قناة العراقية،الشائع في الشارع العراقي أنها قناة رسمية تابعة لشبكة الإعلام العراقي التي تمولها الحكومة العراقية، لكن في واقعها وحقيقتها ما هي إلا قناة لحزب إسلامي شيعي. عزيزي القارئ، تقدم هذه القناة عدة برامج منوعة من رياضية ودينية وسياسية، أن هذه الأخيرة هي أهم تلك البرامج، ومنها برنامج “خُطى” – جمع خطوة- الذي يقدمه المدعو علاء هادي الحطاب، بلا شك أن لقبه يناسبه بالتمام والكمال، لأنه في جوانب عديدة في برنامجه المذكور ما هو إلا كحاطب ليل يخلط بين الجيد والرديء.
لقد أجرى في هذه الأيام مقدم برنامج “خُطى” لقاءً بعدة حلقات مع القيادي في الحزب الشيوعي العراقي مفيد الجزائري، كالعادة ركز وأصر مقدم البرنامج علاء الحطاب في الحلقة الثالثة على واقعة “قرناقا وبشتاشان” التي حدثت عام 1983 بين قوات الـ”پێشمەرگە” التابعة للاتحاد الوطني الكوردستاني وقوات الأنصار التابعة للحزب الشيوعي العراقي. عزيزي القارئ الكريم، لقد تحدثنا ونقلنا ما قاله سكرتير الحزب الشيوعي العراقي في حينه الأستاذ (عزيز محمد) وقيادات وكوادر الحزب الشيوعي العراقي عن واقعة “قرناقا وپشتئاشان “(Qrnaqa and Psht-Ashan) بالتفصيل في مقالنا المعنون: مَن المسئول الحقيقي عن واقعة بشتاشان ؟ والمنشور في المواقع الالكترونية المتعددة بتاريخ 19 03 2019.
في الحلقة المذكورة أعلاه كي يدينا الاتحاد الوطني الكوردستاني ويشوها اسم الكورد في الشارع العراقي استشهد الضيف مفيد الجزائري والمحاور علاء الحطاب بما زعمه ملا بختيار (حكمت محمد كريم) عن واقعة بشتاشان، كأنهما لا يعلمان أن شهادة ملا بختيار في هذا الموضوع مجروحة، لأنه خصم لدود حياً وميتاً لنوشيروان مصطفى (ئەنەوشێروان) القيادي المتهم بقتل مقاتلي الحزب الشيوعي العراقي، الذين أسروا في معركة بشتاشان. في الآونة الأخيرة، وبعد رحيل نوشيروان مصطفى إلى عالم اللا عودة، ألف ملا بختيار كتاباً من 700 صفحة بعنوان: “لەبری بیرەوەری” سرد فيه الغث والسمين، قال فيه عن نوشيروان مصطفى ما لم يقل مثله مالك في الخمر، واتهمه بعدة اتهامات خطيرة، إلا أن أصدقاء ومحبي نوشيروان ردوا عليه نطقاً وكتابة وفندوا أقواله الذي سطرها بين دفتي الكتاب، واتهموا شخصه – ملا بختيار- بقتل أسرى غريمهم الحزب الديمقراطي الكوردستاني (البارتي) وغيرهم، الذين أسروا من قبل قوات الاتحاد الوطني التي كانت تحت أمرته، وذلك في معارك وأماكن وتواريخ أخرى غير بشتاشان؟؟.
يسأل المحاور علاء الحطاب من القيادي مفيد الجزائري: كانت وجهتك شمال العراق.وبعد الفاصل يكرر ويصر: ليش (لماذا) كانت الوجهة إلى شمال العراق!!!.
عزيزي المتابع،نحن الكورد، لدينا وحدة قياسية ليست لقياس الحرارة والطول والزمن الخ، بل لقياس نسبة العنصرية عند أولئك الذين يستخدمون كلمات سخيفة يحاولون بها إلحاق الشعب الكورد ووطنه كوردستان بإحدى الكيانات الأربعة المعروفة بمربع الشر، وما الحطاب إلا أداة من تلك الأدوات التي تسيرها واحدة من تلك الكيانات المصطنعة لإلغاء اسم الوطن الكوردي كوردستان. يا الحطاب، إن ديكتاتوراً ومجرماً معتوهاً مثل صدام حسين كان يقول: كوردستان. هل أنت أجرم وأكثر ديكتاتورية من صدام حسين حتى تلغي اسم كوردستان وتقول: شمال العراق!!!.
