من جحور مظلمة
الأفاعي تمد الرؤوس
في أرجاء المشهد
رائحة سم صفراء
ليس بعيداً عن فحيح المزامير
جوقة ذئاب وطبول
وعنكبوت تنتظر الوثوب .
صوب لذة المغامرة
وطقوس الحرب
سيعود ثانية
جنرال الحرب الأشيب
اللعبة تستهويه ..
في الليل
جهز عربات القطار
دمنا سيكون الوقود …
وعدي لسيقان الحنطة
لموجاتك دجلة
لشمس البلاد
في اختلاط الرايات
وازدهار الأقنعة
لن أخدع للمرة الألف …
الأوباش الأجلاف
تعلموا مكر الجراد
في عتم العتمة
شدوا الأحزمة
وبإتقان ودراية أوغاد
صاروا يلوحون بالحرب .
من البعيد
لاحت خناجرهم القديمة
جاهزة مشحوذة .
سأحضن عشب الحديقة
أسوره بقميص القلب .
سأحمي ورد الساحة باليقظة
متراسي وجعي المزمن
رماحي حسرات الآباء
اولئك الذين غيبهم الكمد
في استذكار حفر المقابر
وعظام الأبناء …
شجرات الصفصاف
ستحفظ بالتأكيد
وصايا العاشق
وأنا عاشقها الأزلي
المتيم بالخضرة والزهو
سأقطع كفي
إن مضت لمصافحة
وسأبتر قدمي
إن مشت يوما
في قافلة
تتبع خطواتهم
سأرميها دون ندم
طعاما لغربان الفلوات
وسوف لن تكون لي حاجة
لأذنين خاملتين
صامتتين دون مبالاة
لمارشات حروبهم الجنائزية
وتاريخهم الأسود …
وسأظل طوال المساء
محدثا أولادي
عن بلاد حزينة
مطفئة أقمارها
عن زمن العصابة
عن الفواجع والألم
عن نساء قوشتبه المغيبات
عن زمن الأنفال والحروب
عن حزن القرى
وقبور الشيوعيين الضائعة
عن عويل الأمهات
وقد غاب الأبناء
دون وداع ولا وصايا
…
فيرملاند..الأحد ١٨ تموز ٢٠٢١