دفع الاهالي هناك للاحتجاج مطالبين الحكومة بسرعة معالجة القضية، خاصة بعد تحويل إيران مجرى نهر كارون عن مصبه الرئيسي.