الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeالاخبار والاحداثخضر آلدخي: التحديات أخَرَت من مسيرتي الأدبية ولكنها لم توقفها

خضر آلدخي: التحديات أخَرَت من مسيرتي الأدبية ولكنها لم توقفها

 

“أجمل اللحظات وابهاها في حياة الإنسان هي تلك التي يشعر فيها بأنه قد وفق في إنجاز عمل ما ونال عمله إستحسان من حوله”، هذا ما قاله الشاعر خضر الياس آلدخي من مواليد مجمع خانصور في قضاء سنجار (غرب محافظة نينوى).

“فعندما اصدرتُ مجموعتي الشعرية الأولى والتي حملت فوق غلافها عنوان (العشق العقيم) انتابني إحساس جميل يشبه إلى حد كبير ذلك الإحساس وتلك النشوة العارمة التي يشعرُ بها الأب بقدوم مولوده الأول”، يضيف الدخي (40 عاما).

هذا الشعور يولد له رغبة “جامحة” إلى بذل المزيد من الجهد من أجل الإسراع قدر الإمكان القيام بإصدار جديد خاص به بغية إستمرار ذلك الإحساس وتلك النشوة العارمة التي لا توصف على حد وصفه.

بدء حياته الشعرية في عام 2001، ولديه مجموعة شعرية مطبوعة بعنوان “العشق العقيم” صدرت عن البيت الثقافي في سنوني عام 2010، واخرى بعنوان “حب وعصيان” صدرت عام 2019 كما صدر له ديوان شعري خاص بالومضة الشعرية عن دار المتن للنشر والتوزيع في بغداد بعنوان “صدى إنتماء القناديل”.

وفي عام 2020 شارك في ديوان شعري مشترك صدر عن دار المتن بعنوان “ايامي في الفناء” لمجموعة من الشعراء الايزديين عام 2018، وهو اول ديوان شعر مشترك عن إبادة الايزديين على يد تنظيم الدولة “داعش” في سنجار في الثالث من آب عام 2014 تكفلت منظمة يزدا بطبعه مشكورة.

211880633_248173100446415_4626098281858925865_n
نينوى، 2020، حفل توقيع ديوان صدى إنتماء القناديل، صور من صفحة خضر آلدخي على الفيس بوك

عشقه للشعر وحبه للآداب لم تكن مهيئ له بالورد، فالظروف كانت اقوى منه بكثير والتحديات كانت جمة، منها المادية والحالة المعيشية والاقتصادية الصعبة وعدم توفر الدعم الكافي للنشاطات الثقافية والفعاليات الأدبية في منطقة سنجار بالمستوى المطلوب ناهيك عن انعدام المكاتب ودور النشر حينها.

فجميع دواوينه الشعرية تكفل هو بطباعتها على نفقته الخاصة رغم ظروفه المالية “المتردية”، فلم يبع يوماً نسخة واحدة من كتبه وإنما اهداها دون مقابل لمن يحب الشعر ويعشق الأدب.

“كتب عن العشق والحب والجمال وبخيال واسع جدا في هذا المجال، كما كتب عن الارض والوطن والأم والوفاء والإخلاص، و لا شك أن لسنجار وآلامها ومآسيها وجمالها القرمزي الممزوج بحزنها الرمادي حصة الأسد في معظم كتاباتي ونشاطاتي وامسياتي الشعرية”، يقول آلدخي.

لم ابع يوماً نسخة واحدة من كتبي وإنما اهديها دون مقابل لمن يحب الشعر ويعشق الأدب

رغم الظروف المادية وحالة الفقر وقصوة المعيشة لم يفكر آلدخي يوماً ما بأن يكون الهدف من كتاباته هو “الحصول على المال”، لأن الشعر في معتقده “ثروة لا تقدر بثمن”، فانه يشعر بنفسه “غنياً بل غنياً جدا” حينما يتمكن من كتابة قصيدة شعر جميلة او حتى ومضة يضيفها الى خزينته ويعزز بها ثروته الأدبية.

وعن علاقة شعره بالاحداث التي مرت في سنجار، يقول آلدخي “الفن بصورة عامة والشعر والأدب خاصة احيانا بل في أغلب الأحيان يكون وليد النكبات والويلات والمظالم، يكون وليد الدموع والآهات والحسرات وإن أجمل الشعر هو ما يصدر من أعماق مؤلمة ملتهبة متقدة لأنه يكون بذلك شعراً صادقاً معبراً عن حس الشاعر ومعاناته وما اكثرها تلك المعانات في حياتنا نحن اهل سنجار”.

212150767_325752662540418_6484485130560558941_n
نينوى، 2020، نساء سنجاريات يحملن احد كتب خضر آلدخي

“لا يخفى على احد صعوبة ما مرينا به من معانات خلال احداث المجاميع المتطرفة التي هاجمت مناطقنا الآمنة واجبرنا على النزوح منها ولكنها ازدادتني إصرار اً وعزيمة على الاستمرار في الكتابة وخاصة تلك المشاهد من الإبادة التي علقت في ذاكرتي ولم ولن تفارقني حتى الممات”.

هنالك الكثير من النصوص الشعرية من نتاجاته الخاص جاهزة وتنتظر بأن ترى النور من خلال إصدارات شعرية جديدة، إلا أن الظروف كما اسلف سابقاً هي التي تمنعنه من إصدارها، ليس هناك جهات مانحة داعمة لهكذا مشاريع أدبية وثقافية في مناطق سنجار، والتشجيع يكاد يكون في أدنى مستوياته.

الشعر رسالتي انقل عبرها معانات اهلي واتباع ديانتي إلى العالم بلغتي واحاسيسي ومشاعري

فوجد في التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت متنفساً ونافذة يطل من خلالها على محبيه وجمهوره وعشاق شعره. ويوكد انه مستمر في نتاجه الشعري ولكن يحتاج إلى الدعم ومن يمد له يد العون والمساعدة في سبيل إصدار المزيد من المؤلفات.

ووجه آلدخي رسالة إلى مثقفي سنجار كتابها وشعراءها قال فيها “اكتبوا يا إخوتي واستمروا ولا تخشوا في ذلك شيئا، فالشعر رسالة سامية حالها حال سائر الفنون الأخرى رسالة نستطيع من خلالها ان نصل حجم معاناتنا ونكباتنا والظلم الذي لحق بنا الى العالم”.

موكدا ان الشعراء والمثقفين اصحاب قضية يجب ان لا يتخلى عنها طالما يسيل من اقلامهم قطرة حبر كما سالت الدماء من اجساد أبطال مقاومة الجبل سنجار الأشم ضد تنظيم داعش.

عمار عزيز – نينوى

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular