الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeاخبار عامةتقدم طالبان الكاسح في جميع أنحاء أفغانستان

تقدم طالبان الكاسح في جميع أنحاء أفغانستان

 

نصر طالبان العسكري وفشل الغرب الذريع بأفغانستان؟

قدَّر البنتاغون تكلفة العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان بمئات مليارات الدولارات منذ عام 2001 حين أطاح تحالف دولي أمريكي بحركة طالبان، لكن طالبان لم تكن أقوى مما هي عليه عام 2021، حيث أكدت سيطرتها على 85% من أفغانستان مع انسحاب القوات الغربية واختلال توازن القوى الذي ظل ثابتا لنحو عقدين.

حققت طالبان في الشهرين الأخيرين تقدما كاسحا في جميع أنحاء أفغانستان. وهي تؤكد الآن (يوليو / تموز 2021) سيطرتها على 85 بالمئة من أراضي البلاد.

وقد بدأت هجومها الأخير مطلع أيار/مايو 2021 عندما باشرت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي سحب قواتهما نهائيا بعد احتلال دام عشرين عاما على أثر اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001.

كان من المفترض أن تتفق حركة طالبان والحكومة على خارطة طريق سياسية للبلاد في محادثات سلام جرت في الدوحة. لكن الآمال في تحقيق ذلك تلاشت إلى حد كبير بعد جمود استمر أشهرا.

ويبدو أن المتمردين الآن يتطلعون إلى تحقيق نصر عسكري، بينما يثير تقدمها مخاوف من أن تشعر قوات الأمن الأفغانية بالإحباط بسرعة في غياب الدعم الجوي الحيوي الذي يقدمه الأميركيون، وأن تنهار.

السلطات الأفغانية تعلن تشغيل منظومة دفاع جوي لحماية كابول

أعلنت السلطات الأفغانية الأحد 11 / 07 / 2021 تشغيل “نظام دفاع جوي” لحماية العاصمة كابول من التعرّض لقذائف وصواريخ في ظلّ التقدّم الجامح لمتمردي حركة طالبان في أرجاء البلاد.

ففي ضوء شروع القوات الأجنبية في الانسحاب نهائياً من البلاد، أطلقت طالبان في بداية أيار/مايو 2021 هجوماً واسع النطاق على القوات الأفغانية المرتبكة لفقدانها الدعم الجوي الأميركي بالغ الأهمية، غانمةً مساحات شاسعة في العمق الأفغاني.

ولم تعد القوات الأفغانية تسيطر سوى على المحاور الرئيسية وكبرى المدن الإقليمية وسط حصار يفرضه المتمردون حول الكثير منها والخشية من احتمال مهاجمتهم كابول في المدى المنظور، لاسيما وأنّ طالبان باتت تسيطر على عدّة مناطق مجاورة للعاصمة الأفغانية في نطاق لا يتجاوز المئة كيلومتر.

وقالت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان إنّ “نظام الدفاع الجوي حديث الإنشاء دخل طور التشغيل عند الساعة 02,00 فجر هذا الأحد” (21,30 السبت بتوقيت غرينتش). وأضافت “أثبت هذه المنظومة فاعليتها في أرجاء العالم في صدّ الهجمات بالصواريخ والقذائف”.

بيد أنّ الوزارة لم توضح لا اسم المنظومة ولا تاريخ نشرها ولا هوية الطرف الذي أرساها.

لكن طوال 20 عاماً في أفغانستان كانت القوات الأميركية قد زوّدت قواعدها بعدة منظومات من طراز “سيرام/C-RAM” القادرة على رصد القذائف وتدميرها.

وتتيح هذه المنظومة التي كانت في قاعدة باغرام، الأبرز بين القواعد الأميركية وتقع على مسافة 50 كيلومترا شمال كابول، إصدار إشارات الإنذار ضمن النطاق الذي تغطيه.

وسبق لطالبان أن نفذت سلسلة هجمات بالقذائف على القوات الأفغانية والأجنبية، كما شنّ تنظيم الدولة الإسلامية في العام 2020 هجوماً مماثلاً على كابول.

وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية أيضاً هجوماً بالقذائف في بداية العام 2021 على قاعدة باغرام التي استلمتها القوات الأفغانية في بداية تموز/يوليو 2021.

حرب أفغانستان بالأرقام

تعد الحرب في أفغانستان التي أطلقت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2001 بعد أسابيع على اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر الأطول التي انخرطت فيها الولايات المتحدة.

في ما يلي بعض الأرقام المتعلقة بهذا النزاع:

بلغ التواجد العسكري الأميركي ذروته عام 2011 في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، مع وجود 98 ألف جندي على الأرض بحسب أرقام البنتاغون.

تدخل تحالف من 38 دولة عضو في حلف شمال الأطلسي في النزاع الأفغاني في كانون الأول/ديسمبر 2001 لكن الولايات المتحدة شاركت بالعدد الأكبر من الجنود.

في شباط/فبراير 2020 حين وقعت الولايات المتحدة الاتفاق التاريخي مع طالبان الذي نص على انسحابها بالكامل من أفغانستان، قدر البنتاغون عدد الجنود الأميركيين الذين لا يزالون في البلاد بحوالى 14 ألفا.

في 1 أيار/مايو 2021، الموعد النهائي الأساسي للانسحاب، الذي أرجئ إلى 11 أيلول/سبتمبر 2021 بقرار من الرئيس جو بايدن، كان لا يزال هناك في أفغانستان 9500 جندي أجنبي بينهم 2500 أميركي.

قُتل حوالى 38 ألف مدني وأصيب أكثر من 70 ألف شخص في الفترة بين 2009-2020 بحسب بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في البلاد. السنة الأكثر دموية كانت 2018.

في السنوات الثلاث الماضية نزح أكثر من 395 ألف أفغاني بسبب النزاع بحسب وزارة اللاجئين.

ودفعت الولايات المتحدة ثمنا باهظا في الحرب مع مقتل أكثر من 2400 جندي وإصابة 20 ألفا و700.