للأسف أن مفيد الجزائري خلال سرده لواقعة بشتاشان، لم يسردها كما يجب، وكما حدث، لقد تكلم مفيد عنها مع بدء الهجوم المعاكس؟ الذي قام به مقاتلي الاتحاد الوطني الكوردستاني. عزيزي المتابع، لمعرفة ما حدث في بشتاشان راجع مقالنا: مَن المسئول الحقيقي عن واقعة بشتاشان؟.
وفيما يتعلق بقتل الأسرى كما يقال،هناك عدة أقوال بين النفي والاثبات، إلا أن الإعلام العربي العنصري يسوقها باستمرار لتشويه اسم الشعب الكوردي المضياف. لقد أسرت قوات الاتحاد الوطني قيادات مهمة في الحزب الشيوعي العراقي وعلى رأسها (كريم أحمد الداود) الذي كان سكرتير الحزب بالوكالة، و(أحمد بانيخيلاني) عضو المكتب السياسي ومسئول إقليم كوردستان للحزب الشيوعي الخ، يا ترى لماذا لم يتم قتلهم أو الاعتداء عليهم؟؟. في لقاء تلفزيوني في قناة “رووداو” الفضائية الكوردية في برنامج “پەنجەمۆر= Penjeor” أي: البصمة، قال سكرتير الحزب الاشتراكي الكوردستاني (محمد حاج محمود): “إن قوات “جود” – الاسم المختصر للجبهة الوطنية الديمقراطية- احتلت المركز الرابع للاتحاد الوطني ومنطقة باليسان، ثم هجم الاتحاد على “قرناقا وبشتاشان” وقتل منا 14 بيشمَركة وقتل 7 منهم في الأسر.-إن كلام حاج محمود يفضح كذب وتدليس الذين يزعمون فقط العرب يقتلون في الأسر- ويضيف حاج محمود: “كان عندنا ضيفين من حزب العمال الكوردستاني المعروف اختصاراً بـ” PKK” قتلا أيضاً وقبريهما لا زالا هناك”. إذا كان صحيحاً قتل الأسرى العرب، هؤلاء أسرى كورد أيضاً قتلوا؟؟. بلا أدنى شك لا يجوز قتل الأسير. لكن هذه أحزاب وحركات ثورية ليست كالدول الموقعة على مقررات أمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التابعة لها والملزمة لمن وقعها. ثم، حتى أن الحزب الشيوعي العراقي قتل أسرى الأحزاب الأخرى، كالرفيق شمال ورفاقه من الاتحاد الوطني الكوردستاني وغيرهم، بل أكثر من هذا، إن الحزب الشيوعي متهم من قبل كوادره الذين تركوا صفوفه بقتل عدد من أعضائه في كوردستان لمجرد اختلاف في الرؤى ووجهات النظر، أو لشبهة ما وأسمائهم مذكورة في مقالنا الذي ذكرنا عنوانه في سياق هذا المقال!!!. حقيقة لم ولن ولا أريد التحدث عن هذا الموضوع التراجيدي، لكن الإعلام العرابي العراقي التحريضي لغاية شيطانية في نفوس ممولها يتحدث دائماً عن هذه الواقعة المرة لتشويه صورة الشعب الكوردي الجريح في الشارع العراقي والعربي، ولا يتحدث الإعلام العراقي عن المساحة الكبيرة للعفو والتسامح عند الشعب الكوردي التي غير موجودة ولا بنسبة 10% منها عند مربع الشر عراق، إيران، سوريا، تركيا وأذيالهم مجتمعة.
