مايمکن ملاحظته خلال الاعوام الاخيرة إنه وکلما يزداد تعنت قادة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ازاء المطالب الدولية وتمادوا في ممارساتهم القمعية بحق الشعب الايراني، فإن المجتمع الدولي يقوم في مقابل ذلك بتشديد العقوبات والضغوط المختلفة ويضيف إليها المزيد، واللافت للنظر إن هذه الضغوط والعقوبات لاتستثني أحدا من النظام بما فيه الولي الفقيه خامنئي نفسه!
سياسة العصا الغليظة التي تمسك بها الرئيس الامريکي السوابق ترامب وأثرت کثيرا على النظام الايراني، لايزال العالم يرى فيه السياسة الاجدى والاکثر نفعا وعملا وتأثيرا مع هذا النظام، خصوصا بعد أن أصبح واضحا بأن هذا النظام يقوم بالکثير من المماطلة والتسويف ويمارس مختلف أنواع الکذب والخداع من أجل تحقيق غاياته المشبوهة، وهذا ماقد أصبح جليا لکل ذي بصيرة ولذلك فإنه وعلى الرغم من مرور قرابة 6 أشهر على مباشرة بايدن لعمله في البيت البيضاوي، لکن الذي يبدو إن سياسة العصا الغليظة ضد النظام الايراني لازالت هي التي تفرض نفسها من أجل التعامل مع هذا النظام.
إستمرار سياسة العصا الغليظة يعني إن المجتمع الدولي لم يعد يثق بهذا النظام ويجد من الضروري تضييق الخناق عليه أکثر فأکثر من أجل شله وتقييد حرکته ونشاطاته العدوانية الشريرة، وبهذا السياق، فقد قدم السيناتور الجمهوري تيد كروز مشروع قانون لمعاقبة المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مشيرا إلى أن المشروع يضمن فرض عقوبات حقيقية على النظام الإيراني. وهو مايمکن إعتباره نقلة نوعية في العقوبات الدولية وتوجيه ضربة الى رأس النظام تحديدا.
الملفت للنظر، إن کروز الذي هاجم إدارة الرئيس جو بايدن قائلا إنها تسعى للتخلي عما تبقى من وسائل ضغط على إيران، فإنه قد أکد بأن خامنئي يستخدم العنف والفساد ضد الشعب الإيراني، بينما يتحمل رئيسي مسؤولية المجازر بحق عشرات آلاف الإيرانيين الأبرياء في إشارة الى مجزرة صيف عام 1988 التي راح ضحيتها أکثر من 30 ألف سجينا من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق. وقد شدد کروز لى ضرورة إخضاعهما”أي خامنئي ورئيسي” لقوة العقوبات الأميركية، واحتواء الأنشطة الشريرة للنظام الإيراني. لکن الذي يجب أن لانغفله ولاننساه ونأخذه دائما بنظر الاعتبار والاهمية، هو إن تشديد هذه العقوبات وإهتمام المجتمع الدولي بهذا القدر يأتي بسبب تأکيدات المقاومة الايرانية وزعيمتها السيدة مريم رجوي والتي تٶکد دائما بأن هذا النظام لايفهم أية لغة واسلوب في التعامل سوى اسلوب القوة والحزم والصرامة، وإن النظام لطالما أعرب عن غضبه وإنزعاجه من هذه المسألة ولاسيما بعد التجمع السنوي الاخير للمقاومة الايرانية والذي کان غير مسبوقا وعرى النظام الايراني أمام العالم کله.