بين الدول الأعضاء الأخرى في حلف شمال الأطلسي، سجلت بريطانيا أفدح الخسائر بعد الولايات المتحدة مع مقتل 455 جنديا بحسب الموقع المتخصص “آي كاجولتيز”.

لم تعد الحكومة الأفغانية تنشر الأرقام المتعلقة بالخسائر العسكرية لكن الرئيس أشرف غني أعلن في 2019 أن أكثر من 45 ألف عنصر من القوات الأمنية الأفغانية قتلوا منذ وصوله إلى السلطة في 2014.

في 30 أيلول/سبتمبر 2019 قدر البنتاغون أن كلفة العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان بلغت 776 مليار دولار منذ 2001. من هذا المبلغ كان هناك 197,3 مليارا مخصصة لإعادة إعمار أفغانستان ومؤسساتها.

لكن بحسب دراسة أجرتها جامعة براون فان الكلفة الفعلية تتجاوز بكثير تقديرات البنتاغون لأن المساعدة الصادرة عن وزارة الخارجية لم تحتسب ولا كلفة عمليات الاستخبارات أو تلك المخصصة لرعاية قدامي المحاربين.

مع الأخذ بالاعتبار كل هذه التكاليف، خلص باحثو جامعة براون إلى أن “الحرب ضد الإرهاب” في العراق وسوريا وأفغانستان كلفت 6400 مليار دولار منذ 2001.

حين كانت في السلطة، حظرت حركة طالبان على الفتيات التعلم ورجمت حتى الموت النساء اللواتي اتهمن بجرائم مثل الزنا.

تقول وزارة التعليم الأفغانية أن 9,7 مليون طفل لا يزالون مسجلين اليوم في المدرسة و42% منهم فتيات. هناك حاليا 18 ألف مدرسة مفتوحة في البلاد مقابل ثلاثة آلاف قبل عقدين.

يضم البرلمان الأفغاني 68 امرأة بينهن 30% في مجلس النواب. منذ سقوط نظام طالبان، بدأت النساء تولي مناصب عليا في السياسية والحكومة مثل أعضاء في مجلس الشيوخ أو وزيرات أو حاكمات.

بين 2003 و 2018، تراجع معدل وفيات الأطفال من 53 إلى 23 لكل ألف ولادة، بحسب البنك الدولي.

عودة طالبان تثير مخاوف من العنف من موسكو إلى الصين

أثار تقدم طالبان السريع للسيطرة على المزيد من الأراضي في أفغانستان إنذارات من روسيا إلى الصين، حيث أدى تحرك الرئيس الأمريكي جو بايدن لسحب القوات إلى إفساد توازن القوى في جنوب آسيا الذي ظل ثابتا لمدة عقدين تقريبا.

وانسحب ما لا يقل عن 1000 جندي أفغاني هذا الأسبوع إلى طاجيكستان، مما دفع البلاد إلى تعبئة 20 ألف جندي إضافي لحراسة حدودها.

وسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحصول على تأكيدات من طالبان بأنها ستحترم حدود دول آسيا الوسطى التي كانت ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفييتي، بينما قالت باكستان المجاورة إنها لن تفتح حدودها أمام اللاجئين، وفقا لما ذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء يوم السبت 10 / 07 / 2021.

ويعتزم وزير الخارجية الصيني وانج يي السفر إلى آسيا الوسطى الأسبوع التالي لإجراء محادثات حول أفغانستان، وكان قد حذر الأسبوع السابق من أن المهمة الأكثر إلحاحا في أفغانستان هي “الحفاظ على الاستقرار ومنع الحرب والفوضى”.

ووصف وانج وينبين، المتحدث باسم الخارجية الصينية، الانسحاب الأمريكي بأنه “متسرع” وقال إن واشنطن يجب أن تفي بالتزاماتها “لمنع أفغانستان من أن تصبح ملاذا للإرهاب مجددا”.

مقاتلون من حركة طالبان في أفغانستان - أرشيف.  Afghnistan - Wieder auf dem Vormarsch Kämpfer der Taliban Archivbild Photo afp

كلفة العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان مئات مليارات الدولارات منذ عام 2001 حين أطاح تحالف دولي بقيادة أمريكية بحركة طالبان، لكن طالبان لم تكن أقوى مما هي عليه في عام 2021: في 30 أيلول/سبتمبر 2019 قدر البنتاغون أن كلفة العمليات العسكرية الأميركية في أفغانستان بلغت 776 مليار دولار منذ 2001. من هذا المبلغ كان هناك 197,3 مليارا مخصصة لإعادة إعمار أفغانستان ومؤسساتها. لكن بحسب دراسة أجرتها جامعة براون فان الكلفة الفعلية تتجاوز بكثير تقديرات البنتاغون لأن المساعدة الصادرة عن وزارة الخارجية لم تحتسب ولا كلفة عمليات الاستخبارات أو تلك المخصصة لرعاية قدامي المحاربين. مع الأخذ بالاعتبار كل هذه التكاليف، خلص باحثو جامعة براون إلى أن “الحرب ضد الإرهاب” في العراق وسوريا وأفغانستان كلفت 6400 مليار دولار منذ 2001.

مسلحو طالبان على أرجوحة الأطفال في أفغانستان: جاء دورنا

مع تقدم مقاتلي طالبان باتجاه عواصم الأقاليم في أفغانستان، انتشرت مقاطع فيديو للعديد من المسلحين وهم يلهون على الأرجوحة والزلاقة في حدائق للأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وفي مقطع فيديو، يُسمع صوت أحد عناصر طالبان وهو يصور رفاقه وهم يتأرجحون ذهابا وإيابا يقول لهم: “افعلها بشكل أسرع، أسرع، رائع، رائع! … هذه الحديقة لنا. لقد استمتعوا (الحكومة الأفغانية) بالكثير من النزهات، والآن جاء دورنا”.