يتهم مفيد الجزائري البيشمركة: بأنهم يحملون أحقاد قومية كارهة للعرب!!!. كلام مفيد هذا يذكرني بالمثل القائل: ضربني وبكى سبقني واشتكى. قياساً بهذا، ماذا يجب على الكورد أن يقوله عن العرب الذي يحتلون جنوب وغرب كوردستان، ويستعملون أبشع الوسائل الدنيئة والخبيثة لإبادتهم، كسياسة التعريب المقيتة، والتهجير القسري إلى جنوب العراق والبلدان المحيطة بالعراق، وضرب الكورد بقنابل النابالم، والسلاح الكيماوي، والأنفال الخ الخ الخ. يا ترى من يحمل الحقد في داخله يا مفيد، الكورد! أم الذين تحالفوا مع حزب البعث المجرم قتلة (سلام عادل) لضرب الحركة التحررية الكوردية عام 1974؟؟؟!!!. حقيقة لا أريد أن أعود للتاريخ وأذكر أحداثاً دموية جرت في شوارع بغداد وموصل وكركوك في نهاية الخمسينات وبداية الستينات القرن الماضي لأنها تقشعر منها الأبدان.
وفي سياق حديثه وصف مفيد الجزائري الانتفاضة عام 1991 في جنوب العراق وفي جنوب كوردستان بالشسمة!!! يا مفيد، انتفاضة ضد نظام القرية قتل فيها مئات الآلاف من البشر على أيدي جلاوزة المجرم صدام حسين تصفها بالشسمة!!! أن كلامه يذكرني بالرئيس المصري حسني مبارك حين وصف في لقاء تلفزيوني القضية المركزية للعرب فلسطين بالبتاع!!! وقائد كوردي تحدث ذات يوم عن مدينة كفري بصيغة غير مقبولة لا يليق به كقائد لأمة عريقة: كفري مفري!!!كأنه لا يعرف أن الكورد ضحوا بالدماء الغالية والنفيسة من أجلها والأستاذ يقارنها بمفري!!!.
وفي جزئية أخرى يسأل المحاور علاء الحطاب (مفيد الجزائري): عدت إلى إقليم كوردستان عام 1982 أو شمال العراق في حينه!!!. ويكرر السؤال البليد: شنو (ماذا) الذي جعلك أن تعود إلى شمال العراق في حينه!!!. حقاً يا علاء تفوح من كلامك السمج رائحة العنصرية الكريهة ضد الشعب الكوردي الجريح وضد وطنه كوردستان حين تسميه بشمال العراق!!! بهذا الكلام الماسخ، تحاول أن ترسم في ذهن المتلقي وكأن أنتم الأشياع بعد عام 2003 سمحتم بإطلاق اسم كوردستان على ما تسميه بشمال العراق في حينه. لكن، ألم يؤسس نظام حزب البعث المجرم مجلس التشريعي والتنفيذي لمنطقة كوردستان عام 1975؟؟؟. أليس الحزب الذي تأسس عام 1946 اسمه الصريح الحزب الديمقراطي الكوردستاني؟ الذي أعلن ثورة أيلول ضد الاحتلال العراقي لجنوب كوردستان بقيادة ملا (مصطفى البارزاني) عام 1961. وهكذا الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي تأسس عام 1975 بعد النكسة،وأعلن الثورة على الاحتلال العراقي البغيض في جبال كوردستان عام 1976 بقيادة (جلال الطالباني).هنا نسأل سؤالاً استفهامياً، هل يوجد حزب أو جمعية أو تنظيماً ما في عموم كوردستان ليس في جنوبه فقط لا يذيل اسمه بالكوردستاني ؟؟ أليست الكتب القديمة والحديثة تتحدث عن كوردستان كوطن قائم بذاته للشعب الذي يقترن اسمه باسمه منذ زمن سحيق يصعب تحديده بالأرقام؟؟. يا ترى، ماذا يقول الحطاب وغيره من الذين على شاكلته إذا نحن الكورد في وسائل إعلامنا المرئية والمقروءة والمسموعة من الآن وصاعداً حين نتحدث عن الكيان العراقي المصطنع، نقول العراق، أرض الرافدين (ميسوپوتاميا) في حينه، لأنها كانت أرض مشاعية؟ لم تكن موجوداً ككيان سياسي قبل عام 1920 لقد تم تأسيسه في هذا العام على أيدي البريطانيين (الكفار). عجبي،يصفونهم بالكفار وارتضوا لأنفسهم أن يؤسسوا لهم كيانهم الكارتوني المسمى عراق ؟؟؟!!!.
“الصدق ربيع القلب، وزكاة الخلقة، وثمرة المروءة، وشعاع الضمير” (ثابت بن قرة)
24 07 2021