.بطريقة سينمائية استعراضية، روّج الرئيس الأميركي دونالد ترمب للحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران المتوقع إعلانها الإثنين، الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عبر «بوستر» مستوحى من المسلسل الشهير “Game of thrones”، الذي تشيع فيه عبارة Winter Is coming وتعني «الشتاء قادم» بكل ما يحمله من ظلمات ورعب ومخاوف.
وعلى الفور رد قاسم سليماني قائد الحرس الثوري الإيراني على موقع انستغرام بمنشور مشابه مستوحى من المسلسل نفسه قائلاً
كتب عليها بالإنكليزية «سأقف ضدك»، وتحت الصورة علق باللغة الفارسية، قائلاً «أخبركم يا سيد ترمب أنك قد لا تعلم ذلك، لكننا قريبون منكم بكل الطرق، أينما كنت، لا تهن الإيرانيين ورئيسنا، يجب أن تفهم ما تقوله».
وقام سليماني وترمب بنشر الصورتين على الرغم من رفض شبكة “HBO” المنتجة للمسلسل الشهير “Game of thrones” استخدام علامتها التجارية وأعمالها لأغراض سياسية.
وأعلن وزير الخزانة الأميركي، ستيف منوشين، والخارجية، مايك بومبيو، أنّ العقوبات، التي تحظر على دول العالم استيراد موارد الطاقة الإيرانية أو الاستثمار فيها؛ سيبدأ تطبيقها اعتباراً من الإثنين المقبل، على أن يعلن عن الدول المُستثناة في ذلك التاريخ.
وفي وقت سابق مساء أمس الجمعة، رحب وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونماز، بقرار «الاستثناء».
وقال دونماز، «نعلم أن تركيا ضمن الدول المُستثناة من العقوبات الأميركية على إيران، لكن التفاصيل لم تردنا بعد».
وتستهدف العقوبات قطاعات حيوية في الاقتصاد الإيراني، تهدف حسب ترمب لشل قدرة طهران على مواصلة ما تعتبره واشنطن “أنشطة زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط”.
بعيداً عن التعليقات السينمائية، ما هي قصة أشد عقوبات أميركية ضد إيران؟
مع ترقب دخول الدفعة الثانية من العقوبات الأميركية على إيران حيز التنفيذ، الإثنين 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وضع الرئيس الأميركي إيران أمام خيار ما بين تغيير نهجها أو مواجهة تدهور اقتصادها، وجدد عرضه الموافقة على لقاء حسن روحاني لكن بشروط جديدة.
وقال دونالد ترمب في بيان، مساء الجمعة، إن «الهدف هو إرغام النظام على القيام بخيار واضح: إما أن يتخلى عن سلوكه المدمر، أو يواصل على طريق الكارثة الاقتصادية».
ويردد الرئيس الجمهوري أنه على استعداد للقاء قادة الجمهورية الإسلامية للتفاوض بشأن اتفاق شامل على أساس تلبية 12 شرطاً أميركياً، أبرزها فرض قيود أكثر تشدّداً على القدرات النووية الإيرانية مما هو وارد في اتفاق عام 2015، وفرض قيود على انتشار الصواريخ الباليستية الإيرانية، وعلى ما تعتبره واشنطن «النشاطات الإيرانية المزعزعة للاستقرار» في العديد من دول الشرق الأوسط، مثل سوريا واليمن ولبنان.
وكرر ترمب ذلك إذ أكد في بيانه «نبقى على استعداد للتوصل إلى اتفاق جديد أكثر تكاملاً مع إيران».
وبعد 6 أشهر من سحب ترمب بلاده من الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، ورغم الاحتجاجات الإيرانية وانتقادات الحلفاء الأوروبيين وروسيا والصين، أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، رسمياً إعادة فرض الشريحة الثانية من العقوبات على هذا البلد اعتباراً من الإثنين.
وكانت واشنطن أعادت فرض الشريحة الأولى من العقوبات في آب/أغسطس الماضي.
والقرار الأميركي يعني منع كل الدول أو الكيانات أو الشركات الأجنبية من دخول الأسواق الأميركية في حال قرّرت المضي قدماً بشراء النفط الإيراني أو مواصلة التعامل مع المصارف الإيرانية.
وأكد ترمب في بيانه أن تحرك الولايات المتحدة موجه ضد النظام الإيراني «وليس ضد الشعب الإيراني الذي يعاني منذ زمن طويل».
وأوضح أن هذا ما حمل على استثناء سلع مثل الأدوية والمواد الغذائية من العقوبات «منذ وقت طويل».
ووصف البيت الأبيض هذه العقوبات بأنها «أشد عقوبات أقرت حتى الآن» ضد إيران.