وفي مقطع آخر، يمكن سماع أصوات أشخاص يضحكون بينما ينزلق رجل بتردد إلى الأسفل على زلاقة لولبية حمراء زاهية.

ولم يتضح مكان تسجيل مقاطع الفيديو وما إذا كانت تظهر المجموعة نفسها من الرجال أثناء اللهو.

وعلق مئات الأفغان على تويتر وفيسبوك بهذا الشأن. وقال الكثيرون إن مقاطع الفيديو دليل على أن عقودا من الحرب حرمت جيلا من الناس من مثل هذه الملذات البسيطة في الطفولة.

وقال آخرون إن ملايين الأفغان يعيشون في خوف لأن مسلحين مثل هؤلاء يشنون حربا مدمرة في البلاد.

وسيطرت طالبان على أكثر من 100 مقاطعة في أفغانستان منذ أن بدأت القوات الدولية انسحابها في الأول من أيار/مايو 2021.

بالإضافة إلى ذلك، فقد شن المسلحون في الآونة الأخيرة هجمات على ضواحي العديد من عواصم الأقاليم، لكن قوات الأمن الأفغانية تصدهم حتى هذا الوقت لمنعهم من السيطرة.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة 09 / 07 / 2021 إن القوات الأمريكية سوف تنهي مهمتها العسكرية في أفغانستان بحلول نهاية آب/أغسطس.

 كابول تحث الدول الأوروبية على وقف إعادة طالبي اللجوء بسبب عدم الأمن

وذكرت وزارة شؤون اللاجئين والعائدين الأفغانية يوم السبت 10 / 07 / 2021 أن كابول طلبت رسميا من الدول الأوروبية أن توقف الترحيل الإجباري لطالبي اللجوء الأفغان خلال الأشهر الثلاثة القادمة، اعتبارا من الثامن من تموز/يوليو 2021.

وقالت الوزارة في بيان إنه بالوضع في الاعتبار الزيادة في أعمال العنف التي تنفذها طالبان والزيادة الكبيرة في إصابات كوفيد19-، يعد ترحيل اللاجئين الأفغان من الدول المضيفة مقلقا.

وبالإضافة لذلك، تقول كابول إنها قلقة من الزيادة في النزوح الداخلي للمواطنين ومن موجة جديدة من طالبي اللجوء في دول أجنبية.

وحاليا تعيد الكثير من الدول الأوروبية طالبي اللجوء الأفغان المرفوضين إلى وطنهم الذي يعاني من الحرب. وهناك عمليات ترحيل جماعية منتظمة من ألمانيا إلى كابول مثلا.

ووصل 27 رجلا أفغانيا يوم الأربعاء 07 / 07 / 2021 العاصمة كابول بعد أن رحلَّتهم ألمانيا، ما يمثل المجموعة الأربعين من الترحيل الجوي من ألمانيا إلى أفغانستان منذ كانون أول/ديسمبر 2016 .

وأعادت برلين حاليا ما إجماليه 1104 من طالبي اللجوء إلى أفغانستان. وكانت عمليات الترحيل مثيرة للجدل بشدة حيث قال المنتقدون إن البلد خطر للغاية لإعادة طالبي اللجوء.

وترك انسحاب القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الذي بدأ في الأول من أيار/مايو 2021 أفغانستان في حالة من الغموض.

وتطال الهجمات التي تشن بشكل يومي تقريبا والزيادة في الهجمات العسكرية من جانب طالبان، المدنيين. كما أن داعش تنشط في البلاد.

جنود أفغان يروون كيف نقلوا رفاقهم الجرحى إلى طاجيسكتان بعد هرب قادتهم

وروى جنود أفغان لوكالة فرانس برس فرارهم عبر الحدود إلى طاجيكستان بعد أن تخلى قادتهم عن مواقعهم إثر سيطرة طالبان على معبر شير خان بندر الحدودي الرئيسي مع طاجيكستان، ولم يتركوا لهم بذلك خيارات سوى اللحاق بهم حاملين معهم رفاقهم الجرحى.

وتحدث الجنود الذين كانوا جزءا من مجموعة تضم أكثر من ألف منهم فروا إلى طاجيكستان عندما سيطر المتمردون على المعبر في نهاية حزيران/يونيو 2021، لفرانس برس هذا الأسبوع بعد إعادتهم إلى أفغانستان.

وقال مهر الله الذي يستخدم اسما واحدا مثل كثيرين من الأفغان وكان في كتيبة تضم حوالى ألف جندي وتتولى الدفاع عن المعبر الحدودي بالقرب من مدينة قندوز في أقصى شمال أفغانستان “كنا محاصرين في شير خان بندر منذ أسبوع وقطعت الإمدادات عنا”.

تحدث الجندي البالغ من العمر 27 عاما عن حالة من الفوضى سادها غياب التواصل مع القيادة العسكرية في كابول وعدم التنظيم في وحدات الكتيبة التي تضم ألف رجل مسؤولين عن حماية الحدود بالقرب من بلدة قندوز بشمال البلاد. وقد تخلى بعض الضباط عن مواقعهم تاركين الجنود لمصيرهم.

وقال الجندي نفسه “لو كان هناك تنسيق مناسب بين المركز وقيادة قوات الميناء لكنا قاتلنا طالبان بدلا من التراجع”، مؤكدا “لم نغادر الموقع لكن القادة فروا قبل الجنود”.

أوضح مهر الله إنه مع اشتداد القتال تخلى بعض القادة عن مواقعهم، موضحاً أن ذلك لم يترك للجنود المشاة سوى خيار واحد هو اللحاق بهم.

من جهته، روى جندي آخر هو عين الدين كيف نقل رفاق الجنود الجرحى إلى طاجيكستان بينما ضيق مقاتلو حركة طالبان الخناق حول المعبر الحدودي.

وأعلنت سلطات طاجيكستان أن 1037 جنديا أفغانيا عبروا الحدود إلى الجمهورية السوفييتية السابقة، مؤكدة أنها قدمت لهم ملاذا آمنا وعالجت المصابين منهم من أجل “إنقاذ حياتهم”.

