لقي أكثر من أربعين شخصا مصرعهم في حريق اندلع مساء الاثنين بمركز لمصابي كورونا في محافظة ذي قار جنوبي العراق.
Video Player
حريق مستشفى الحسين.. تظاهرات في ذي قار والصحة تكشف سبب نشوبه
تظاهر العشرات من المواطنين ومن ذوي ضحايا حريق مستشفى الحسين في محافظة ذي قار، ليل الاثنين الثلاثاء، احتجاجا على الحادثة التي تسببت بمقتل ما لا يقل عن 41 شخصا وعشرات الإصابات، في حين أعلنت الحكومة العراقية اجتماعا لبحث ملابسات الحادث.
وردد المتظاهرون شعارات تندد بالأحزاب السياسية، وحملوها مسؤولية الأوضاع التي تعيشها المحافظة.
ولفت الزاملي أن “حريق مستشفى الحسين ناجم عن عدم التعامل الصحيح مع قناني الأكسجين”.
وكانت خلية الإعلام الأمني نقلت عن وزارة الداخلية قولها إن الحريق “اندلع داخل 20 كرفان مشيداً من السندويج بنل سريع الاشتعال مخصصة لعزل المصابين بفايروس كورونا في مستشفى الحسين التعليمي بمحافظة ذي قار”.
وتتكون ألواح “ساندويش بانيل Sandwich panel” المخصصة للبناء من مواد رغوية عازلة محشوة بين طبقتين من الصاج أو الألمنيوم.
وأظهرت مقاطع فيديو اشتعال النيران في المستشفى:
ووجه الكاظمي في الاجتماع إلى البدء بتحقيق حكومي عالي المستوى، للوقوف على أسباب الحادثة وتوجيه فريق حكومي “فورا” إلى محافظة ذي قار من مجموعة من الوزراء والقادة الأمنيين لمتابعة الإجراءات ميدانياً ، إضافة إلى “سحب يد وحجز مدير صحة ذي قار، ومدير المستشفى، ومدير الدفاع المدني في المحافظة وإخضاعهم للتحقيق أعلاه”.
كما أصدر رئيس الحكومة توجيهات لمختلف الوزارات بإرسال مساعدات طبية وإغاثية عاجلة إلى محافظة ذي قار، بالإضافة إلى إنجاز معاملات عائلات الضحايا “فورياً، وتسفير الجرحى الذين حالاتهم حرجة إلى خارج العراق”، وإعلان الحداد الرسمي.
من جهته، أعلن محافظ ذي قار، أحمد غني الخفاجي، إصدار سبعة قرارات على خلفية الحريق وفقا لبيان نقلته “واع”، من بينها إعلان الحداد العام وتعطيل الدوام الرسمي لثلاثة ايام بدءاً من اليوم الثلاثاء الموافق ١٣ تموز ٢٠٢١، وكذلك تشكيل لجنة عليا “للتحقيق في ملابسات هذا الحادث المأساوي”.
وذكر البيان أن “اللجنة التحقيقية تُخضع كل من له صلة إدارية أو فنية لإجراءاتها، وتستمع لكل من يدلي بمعلومات عن مسبباته، وتقدم اللجنة تقريرها النهائي خلال ٤٨ ساعة فقط من تشكيلها لإعلانها للرأي العام”،
ولفت المكتب الإعلامي الخاص بالمحافظ أن “وزارة الصحة ودائرة صحة ذي قار تتحمل مسؤولية التأخير في استكمال افتتاح مستشفى الناصرية المركزي (التركي)”.
وأكد البيان نقل “جميع منتسبي مستشفى الإمام الحسين التعليمي إلى مستشفى الناصرية المركزي والمباشرة به فورًا، وتحويل مستشفى الإمام الحسين التعليمي إلى مركز لعزل مصابي كورونا فوراً، فضلا عن أغلاق جميع المراكز الكرفانية المخصصة لعزل مصابي كورونا والاستعانة بمراكز ومشاف مجهزة لهذا الغرض”.
وشدد على جميع الكوادر الطبية والصحية والتمريضية التوجه فورا إلى موقع الحريق بتوفير الدعم والإسناد للكادر الطبي العامل هناك.
وكانت مديرية صحة ذي قار قد أعلنت حالة الطوارئ بعد اندلاع الحريق.
كما أكد رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، أن البرلمان سيحول جلسته الثلاثاء لتدارس الخيارات بشأن فاجعة مستشفى الحسين.
وقال الحلبوسي في تغريدة، إن “فاجعة مستشفى الحسين دليل واضح على الفشل في حماية أرواح العراقيين”، وأضاف “آن الأوان لوضع حدٍّ لهذا الفشل الكارثي”، لافتا إلى أن “البرلمان سيحول جلسة اليوم لتدارس الخيارات بشأن فاجعة مستشفى الحسين”.
ثالث حريق خلال 24 ساعة
وتمكن فريق الدفاع المدني، بحسب وزارة الصحة العراقية، من إخماد حريق آخر اشتعل، الاثنين، في “عدد من أقسام مقر وزارة الصحة” الكائن في مدينة الطب بمنطقة باب المعظم وسط بغداد، وقالت الوزارة إنه “تمت السيطرة على الحريق من دون إصابات”.
وفي ذات اليوم، أخمدت قوات الدفاع المدني العراقية حريقا اشتعل في معمل لصناعة الحبيبات الإسفنجية جنوب بغداد، فيما اشتعل حريق آخر في منطقة “سوق الأولى” بمدينة الصدر شرق بغداد أيضا، كما أخمدت حريقا اشتعل في محكمة بداءة البياع، جنوب العاصمة.
وتكاد الحرائق أن تكون مشهدا يوميا في البلاد حيث سجلت وزارة الداخلية، بين يناير ومارس الماضيين، 7000 حريق، أكثرها دموية شب في أبريل الماضي في مستشفى ابن الخطيب المخصص لمرضى كوفيد-19 بالعاصمة بغداد.
وقتل 82 شخصا وأصيب 110 آخرون في هذا الحادث الذي أثار صدمة وغضبا عارما.
وبحسب المتحدث باسم الدفاع المدني العميد، جودت عبد الرحمن، الذي كان يتحدث لفرانس برس فإن “بغداد أكثر مدن العراق تعرضا للحرائق إذ تسجل فيها 40 بالمئة من حرائق البلاد. وقد أحصي فيها 2800 حريق خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2021”.