نشرت وسائل الإعلام العراقية والعربية والدولية الخبر التالي :
“كتب الكاظمي، في حسابه عبر تويتر: “وعدنا بالقبض على قتلة هشام الهاشمي وأوفينا الوعد، وقبل ذلك وضعنا فرق الموت وقتلة أحمد عبد الصمد أمام العدالة، وقبضت قواتنا على المئات من المجرمين المتورطين بدم الأبرياء“. وأكد الكاظمي أن “من حق الجميع الانتقاد، لا نعمل للإعلانات الرخيصة ولا نزايد، بل نقوم بواجبنا ما استطعنا لخدمة شعبنا وإحقاق الحق.”. (أنظر: بعد الكشف عن قتلته .. تفاصيل مثيرة لاغتيال الباحث العراقي هشام الهاشمي ، موقع العربية CNN ، 16/07/2021) . والسؤال المهم الذي لا بد من طرحه على رئيس وزراء العراق السيد مصطفى الكاظمي هو: هل من جديد فما نشرته وتحدثت به أمام مجلس الوزراء بهذا الصدد ؟ لست ممن يريد تقليل أهمية ما ينجز في العراق لصالح الشعب وقوى الانتفاضة الشبابية والشعبية ، ولكن ومن موقع المسؤولية أطرح مجدداً هذا السؤال : ما الجديد الذي حصل في العراق ؟ وهل من جديد في تصريحات رئيس الوزراء ؟ الجديد يتلخص في ذكر اسم القاتل والمشاركين معه في القتل الجنائي المباشر! ولكن لا جديد غير ذلك؟ أؤكد لرئيس الوزراء بما لا يقبل الشك بأن الغالبية العظمى من بنات وأبناء الشعب العراقي ، لاسيما القوى العاملة في أجهزة الأمن والاستخبارات العراقية كانت تعرف بأن القتلة هم من بين العاملين في أجهزة الدولة (وزارة الداخلية) أولاً ، وهم من ضمن نشطاء الدولة العميقة والفاعلة في الحشد الشعبي ثانياً ، ومن بعض فصائل الميليشيات الطائفية الشيعية الإرهابية المسلحة ثالثاً ، وأنها مؤتمرة بأوامر إيران الجارة المهيمنة على العراق وقراراته رابعاً . كل هذا معروف للشعب بحدس الشعب الصادق وتجربته ومعايشته اليومية للقتلة وأفكارهم وسلوكياتهم وهوياتهم وتبعياتهم السياسية. والذي لم يكن معروفاً والذي لم تعلن عنه ، هو : من هي الجهة ، أو الجهات المباشرة والمشتركة ، التي حركت هؤلاء القتلة وأعطتهم قرار التصفية الجسدية للباحث في شؤون الميليشيات الطائفية المسلحة في العراق ومستشار رئيس الوزراء الدكتور هشام الهاشمي؟ ومن هم الذين أعطوا الأوامر الأخرى لقتلة شهداء الناصرية البطلة والبصرة وبابل وكربلاء ( ومنهم إيهاب جواد الوزني) وبغداد وواسط وغيرها ؟ ومن هي الأحزاب السياسية الإسلامية الشيعية ، وربما السنية أيضاً ، المشاركة حتى قمة رأسها مع ميليشياتها الولائية المسلحة ، أو غيرها ، بهذه الجرائم الجبانة التي راح ضحيتها المئات من خيرة بنات وأبناء شعبنا المستباح بالطائفية والفساد والإهمال والتقصير ؟ لماذا لا يكشف رئيس الوزراء عن ذلك بصراحة لكي يتيقن الشعب منهم وينهض عن بكرة أبيه ليطالب بمحاسبتهم الفورية ودون تأخير؟ هل هناك اتفاق مع البيت الشيعي والحشد الشعبي والأحزاب الإسلامية السياسية الحاكمة بعدم الكشف عن الجذر الأساسي في كل ما يجري ويحصل من قتل وتدمير وسرقة أموال الشعب ولقمة عيشه والسيطرة على مقدرات البلاد ، بل حتى تحول العراق إلى شبه مستعمرة لإيران ؟ أو كما أصبح العراق ساحة يجوس فيها ويدوس على أرضها وعلى كرامة شعبها كل مستبد وضيع طامع فيه، كما في حالة الوجود العسكري التركي على أرض بلادنا الطاهرة !
يا حاكم العراق الأول أسمياً ، ويا من لا تمتلك السلطة الفعلية واقعياً ، ويا من تخشى من عواقب إعلان من يقف وراء القتلة الفعليين لقوى انتفاضة تشرين الأول 2019 الشبابية والشعبية وما بعدها ، لا يمكنك الزوغان والتستر طويلاً على من وقف وراء القتلة ومن أمرهم بالقتل ، إذ بسبب هذا التأخير سيسقط المزيد من الشهداء في صفوف الشعب والمزيد من الهاربين من التهديدات واحتمالات الاغتيال القائمة فعلاً ، وأنت عاجز تماماً حتى الآن عن توفير مستلزمات إقامة انتخابات حرة ونزيهة وعادلة ، لأن القوى التي تخشى من الإعلان عنها ستفوز بالانتخابات بقوة أموال الشعب المنهوبة وبالسلاح المنفلت بأيدي الحشد الشعبي والميليشيات الطائفية المسلحة وبأيدي كثرة من شيوخ عشائر التقت مصالحها بمصالح الميليشيات المسلحة .
لا يمكن للشعب إحراز النصر على من سلب البلاد استقلالها وسيادتها وأموال خزينتها وجوع الشعب وتسلح بسلاح القوات المسلحة العراقية وسلاح إيران وطيرانها المسير وصواريخها ، إلا بانتفاضة شعبية جديدة يمكنها دفع القوات المسلحة العراقية بكل أصنافها لأن تقف بحزم وجرأة مع الشعب وضد قتلة الشعب أياً كانت هويتهم ومواقعهم ودوافعهم ، ضد الدولة العميقة ومؤسساتها وفرق اغتيالاتها ومكاتبها الاقتصادية وهيئاتها الدينية وإعلامها المضلل والخسيس .
إن كل الوقائع الجارية على أرض الواقع العراقي تنذر بانتفاضة شعبية جديدة تؤكد شعارات انتفاضة تشرين الأول المجيدة : “نازل أخذ حقي” ، و “أريد وطن” ، و “لا سياسة إفلات من العقاب” ولا ضحك على ذقون الشعب . العراق الراهن حبلى بالأحداث التي ستكشف عنها الأيام والأسابيع والأشهر القادمة … فلنتهيأ لها بوحدة وطنية واسعة وإرادة صادقة وثقة عالية وعمل دؤوب لخير الشعب والوطن..