وقال عين الدين “بعد محاصرة المعبر وهجوم كبير لطالبان، قطعوا (مقاتلو الحركة) كل الطرق المؤدية إلى قندوز”. وأضاف هذا الجندي “اضطررنا للتراجع الى الجسر، وبعد ساعة من القتال عبرنا الحدود الى طاجيكستان”.

يعترف المسؤولون الأفغان بأن خطوط الإمداد طويلة وبأنهم خسروا أراضي لصالح حركة طالبان. لكنهم يؤكدون أنهم يخسرون معارك فقط وليس الحرب بأكملها.

قال مستشار الأمن القومي حمد الله محب “هناك حرب وهناك ضغوط. في بعض الأحيان تسير الأمور كما نريد، وفي بعض الأحيان لا يكون الأمر كذلك”.

وقال الجنديان إن المسؤولين الطاجيك عاملوا العسكريين الأفغان بشكل جيد للغاية.

يخشى المسؤولون في طاجيكستان أن يثير الجار الجنوبي الإسلامي المتطرف اضطرابات بين سكانها المسلمين المعتدلين.

قال عين الدين “بعد أن أمضينا يومين هناك تم إعادتنا بالطائرة إلى كابول”.

ومهر الله وعين الدين موجودان حاليا في قاعدة عسكرية في العاصمة الأفغانية كابول. وهما يؤكدان انهما مستعدان للانضمام إلى المعركة.

وقال عين الدين “نحن مستعدون للعودة إلى الخدمة في أي مكان تريده الحكومة”.

حركة طالبان تعلن سيطرتها على 85% من أراضي أفغانستان

وأعلنت حركة طالبان الجمعة 09 / 07 / 2021 أنها باتت تسيطر على 85 بالمئة من الأراضي الأفغانية بعد سيطرتها على معبرين أساسيين مع إيران وتركمانستان إثر هجوم كبير أطلقته تزامنا مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد.

وبعد ساعات على تصريح الرئيس الأميركي جو بايدن الذي دافع فيه بشدة عن الانسحاب الأميركي، قالت طالبان إن مقاتليها سيطروا على معبرين حيويين في غرب أفغانستان مستكملة الاستيلاء على هلال من الأراضي من الحدود الإيرانية غربا إلى حدود الصين في شمال شرق البلاد.

ومساء الجمعة، دعا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى ممارسة ضغط دولي من أجل إبرام اتفاق بين الحكومة الأفغانية وطالبان.

وكتب في تغريدة على موقع تويتر أنّ “الواقع الأمني في أفغانستان يتطلب تعزيز الضغط الدولي من أجل اتفاق سياسي يضع حداً للنزاع”، مؤكدا أن “العالم بأسره بمقدوره المساعدة عبر مواصلة هذا الضغط”.

وكان عضو فريق مفاوضي طالبان شهاب الدين ديلاوار قال خلال مؤتمر صحافي في موسكو إن “85 بالمئة من الأراضي الأفغانية” باتت تحت سيطرة الحركة، ومن ضمنها نحو 250 إقليما من بين 398 في البلاد.

وعلق فؤاد أمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية بالقول “إذا كانوا (يسيطرون) على مثل هذه القطاعات من الأراضي فلماذا إذن يقيم قادتهم في باكستان ولا يمكنهم المجيء الى أفغانستان؟” مضيفا “لماذا يرسلون مقاتليهم القتلى أو الجرحى إلى باكستان؟”.

وخسرت القوات الأفغانية التي باتت محرومة من الدعم الجوي الأميركي الكثير من الأراضي لكنها أكدت الجمعة أنها استعادت أول عاصمة ولاية هاجمها المتمردون هذا الأسبوع، وهي قلعة نو (شمال غرب).

وكان الرئيس الأميركي أكد مساء الخميس أن سقوط أفغانستان بأيدي طالبان “ليس حتميا” قائلا إن السلطات الأفغانية “قادرة” على تأمين استمرارية الحكومة.

لكن حركة طالبان باتت تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي ومعابر حدودية.

وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لوكالة فرانس برس إن مقاتليه سيطروا على إسلام قلعة، أهم معبر حدودي أفغاني مع إيران يقع في ولاية هرات في غرب البلاد، وعلى معبر مع تركمانستان.

وأضاف لاحقا “تمت السيطرة بالكامل على معبر تورغندي الحدودي المهم”، فيما أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية طارق عريان إن القوات الأمنية في المعبر “نقلت مؤقتا” مؤكدا بدء مسعى لاستعادة السيطرة عليه.

وإسلام قلعة من أهم المعابر الحدودية في أفغانستان ويمر من خلاله معظم التجارة المشروعة بين البلدين. وحصلت كابول على إعفاء من واشنطن يسمح لها باستيراد الوقود والغاز الإيراني على الرغم من العقوبات الأميركية.

وكان المتمردون أعلنوا الشهر الماضي أنهم سيطروا على شير خان بندر، أبرز معبر حدودي بين أفغانستان وطاجيكستان.

واضطر حوالي ألف جندي أفغاني إلى اللجوء إلى طاجيكستان بعد معارك حادة.

وحذر مسؤول في منظمة الصحة العالمية الجمعة من أن التمدد السريع لطالبان في أفغانستان يثير مخاوف بشأن توفير الرعاية الصحية للسكان الذين أضعفتهم عقود من الصراع وجائحة كوفيد-19 والجفاف.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحافي “نشهد تصاعدا حادا في التوتر عند الحدود الطاجيكية والأفغانية”، مشيرة إلى أن “طالبان احتلت في وقت قصير جزءا كبيرا من الأراضي الحدودية وتسيطر حاليا على حوالي ثلثي الحدود مع طاجيكستان”.

وأضافت أن موسكو تحض جميع الأطراف على “ضبط النفس”.

وأوضحت أن موسكو على استعداد لاتخاذ “تدابير إضافية” من أجل “منع الاعتداء” على حليفتها طاجيكستان ودعت كافة الأطراف إلى “تجنب نقل التوترات خارج البلاد”.

