وفاة مواطن نازح بسبب فيروس كورونا، تسجيل العديد من الإصابات في صفوف سكان المخيمات والأعداد في تزايد في ظل عدم توفر مركز لتلقي اللقاحات المضادة للفيروس أو مستشفىً خاص باستقبال وعلاج المصابين داخل المخيمات.
في 21 تموز الجاري توفي نازح ايزيدي من أهالي سنجار يدعى ميرزا حسن (45 سنة) في مخيم كبرتوو للنازحين جراء اصابته بفيروس كورونا.
يقول فارس مراد، جار ميرزا حسن والذي يعيش في مخيم كبرتوو منذ سبعة أعوام بأنه نقل جاره الى المستشفى لتلقي العلاج، وهو الآن يشعر بظهور أعراض الإصابة بالفيروس عليه، لكنه لم يُجرِ الفحوصات بعد.
“كان ميرزا يعاني من مشاكل في الكلية و مصاباً بالربو، بعد إصابته بكورونا تعقدت حالته وتوفي ليلة 21 تموز”، حسبما قال فارس مراد لـ(كركوك ناو).
يقول فارس بأن عدداً كبيراً من سكان المخيم قد اصيبوا بكورونا مشيراً الى وفاة عدة اشخاص بسبب الوباء.
أصيب حوالي 50 شخصاً في مخيم كبرتوو بفيروس كورونا
يوجد في مخيم النازحين مركز علاجي مؤقت وصغير غير مختص باستقبال وعلاج المصابين بكورونا، لذا يضطر الذين تظهر عليهم أعراض الإصابة للتوجه الى خارج المخيم من أجل إجراء الفحوص وتلقي العلاج.
صباح ميرزا، يعمل ضمن إدارة مخيم كبرتوو قال لـ(كركوك ناو) “أصيب لحد الآن 50 شخصاً في المخيم بفيروس كورونا… إذا لم يلتزم الناس بالإجراءات الوقائية ربما سيصاب المزيد بالفيروس.”
لم تتمكن (كركوك ناو) من التأكد من عدد الأشخاص المتوفين في صفوف النازحين جراء الإصابة بالفيروس نظراً لعدم وجود بيانات خاصة بالنازحين في المناطق التي يعيشون فيها.
لكن حسب معلومات غير رسمية، توفي أربعة نازحين في اقليم كوردستان خلال الأسبوعين الماضيين.
حمزة رزيكي، مسؤول إعلام المديرية العامة للصحة في محافظة دهوك قال لـ(كركوك ناو) “يصاب يومياً عدد كبير من الناس في دهوك بكورونا وحالات الوفاة قد زادت، حيث توفي 20 شخصاً خلال أيام العيد فقط ، نحن لا نفصل الحالات سواء كان المصاب نازحاً، لاجئاً أو من سكان المحافظة بل تُسَجَّل جميع الحالات معاً.”
حسب احصائيات الموقف الوبائي الذي أُعلِن يوم أمس، 24 تموز 2021، تم تسجيل أكثر من ألف إصابة بكورونا في اقليم كوردستان خلال 24 ساعة فضلاً عن 15 حالة وفاة، 9 منها في دهوك.
ويأتي ذلك في الوقت الذي لا يتوفر فيه مركز خاص بالتطعيم ضد كورونا والذي يعد خطوة فعالة لمواجهة خطر الفيروس وتشدد عليه الجهات الصحية.
“مركز تطعيم النازحين يتواجد في محافظة نينوى ومسؤولية توفير اللقاحات على عاتقهم، لكننا فتحنا مركزاً خاصاً باللاجئين السوريين في مخيم دوميز وبإمكان النازحين واللاجئين الآخرين تلقي اللقاحات هناك”، حسبما قال رزيكي.
ويقول مسؤول إعلام المديرية العامة لصحة دهوك بأن أي نازح يسجل اسمه في النظام الالكتروني الخاص بالتطعيم ضد كورونا يستطيع بعد رجوع اسمه تلقي اللقاح في مراكز التلقيح خارج المخيم، وقد تلقى أكثر من 100 نازح اللقاح بهذه الطريقة.
يتواجد في اقليم كوردستان أكثر من 665 ألف نازح، قسم منهم متوزعون على 26 مخيماً ومعظمهم من أهالي نينوى، وذلك حسب احصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لوزارة الداخلية في حكومة اقليم كوردستان.
“لا زلنا نشتري مستلزمات الوقاية من كمامات و مواد تعقيم على نفقتنا الخاصة، لا نتلقى المساعدة لا من الحكومة ولا من المنظمات”، يقول خدر ألياس، أحد سكان مخيم كبرتوو للنازحين.
وناشد خدر الجهات المعنية لتقديم العون لهم قبل حدوث كارثة في المخيمات وذل من خلال إجراء الفحوص وتقديم العلاج وكذلك توفير لقاحات كورونا لتطعيم سكان المخيمات، وأردف خدر قائلاً “لا يوجد مركز للتطعيم ضد كورونا في المخيم، لذا فإن عدداً قليلاً جداً من النازحين قد تلقوا اللقاح.”
ويؤيد خدر ألياس فرض الإجراءات الوقائية باستثناء حظر التجوال الذي يرى بأنه يصعب الأحوال المعيشية للنازحين بصورة أكبر.
عدد قليل جداً من النازحين قد تلقوا اللقاح
وأثارت إجراءات حظر التجوال وإغلاق ابواب المخيمات أمام تنقل سكانها لعد أشهر في عام 2020 استياءً كبيراً في صفوف النازحين.
وقال مسؤول إعلام صحة محافظة دهوك التي تضم أكبر عدد من مخيمات النازحين، ” لا توجد لدينا في الوقت الحاضر خطط لإعلان حظر التجوال في المخيمات أو خارجها، لكن إذا قررت الحكومة ذلك فسيُطَبّق القرار على النازحين ايضاً.”
وكانت وزارة الصحة في حكومة اقليم كوردستان قد حذّرت قبل ايام من تفاقم أعداد المصابين بكورونا بعد تسجيل اصابات بسلالة دلتا المتحورة من الفيروس والتي تنتشر بصورة اسرع من سابقاتها.
في عموم العراق وصل عدد المصابين بكورونا الى أكث رمن مليون و 543 ألف شخص توفي 18 ألف و 232 منهم جراء الفيروس.
كما تلقى لحد الآن أكثر من مليون و 265 ألف شخص اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
عمار عزيز – دهوك
