سٶال من المهم وليس من المناسب فقط طرحه في خضم إنتفاضة العطش في إيران، وهو؛ هل هناك من إنتفاضة شعبية أو أي تحرك إحتجاجي لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لم يتم إتهام أطراف خارجية بالتورط فيها؟ بطبيعة الحال الاجاجى بالنفي لأن هذا النظام قد تعود دائما على ترديد نغمته”الببغائية”بإتهام أطراف خارجية بالتورط في أي نشاط”نوعي”معارض له، وهذا ماقد تعود عليه العالم عند حدوث أي تحرك شعبي غير عادي ضد هذا النظام، ومن هنا فلم يکن من الغريب أبدا إتهام الناطق باسم القوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارتشي، السعودية وأميركا وبريطانيا وإسرائيل، بتحريك التظاهرات التي تشهدها محافظة خوزستان وعدد من المدن الإيرانية، احتجاجا على أزمة شح المياه والجفاف في البلاد.
شکارتشي الذي حاول من خلال تسويق هذه التبريرات الواهية والتي يعلم هو ونظامه کذبها وحتى إنها مثيرة للسخرية، التغطية على جرائم النظام بحق المنتفضين عندما زعم بأن قوى الأمن “تسعى لقطع يد المجرمين المنتمين إلى الأعداء بقوة، وتعمل بالتعاون مع الشعب الواعي والثوري للحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد”، في حين إن الشعب أساسا في الجبهة المضادة للنظام ويبدو واضحا بأن الذين قد قام النظام بقتلهم يريد شکارتشي أن يخلط الاوراق ويقنع الشعب الايراني والعالم بأنهم کانوا مجرد عملاء خارجيون معادون ليس للنظام وإنما لإيران والشعب، فتمعنوا أين وصل حد الاسفاف بالمزاعم الکاذبة والمخادعة لهذا النظام!
أکثر مايصيب قادة النظام الايراني عموما وخامنئي خصوصا بالجزع والاحباط، هو إن إنتفاضة العطش قد إندلعت مباشرة عقب التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية والذي إنعقد في الايام 10 الى 12 من تموز الجاري، حيث شهد مشارکة غير مسبوقة کما شهد إطلاق تحديات جدية من جانب زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي بإسقاط النظام وعدم السماح له بإرتکاب المزيد من الجرائم والانتهاکات، والحق إن کل ماقد أکدت عليه المقاومة الايرانية خلال تجمعها الدولي المشار إليه آنفا، هو مطابق للحقيقة والواقع تماما من دون أدنى فرق أو إختلاف، وحتى إن إستمرار إنتفاضة العطش وتوسعها وعدم تمکن النظام على الرغم من کل أساليبه القمعية التعسفية من السيطرة عليها، دليل آخر على حقيقة أخرى أکدت عليها المقاومة الايرانية من إن الانتفاضة القادمة ستکون القاضية وتجلب نهاية النظام، ومن هنا فإن النظام عندما يسارع لتسويق تهمة تورط أطراف خارجية بهذه الانتفاضة، فإنه يريد تصعيد ومضاعفة أساليبه القمعية لکن الذي فات هذا النظام هو إن تبريراته السمجة والسخيفة هذه لم تعد تنطلي على أحد خصوصا وإن إرتفاع الاصوات الدولية التي تدين وتشجب لجوء النظام للممارسات القمعية وقتله أو إعتقاله التعسفي للمنتفضين، هو في حد ذاته رسالة مهمة أخرى ولکن ذات مغزى عميق مفادها إن المقاومة الايرانية قد نجحت فعلا من تجمعاتها السنوية عموما والاخيرة منها خصوصا في توعية الرأي العام العالمي الى حقيقة هذا النظام وموقف الوحشي البربري من أي تحرك أو نضال من أجل الحرية والديمقراطية والحياة الحرة الکريمة.