قبل ساعات على إعلان السيطرة على إسلام قلعة، أعلن بايدن أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان سينتهي في 31 آب/أغسطس 2021.

وقال إنّ الجيش الأميركي “حقّق” أهدافه في أفغانستان، بقتل زعيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وضرب قدرات التنظيم ومنع شن مزيد من الهجمات على الأراضي الأميركية.

وفيما خسرت القوات الأفغانية الكثير من الاراضي وخصوصا في المناطق الريفية بينما تطوق طالبان مدنا كبرى مثل هرات، قال سهيل شاهين الناطق باسم طالبان لوكالة فرانس برس إن المتمردين يرغبون في “اتفاق متفاوض عليه” و”ولا يؤيدون احتكار السلطة”.

ورحبت حركة طالبان أيضا باعلان بايدن.

وقال شاهين “كلما كان انسحاب القوات الأميركية والأجنبية في وقت أبكر، كان الأمر أفضل”.

وكانت طالبان أطلقت أيضا هجوما استهدف للمرة الأولى عاصمة ولاية هي قلعة نو (شمال غرب) حيث جرت معارك بينها وبين القوات الحكومية منذ الأربعاء.

وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني الخميس إن البلاد “تشهد إحدى المراحل الأكثر تعقيدا في الانتقال”.

الرئيس التركي إردوغان والرئيس الأمريكي بايدن في بروكسل - Erstes Treffen zwischen Biden und Erdogan in Bruessel Zeichen stehen auf Annaeherung Foto Gettey Images

هل تسهم تركيا في ترويض حركة طالبان؟ أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة 09 / 07 / 2021 أن أنقرة وواشنطن اتفقتا على “ترتيبات” تولي قوات تركية تأمين مطار كابول بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان وأثار تقدم طالبان السريع للسيطرة على المزيد من الأراضي في أفغانستان إنذارات من روسيا إلى الصين. إذ أكدت طالبان سيطرتها على 85 بالمئة من أفغانستان من حدود إيران إلى حدود الصين، إثر تحرك للرئيس الأمريكي جو بايدن لسحب القوات أدى إلى إفساد توازن القوى في جنوب آسيا الذي ظل ثابتا لمدة عقدين تقريبا. وكان من المفترض أن تتفق حركة طالبان والحكومة على خارطة طريق سياسية للبلاد في محادثات سلام جرت في الدوحة. فهل يبدو أن طالبان على وشك تحقيق نصر عسكري؟ يبدو أن المتمردين باتوا يتطلعون إلى تحقيق نصر عسكري، بينما يثير تقدمها مخاوف من أن تشعر قوات الأمن الأفغانية بالإحباط بسرعة في غياب الدعم الجوي الحيوي الذي يقدمه الأميركيون، وأن تنهار.

لم تكن حركة طالبان أقوى مما هي عليه الآن منذ ان أطاح بها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة من الحكم في نهاية 2001.

في هذه الأثناء، تعهد أمير الحرب الأفغاني المخضرم إسماعيل خان بحمل السلاح مجددا لمواجهة طالبان مع اقتراب مقاتليها من معقله في هرات.

وقال القيادي السابق في تحالف لقتال طالبان خلال الغزو الأميركي بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر “سوف نذهب قريبا جدا إلى الجبهات الأمامية، وبعون الله نقوم بتغيير الوضع”.

وأشار خان (75 عاما) في مؤتمر صحافي إلى أن المئات من المدنيين من جميع أنحاء البلاد تواصلوا معه وابدوا استعدادهم لقتال طالبان.

إردوغان: اتفقنا مع واشنطن على “ترتيبات” تأمين مطار كابول

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجمعة 09 / 07 / 2021 أن أنقرة وواشنطن اتفقتا على “ترتيبات” تولي قوات تركية تأمين مطار كابول بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان.

وقال إردوغان للصحافيين خلال زيارة إلى مدينة ديار بكر التي تقطنها أغلبية كردية في جنوب شرق تركيا “حددنا مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ترتيبات المهمة المستقبلية وما نقبله وما لا نقبله”.

وأضاف “طرحنا هذا الموضوع خلال اجتماعات الناتو وخلال لقائي مع (الرئيس الأميركي جو) بايدن وأثناء المناقشات بين وفودنا … سننفذ هذا الإجراء في أفغانستان بأفضل طريقة ممكنة”.

وبعد اجتماع بين بايدن وإردوغان على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في حزيران/يونيو 2021 في بروكسل، رحبت واشنطن بـ”التزام أنقرة الواضح” بلعب “دور رئيسي” في تأمين مطار كابول.

وعقب الاجتماع، تطورت النقاشات بين الطرفين لتحديد ترتيبات المهمة التركية المستقبلية في مطار كابول، لا سيما مع زيارة وفد أميركي إلى أنقرة في حزيران/يونيو 2021 وعدة مكالمات هاتفية بين وزيري الدفاع التركي خلوصي أكار والأميركي لويد أوستن.

ومطار كابول هو طريق الخروج الرئيسي للدبلوماسيين الغربيين وعمال الإغاثة. والخوف من وقوعه في أيدي طالبان إثر انسحاب القوات الأجنبية يدفع الناتو للبحث عن حل سريع.

وتلعب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، منذ عام 2001 دورا مهما في أفغانستان حيث نشرت مئات العسكريين.

وأعلن بايدن في خطاب ألقاه الخميس 08 / 07 / 2021 أن انسحاب الجيش الأميركي من أفغانستان سينتهي في 31 آب/أغسطس 2021 بعد ما يقرب من 20 عاما من التواجد، معتبرا أن سيطرة طالبان على البلاد ليست “أمرا محتوما”.

لكن بعد ساعات من خطابه، أعلنت حركة طالبان الجمعة أنها سيطرت على إسلام قلعة، أهم معبر حدودي أفغاني مع إيران، وأنها باتت تسيطر على 85 بالمئة من الأراضي الأفغانية.

