تابعت بإهتمام موضوع الدعوة التي وِجهت لكم من قِبَل البيوت الايزيدية في المانيا وشخص أرمين لاشيت رئيس مقاطعة شمال الراين والمرشح لمنصب المستشار المقبل لألمانيا ، ويؤسفني الإجراءات الوضيعة من التي تمت من خلالها الدعوة والتي لا تليق بمقامكم الكريم ولا بعمق التاريخ الايزيدي وعمق حضارتنا ..
فأولى الإجراءات التي تمت من خلالها الدعوة والتي كانت خاطئة تماماً هي حجز غرفة لكم في فندق مشبوه لا يليق برئيس المجلس الروحاني الأعلى لأقدم ديانة على الأرض والتي دفعت صحف المانية للسخرية من صاحب الفندق الأمريكي والتبريرات التي قدمها على رفض استقبالكم في الفندق بحجة تلقي أمر من الرئاسة الأمريكية بعدم استقبالكم وهذا نصّ رابط إحدى الصحف والتبريرات الوضيعة لصاحب الفندق ومن حجز لكم بهكذا مكان مشبوه في وقت هناك آلاف البيوت والفَللْ الايزيدية تتبارك بدخول سماحتكم لها ..
سماحة البابا شيخ والمجلس الروحاني الكرام …
حتى تكون الصورة واضحة أمامكم فإن الدعوة للمشاركة في مظاهرة حداد على ضحايا الفرمان الأخير تشرف عليها البيوت الايزيدية التابعة للسقف الاتحادي الألماني الذي تشرف عليه دائرة الأمن الوطني في المانيا كما تخضع أغلب البيوت الايزيدية لسيطرة حزب سياسي يحاول زج الايزيدية واستغلالها كورقة سياسية لمحاربة تركيا أو باقي الحكومات ..
هذا الأمر لا يليق بسماحتكم .. فأغلب المظاهرات التي تقوم بها البيوت الايزيدية هنا هي بالنسبة للشرطة الألمانية بارومتر لمعرفة مَن مِن الايزيديين يعمل مع حزب العمال ؟ وكم عددهم ؟ للأسف كل اجتماع او تعزية أو فرح يتم في بيت ايزيدي لا يكتمل دون حضور شخصين من رجال الأمن الألماني رجل وأنثى لمراقبة الناس أو تصويرهم أو تقديم تقرير كامل عن الحدث للشرطة الاتحادية وأجهزة الأمن ..
كان من الأفضل للبيوت الايزيدية وعددها يتجاوز 32 بيت ايزيدي جمع مبالغ مالية حتى ولو ألف يورو من كل بيت وارسالها للجنة انقاذ المختطفات والأطفال الايزيديين بدلاً من بعثرتها في وقفات احتجاجية لا يستفاد منها سوى طرف سياسي معيّن على حساب قضيتنا ..
أنا هنا طبعاً لا أقلل من قيمة هكذا وقفات احتجاجية لأن قسماً كبيراً منها ينضمها شباب ايزيديون وشابات تدفعهم الغيرة والناموس للدفاع عن قضيتهم دون أي دافع سياسي ، لهذا أرى أنه كان من الأجدى على البيوت الايزيدية إن كانت بالفعل حريصة على ذكرى الإبادة الجماعية لأهلنا في سنجار أن يشكلوا وفداً ويعلنوا عن جمع تبرعات في كل ذكرى وحينها كانت الجموع من أبناء ديانتنا لا تقصّر في إبداء واجبها تجاه أهلنا وما تعرّضوا له ، هذا الوفد على الأقل كان ينبغي عليه التواجد على أرض الإبادة ورؤية الدمار الشامل للبيوت والبنية التحية المُدمّرة وحجم الآلام التي يحملها الكثير من الآباء والأمهات على أبناءهم وبناتهم المفقودين وضحايا الفرمان الأخير ..
أقترح على جنابكم الكريم الاستفسار من رئاسة البيت الايزيدي عن سبب رفض استقبالكم وما هو موقفهم الفعلي من هذا السلوك الشائن لصاحب الفندق كما وصفته الصحافة الألمانية وإذا كانت بالفعل الإدارة الأمريكية تقف خلف هذا القرار بحجة امتلاككم جواز سفر عراقي فهذا التبرير أوقح بكثير من أي تبرير آخر فهو أقدم جواز في العالم كما قالت الصحف الألمانية في تعليقها على صاحب هذا الفندق ومرؤوسيه ..
مضمون اقتراحي لسماحتكم وللمجلس الروحاني هو عدم السماح بدخول أي امريكي الى لالش المقدسة مهما علا شأنه قبل أن يقدموا لكم الإعتذار عن هذا التصرّف الشائن كما أطلب منكم أن تطلبوا توضيحاً دقيقاً لموقف البيت الايزيدي ورئاسته التي أعتبرت موقف صاحب الفندق مقبول !!!
فهنا اتسائل .. لماذا قدّموا الدعوة من الأساس ؟
أرجوا أن تتريّثوا مسقبلاً في قبول أي دعوة لمظاهرة أو وقفات احتجاجية تقوم بها أطراف سياسية فمقامكم أكبر بكثير من تلك الأحزاب ومن تاريخها ، فنحن نعيش في بلد تحاول البيوت الايزيدية هنا تصوير المانيا على أنها الوطن الأم لنا وهؤلاء لا يفهمون أن هذا البلد مجبر على استقبالنا بحكم معاهدة الاستسلام التي وقعت في جنيف بين الأعوام 1947 ــ 1953 .. وبالتالي يوم خروجنا من هذا البلد مهما طال الزمن هو أمر حتمي لكل انسان ناضج وواعي فاليهود عاشوا 2500 عام وكانت نهايتهم مأساوية في ليلة الكرستال وتعرضوا الى إبادة .. فديانتنا تتعارض في الأساس مع الدستور الألماني بحكم أنها لا تعترف بحقوق المثليين جنسياً ولا بالكثير من النقاط التي تم فرضها على الألمان بعد هزيمتهم في الحرب ..
أتمنى لكم العمر الطويل والتوفيق الدائم في أعمالكم وتأكدوا أن هناك جيش لايزيد من المخلصين يعملون ليل نهار لتقديم المعلومات والأدلة على الفرمان الأخير للكثير من البرلمانات في العالم دون أن يحدثوا ضجة أو حتى يظهروا للسطح وهذا أيضاً عمل خلاق يحتاج لدعواتكم ومباركتكم ..
مع الأسف الئيزديون لا يُحسنون التصرّف في أي مجال, أم تكن هناك شخصية ئيزدية تستقبله في داره ؟
(…هؤلاء لا يفهمون أن هذا البلد مجبر على استقبالنا بحكم معاهدة الاستسلام التي وقعت في جنيف بين الأعوام 1947 ــ 1953 …..) بل هي دولة محتلة حتى اليوم ولولا ماذكرت لما بقيت عضواً حمّالاً في النيتو قبل تفليش الإتحاد السوفيتي ,,
أما محاربة تركيا فهذا لن يكون قبل موت أمريكا ,,,,,,,,,,,, أين يعيش هؤلاء الناس؟
وشكراً على هذا التوجيه