نشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لأبراج الكهرباء المستهدفة في منطقة جرف الصخر التي تقع تحت سيطرة الميليشيات والفصائل المسلحة الموالية لإيران منذ استعادتها من تنظيم داعش في تشرين الأول/أكتوبر 2014، وتمنع سكانها- وهم أغلبية سنية- من العودة إليها.
ويتهم محللون سياسيون وخبراء أمنيون الفصائل والميليشيات المسلحة الموالية لإيران بأن لها اليد الطولى في تعطيل وتفجير أبراج الطاقة الكهربائية، لكي يستورد العراق الطاقة من إيران وبأموال طائلة مضاعفة.
الميليشيات تفجر الأبراج الكهربائية
يؤكد محللون إن «تفجير أبراج الطاقة الكهربائية مرتبط بثلاثة أمور، الأول مادي ومالي لأن إعادة تأهيلها تتطلب مبالغ مالية طائلة تصل إلى 100 مليون». مشيرين إلى أن «ذلك يدعو إلى أن بعض الجهات ومن ضمنهم الميليشيات لتفجير الأبراج واستثمارها ماديا عن طريق المقاولة لإعادة تأهيلها».
وأضافوا أن «الأمر الآخر الذي يدعو إلى تفجير تلك الأبراج من قبل الميليشيات الموالية لإيران، أن تصدير الطاقة من إيران يؤثر على مصادر توفير الطاقة الكهربائية بشكل كبير، بالنظر لانخفاض منسوب المياه في إيران التي أصبحت تحت ضغط جماهيري بسبب الانقطاعات المستمرة»، مشيراً إلى أن «تفجير هذه الأبراج هي حجة لقطع الكهرباء وبالتالي عدم تغذية العراق من قبل إيران بالطاقة وتحويلها إلى الداخل الإيراني».
واستدركوا «كما أن هناك سبباً آخر لتفجير تلك الأبراج من قبل الفصائل والميليشيات المسلحة، وهي أسباب انتقامية وتخريبية تهدف إلى قطع الكهرباء عن المحافظات الغربية والجنوبية، وهي بمثابة عقوبات لتلك المناطق لأن في الجنوب هناك تظاهرات مستمرة ضد الميليشيات الموالية، وأما المناطق الغربية فقد قال أحد القادة في الحشد الشعبي في ذكرى مجزرة سبايكر: (إننا سنقطع الماء والكهرباء عن هذه المدن انتقاما لسبايكر)».
إرهابيون يعيقون حياة العراقيين
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد أكد خلال زيارته وزارة الكهرباء، على أن «الإرهابيين وداعميهم يواصلون محاولتهم إعاقة الحياة في العراق، فبعد أن عجزوا عن المواجهة مع قواتنا المسلحة البطلة، ها هم يستهدفون محطات وأبراج الطاقة الكهربائية بشكل متواصل».
وأشار الكاظمي إلى أن «هناك قوى واهمة، تعمل على أن لا يصل العراق إلى الاكتفاء الذاتي في الطاقة والغاز، وتحاول إعاقة هذه الجهود بكل وسيلة. وإن الاستهدافات المستمرة لقطاع الكهرباء تحاول أن تمنع استقرار المنظومة الكهربائية، خاصة بعد أن افتتاح محطتين حديثتين ومهمتين في ذي قار وصلاح الدين».
مشيرا إلى أن خلية الأزمة ستتابع وتتصرف بأسرع رد فعل إزاء أي خروقات تستهدف أبراج نقل الطاقة الكهربائية.
كما أوضح الكاظمي خلال زيارته، أن «من أساء إلى قطاع الطاقة عبر الفساد أو الإهمال، أو المساومة السياسية وعلى مدى سنوات، فإن فعله لا يختلف عما يفعله الإرهاب اليوم باستهداف خطوط نقل الطاقة».
داعيا إلى «عدم تحويل قطاع الكهرباء مادة للصراعين السياسي والانتخابي، فالمواطن عانى بما فيه الكفاية من هذه الصراعات ونعمل بكل الجهود لتوفير الطاقة الكهربائية للمواطنين».