ويأتي عرض تركيا لتأمين مطار كابول في وقت يسعى فيه إردوغان لإصلاح العلاقات بين أنقرة وواشنطن التي توترت منذ عام 2016 بسبب عدد من الخلافات.

سلطات كابول تريد استعادة مركز حدودي مع إيران استولت عليه طالبان

وأكدت السلطات الأفغانية السبت 10 / 07 / 2021 أنها تعتزم استعادة معبر إسلام قلعة الحدودي الأهم مع إيران غداة استيلاء حركة طالبان عليه في انتكاسة جديدة للجيش الأفغاني قادت زعيم حرب بارز إلى نشر مئات من عناصر ميليشيا تتبع له في مدينة هرات.

وقال جيلاني فرهاد المتحدث باسم حاكم هرات لوكالة فرانس برس إن السلطات تستعد لنشر قوات جديدة لاستعادة إسلام قلعة، أكبر معبر تجاري بين إيران وأفغانستان.

وأضاف أن “التعزيزات لم تُرسل بعد إلى إسلام قلعة لكن سيتم إرسالها إلى هناك قريبا”.

وإسلام قلعة من أهم المعابر الحدودية في أفغانستان ويمر عبره معظم التجارة المشروعة بين البلدين. وحصلت كابول على إعفاء من واشنطن يسمح لها باستيراد الوقود والغاز الإيراني على الرغم من العقوبات الأميركية.

وإلى جانب إسلام قلعة، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لفرانس برس إن مقاتلي الحركة استولوا على معبر تورغوندي الحدودي مع تركمانستان.

وصرح وفد من قادة طالبان في موسكو الجمعة 09 / 07 / 2021 أن الحركة تسيطر على نحو 250 من أصل 400 إقليم في أفغانستان، وهي معلومات يصعب التحقق منها بشكل مستقل ونفتها الحكومة.

وقال فؤاد أمان، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية “إذا كانوا (يسيطرون) على مثل هذه القطاعات من الأراضي فلماذا يقيم قادتهم في باكستان ولا يمكنهم المجيء إلى أفغانستان؟”. وأضاف “لماذا يرسلون مقاتليهم القتلى أو الجرحى إلى باكستان؟”.

وانتشر السبت 10 / 07 / 2021 مئات من مقاتلي ميليشيا إسماعيل خان في أرجاء مركز هرات الذي يسيطرون على مداخله، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس في المكان.

وقال معروف غلام قائد قوات إسماعيل خان في هرات لوكالة فرانس برس “وزعنا نحو عشرة آلاف قطعة سلاح على المقاتلين (…) ونشرنا قواتنا للدفاع عن (…) الناس”. وأشار غلام أثناء حديثه في ضواحي المدينة إلى قرى قريبة من منطقة زنده جان سقطت في أيدي طالبان.

بدوره، قال بصير أحمد أحد أفراد الميليشيا لوكالة فرانس برس “التواجد هنا هو (…) للدفاع عن هرات والولايات الأخرى” لأن طالبان “تعتزم مهاجمة هرات”. وأضاف “سندافع عنها طالما بقيت فينا قطرة دم”، مؤكدا أنه مستعد للذهاب “إلى حيث يقودنا إسماعيل خان”.

وكان القيادي السابق في تحالف لقتال طالبان خلال الغزو الأميركي بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 قد قال في مؤتمر صحافي الجمعة “سنذهب قريبا جدا إلى الجبهات الأمامية، وبعون الله نغير الوضع”، مؤكدا أن مئات المدنيين من جميع أنحاء البلاد تواصلوا معه وأبدوا استعدادهم لقتال طالبان.

وأعلن حاكم بلخ محمد فرهاد عظيمي نشر 1500 عنصر من الميليشيات لتعزيز أمن هذه الولاية الشمالية.

وقال سفير باكستان في كابول منصور أحمد خان إن تورط هذه الميليشيات في الصراع ضد طالبان يمكن أن يزيد من تدهور الوضع.

وحذر خان من أنه “إذا أسفر الوضع عن نوع من الحرب بين الميليشيات وطالبان، فسيكون ذلك خطرا (…) وسيستمر الوضع في التدهور”. وأضاف “لذلك من المهم تعزيز قدرة الحكومة الأفغانية على الدفاع عن نفسها”.

وانضم مؤخرا آلاف المدنيين إلى الميليشيات التي شكلتها الحكومة لتعزيز صفوف الجيش، بينما يحشد زعماء الحرب الأفغان التاريخيون أنصارهم.

ويعزز ضعف الجيش الأفغاني موقف زعماء الحرب، ما يفاقم المخاوف من أن تغرق البلاد في حرب أهلية جديدة على غرار ما حصل عام 1992 إثر سقوط النظام الشيوعي بعد انسحاب الجيش الأحمر من البلاد عام 1989 الذي دعمه لعشرة أعوام في مواجهة تمرد إسلامي.

وقال حاكم بادغيس حسام الدين شمس السبت إن طالبان هاجمت مرة أخرى عاصمة الولاية قلعة ناو، لكن تم صدها. وقلعة ناو هي أول عاصمة ولاية تمكنت طالبان من اختراقها منذ بدء هجومها، إذ استولت على العديد من المباني الرسمية الخميس قبل طردها في اليوم التالي.

كما زعمت طالبان أنها سيطرت السبت على منطقة في ولاية لغمان المحاذية لكابول، في حين تشهد ضواحي غزنة عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه جنوب غرب كابول قتالا متقطعا منذ الخميس وفق ما قال رئيس مجلس الولاية ناصر أحمد فقيري لوكالة فرانس برس.

ولم تعد القوات الحكومية تسيطر بشكل رئيسي إلا على الطرق الرئيسية وعواصم الولايات التي يتم توفير الإمدادات لبعضها عن طريق الجو.

وكانت طالبان أعلنت الخميس، بعد ساعات من تبرير الرئيس جو بايدن الانسحاب الأميركي، أنها سيطرت على 85 بالمئة من أراضي البلاد مستكملة بذلك قوسا يمتد من الحدود الإيرانية إلى الحدود مع الصين.

