يتزايد القلق والتوجس کثيرا لدى قادة النظام الايراني بعد أن رأوا بأم أعينهم ماقد أحدثه المٶتمر السنوي العام للمقاومة الايرانية من ضجة کبيرة في العالم والاهتمام غير المسبوق من جانب وسائل الاعلام العالمية بها ونقل الکثير من التقارير والتحقيقات المختلفة عنها، ولاريب فإنه من حق قادة هذا النظام ليس أن يقلقوا فقط بل وحتى أن يشعروا بالخوف غير العادي، ولاسيما وقد ظهر جليا بأن المجتمع الدولي لم يتعامل مع هذا المٶتمر کنشاط لمعارضة تقليدية وإنما کان تعاملا مع بديل سياسي ينتظر أن يستلم زمام الامور في إيران.
المشارکة الدولية الواسعة النطاق ولاسيما الحضور الرسمي للعديد من الوجوه والشخصيات السياسية الدولية البارزة وکذلك المشارکة والتفاعل الشعبي الايراني الملفت للنظر في هذا المٶتمر، جعل منه بمثابـة مٶتمر الاستعداد والترقب لإنتقال السلطة للمقاومة الايرانية خصوصا بعدما أثبتت کفائتها وجدارتها في عملية إدارة الصراع ضد هذا النظام وقيادة الشعب الايراني الى بر الامان، وحتى إن ترکيز المشارکين في المٶتمر وکذلك وسائل الاعلام العالمية على الميثاق ذو العشرة نقاط الذي أعلنته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، والتعامل معه بمثابة خارطة طريق لإيران المستقبل وکذلك الاتصالات التي جرت مع الداخل الايراني عشية إنعقاد المٶتمر والحماس منقطع النظير الذي ظهر على المتصلين من داخل إيران، کل ذلك أکد وبصورة لاتقبل الجدل والنقاش من إن إيران تقرع أبواب المستقبل بقوة وتتهيأ لرمي النظام الحالي الى مزبلة التأريخ.
النظام الايراني وفي ظل أزمته الحادة الحالية والتي ووصفها المراقبون السياسيون بأنها أزمة السقوط، يزداد قلقه کثيرا عندما يجد إنه وفي هذه الفترة تحديدا يتم تسليط الاضواء على المقاومة الايرانية ويتم التعامل معها کالقوة السياسية التي يمکن أن تستلم زمام الامور في طهران في أية لحظة، ويتناسى هذا النظام بأن المقاومة الايرانية قد خاضت طوال الاعوام ال42 المنصرمة نضالا وصراعا بلاهوادة ضده من أجل حرية الشعب الايراني وإلحاقه بسلفه نظام الشاه، إذ أن مايجري حاليا هو في الحقيقة حاصل تحصيل واقعي لامناص منه ولاسيما وإن المقاومة الايرانية لم تترك ساحة الصراع والمواجهة ضد هذا النظام ولو ليوم واحد.
هذا المٶتمر ومن خلال الظروف والاوضاع المرتبطة بما يجري في إيران والمشارکة الدولية والشعبية الايرانية الواسعة النطاق، ظهر وکأنه مٶتمر يمهد لعملية إنتقال السلطة للمقاومة الايرانية ويهيأ للسقوط والانهيار الوشيك لواحد من أسوء النظم الاستبدادية القمعية في العصر الحديث.