رغم تقدم طالبان الثابت، تواصل واشنطن سحب قواتها. وأثناء إعلانه الخميس أن الانسحاب العسكري الأميركي سينتهي في 31 آب/أغسطس، اعتبر بايدن أنه “من المستبعد جدا” أن “حكومة موحدة (…) ستسيطر على البلاد بأكملها”.

ودعت واشنطن إلى “اتفاق سياسي”، لكن المفاوضات متعثرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان. وأكدت الحركة مؤخرا أنها تسعى إلى “الوصول لاتفاق عبر التفاوض”، لكن الرئيس أشرف غني اتهمها السبت 10 / 07 / 2021 بأنها لا ترغب في إجراء مباحثات وحملها مسؤولية العنف الذي يوقع “بين 200 و600 قتيل” يوميا في البلاد.

أستراليا تؤكد انسحاب آخر جنودها من أفغانستان

وأكد وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتن الأحد 11 / 07 / 2021 انتهاء مشاركة بلاده في الحرب الأفغانية المستمرة منذ 20 عاما موضحا أن إنجاز سحب القوات الأسترالية جرى “في الأسابيع الأخيرة”.

وأعلنت أستراليا في نيسان/أبريل 2021 أنها ستسحب ما تبقى من جنودها بحلول أيلول/سبتمبر 2021 تماشيا مع قرار الولايات المتحدة إنهاء عملياتها العسكرية في أفغانستان.

وأوضح الوزير لمحطة “سكاي نيوز” أن آخر ثمانين عنصرَ دعمٍ أسترالياً غادروا أفغانستان “في الأسابيع الأخيرة.

وأضاف “هذا لا يعني أننا لن نكون ضمن حملات إلى جانب الولايات المتحدة نعتبر أن من مصلحتنا الوطنية المشاركة فيها أو من مصلحة حلفائنا”.

ونشرت أستراليا 39 ألف عسكري في السنوات العشرين الأخيرة ضمن عمليات جرت بقيادة الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي في مواجهة حركة طالبان ومجموعات إرهابية في أفغانستان. وكلفت هذه المهمة البلاد مليارات الدولارات وقضى خلالها 41 جندياً أسترالياً.

ومع أن أستراليا لم يعد لها وجود عسكري كبير في أفغانستان منذ سحب الوحدات المقاتلة في نهاية العام 2013 إلا أن هذه الحرب شكلت عبئا في الداخل الأسترالي وأثارت جدلا.

فقد مارست مجموعات المقاتلين القدامى ضغوطا على الحكومة لمباشرة تحقيق رسمي حول العدد المرتفع للانتحار في صفوف الجنود السابقين والحاليين في أفغانستان.

ويجري الجيش والشرطة تحقيقات أيضا بشأن ادعاءات مفادها أن جنودا من وحدات النخبة في سلاح الجو ارتكبوا جرائم حرب كثيرة في أفغانستان.

الولايات المتحدة وفرنسا تعززان تعاونهما ضد الجهاديين

في سياق متصل وقّعت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي ونظيرها الأميركي لويد أوستن الجمعة 09 / 07 / 2021 في واشنطن خريطة طريق جديدة للتعاون بين القوات الخاصة للبلدين الساعيين إلى تعزيز الجهود الدولية في الحرب على الجهاديين.

ويأتي توقيع هذه الاتفاقية والزيارة التي تجريها بارلي في وقت تنسحب الولايات المتحدة من أفغانستان وتقلص فرنسا وجودها العسكري في منطقة الساحل.

وكتبت بارلي على تويتر بعد اللقاء “التوقيع مع لويد أوستن على اتفاقية لتعزيز تعاون قواتنا الخاصة”. وأضافت “في مواجهة الإرهاب، طورت قواتنا الخاصة أخوة حقيقية في السلاح”.

وشددت على أن “هذه الاتفاقية ستعمق الروابط الاستثنائية التي تم نسجها”، من دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل.

ووصف المتحدث باسم البنتاغون اللفتنانت كولونيل انتون سيميلروث خريطة الطريق بأنها “بيان نوايا لتوسيع التعاون في كل مجالات العمليات الخاصة”.

وقال إن النص لا يتعلق بمنطقة بعينها، ذلك أن البلدين منخرطان في مكافحة الجهاديين في مناطق مختلفة.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس أن أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة ستنتهي قريبا، مع الانسحاب النهائي للقوات الأميركية من أفغانستان بحلول 31 آب/أغسطس 2021.

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أن بلاده ستبدأ إغلاق قواعد لها في شمال مالي في النصف الثاني من العام 2021 في إطار التخفيض المعلن لوجودها العسكري في منطقة الساحل.

لكن واشنطن وباريس لا تريدان التخلي عن جهودهما في مجال مكافحة الإرهاب.

وخلال نقاش في المجلس الأطلسي، وهو مؤسسة بحثية، تحدثت بارلي بعد زيارتها البنتاغون عن قوة تاكوبا، وهي وحدة تضم قوات خاصة أوروبية مسؤولة عن مواكبة الجيش المالي في القتال ضد الجهاديين، معتبرةً إياها “مثالا استثنائيا وملموسا” للتعاون المستقبلي.

وقالت إن تاكوبا “مثال استثنائي وملموس لتحمل الأوروبيين مسؤولياتهم من خلال مواكبة القوات المسلحة المالية في القتال”.

وأشارت إلى أن قوة تاكوبا “حققت بالفعل نجاحات كبيرة ضد الإرهاب”، مضيفة أن “دعم الولايات المتحدة لعملياتنا في منطقة الساحل أمر في منتهى الأهمية”.

وذكرت بارلي مهمات مشتركة أخرى تمت في السنوات الأخيرة، قائلة إن “تعاوننا العملياتي يحقق نتائج ملموسة وسيستمر في ذلك”.

وقبل المحادثات، كان أوستن وصف فرنسا بأنها “الشريك المثالي” في المحيطين الهندي والهادئ، حيث تحاول واشنطن بناء شراكات أقوى لمواجهة الصين.

وفي واشنطن زارت بارلي أيضا القيادة السيبرانية التابعة للبنتاغون.

حركة طالبان في أفغانستان

وبعدما حكمت طالبان أفغانستان بين عامي 1996 و2001 وفرضت رؤيتها المتشددة للشريعة الإسلامية، أكّدت الحركة الجمعة 09 / 07 / 2021 أنها باتت تسيطر على 85 بالمئة من الأراضي الأفغانية في إطار هجوم تشنّه بالتزامن مع الانسحاب الأميركي من البلاد.

ظهرت حركة طالبان في العام 1994 في أفغانستان بعدما شهدت البلاد حربا مع القوات السوفييتية بين عامي 1979 و1989 ونزاعا داخليا في صفوف المجاهدين إثر انهيار النظام الشيوعي في كابول في العام 1992.

ونشأت الحركة في مدارس قرآنية في باكستان المجاورة حيث وجد طالبان الإسلاميون السنة ملاذا آمنا إبان النزاع مع القوات السوفييتية، وكانوا حينها بقيادة الملا محمد عمر الذي توفي في العام 2003.

وخلفه الملا أختر منصور الذي قُتل في باكستان في العام 2016.

وحاليا يقود طالبان الملا هيبة الله أخوند زاده، في حين يرأس الملا عبد الغني برادر، وهو أحد مؤسسي الحركة، جناحها السياسي.

وعلى غرار غالبية سكان أفغانستان، يتحدّر طالبان من إثنية البشتون التي تهيمن على البلاد بشكل شبه مستمر منذ عقدين.

وشهدت طالبان التي تسعى لاستعادة النظام والعدالة صعودا صاروخيا بدعم من باكستان وموافقة ضمنية من الولايات المتحدة.

في تشرين الأول/أكتوبر 1994، سيطرت طالبان بدون عناء على قندهار (جنوب)، عاصمة المملكة البشتونية السابقة.

وبترسانتها العسكرية وقدراتها المالية التي جمعتها من الحروب والتي تتيح لها ضم قادة محليين، راكمت الحركة الانتصارات الميدانية وصولا إلى كابول التي سيطرت عليها في 27 أيلول/سبتمبر 1996.

وطرد طالبان الرئيس برهان الدين رباني وأعدموا علنا الرئيس الشيوعي السابق محمد نجيب الله.

وانكفأ القيادي البارز خلال حقبة مقاومة القوات السوفييتية أحمد شاه مسعود إلى وادي بانشير في شمال كابول حيث عمل على تنظيم صفوف المقاومة المسلّحة. واغتاله تنظيم القاعدة في التاسع من أيلول/سبتمبر 2001.

بعدما تولوا السلطة، فرض طالبان رؤيتهم المتشددة للشريعة الإسلامية، وقد حظروا الألعاب والموسيقى والصور والتلفزيون… ومنعوا النساء من العمل وأغلقوا مدارس تعليم البنات.

وعمدوا إلى قطع أيدي السارقين وإعدام القتلة والمثليين علنا ورجم الزانيات بالحجارة حتى الموت، في ممارسات لقيت تنديدا واسع النطاق.

وفي آذار/مارس 2001 فجّروا تمثالين بوذيين عملاقين في باميان (وسط) ما استدعى موجة استنكار عالمية.

ونُقل مقر السلطة إلى قندهار حيث أقام الملا عمر في منزل بناه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

واستقطبت الأراضي الخاضعة لسيطرة طالبان الجهاديين من مختلف أنحاء العالم، وتحوّلت إلى معسكرات تدريب خصوصا لتنظيم القاعدة.

ردا على هجمات 11 أيلول/سبتمبر التي نفّذها تنظيم القاعدة على الأراضي الأميركية، أطلقت واشنطن وشركاؤها في حلف شمال الأطلسي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2001 عملية عسكرية واسعة النطاق بعد رفض نظام طالبان تسليم أسامة بن لادن.

في السادس من كانون الأول/ديسمبر استسلم نظام طالبان وفر قادته مع قادة القاعدة إلى جنوب البلاد وشرقها وإلى باكستان.

وتضاعفت الهجمات والكمائن ضد القوات الأجنبية المنتشرة في البلاد.

وبعدما انتهت المهمة القتالية للقوة الدولية للمساعدة الأمنية التابعة للحلف الأطلسي في نهاية العام 2014، تحوّلت إلى مهمة “الدعم الحازم” لتقديم المشورة والدعم.

وباتت قوات الأمن الأفغانية تتصدى بمفردها لطالبان وغيرها من الجماعات المتمردة، بمؤازرة جوية أميركية.

وفي تموز/يوليو 2015، استضافت باكستان أولى جولات المحادثات المباشرة بين كابول وطالبان بدعم من واشنطن وبكين، لكن الحوار لم يثمر.

في موازاة ذلك، نشأ الفرع الأفغاني لتنظيم الدولة الإسلامية المنافس لطالبان، وتبنى سلسلة اعتداءات دموية.

في أواسط العام 2018، انطلقت مفاوضات سرية بين الأميركيين وطالبان في الدوحة، توقّفت مرارا بسبب هجمات استهدفت القوات الأميركية.

وفي 29 شباط/فبراير 2020، وقّعت واشنطن اتفاقا تاريخيا مع طالبان يلحظ انسحاب كل القوات الأجنبية مقابل ضمانات أمنية وإطلاق مفاوضات بين المتمردين وكابول.

في السادس من تموز/يوليو 2021 أعلن الجيش الأميركي أنه أنجز “أكثر من 90 بالمئة” من انسحابه.

في التاسع منه، أكد طالبان أنهم باتوا يسيطرون على 85 بالمئة من أراضي أفغانستان في إطار هجوم ضد القوات الحكومية الأفغانية. أ ف ب ، د ب أ

ar.Qantara.de

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular