هل يمکن لمن لم يسمح لمتهم بالدفاع عن نفسه إلا لدقائق معدودة ومن ثم يحکم عليه بالاعدام، أن يکون فردا مٶمنا بالحوار والنقاش؟ هل يمکن لمن شارك في إبادة أکثر من 30 ألف سجين سياسي في فترة لم تتجاوز 3 أشهر، من خلال محاکمات صورية علما بأنه لاينتمي الى سلك القانون، أن يصبح فجأة رجلا حضاريا مٶمنا بالقيم الديمقراطية والانسانية؟ هذان السٶالان تبادرا لذهني وأنا أقرأ خبرا يٶکد فيه ابراهيم رئيسي يقول فيه أن الحوار مع الجيران أولوية دبلوماسية للحكومة المقبلة. حيث قال في خبرا نقلته وکالة أنباء”فارس” المقربة من الحرس الثوري:” إن التعاطي والحوار والتشاور وتبادل الافكار مع الجيران في القضايا والمواضيع المهمة في المنطقة تعد أولوية”!
ابراهيم رئيسي، أو قاضي الموت کما يلقبه الشعب الايراني أو السفاح کما تلقبه منظمة مجاهدي خلق، شخصية مکروهة ليس على نطاق إيران بل وعلى مستوى المنطقة والعالم وحتى إن تصريح الامينة العامة لمنظمة العفو الدولية على أثر إعلان فوزه”المشبوه”في الانتخابات الرئاسية التي تم أساسا هندستها من أجل ضمان فوزه، والذي دعت فيه الى محاسبته ومحاکمته على مشارکته في مجزرة عام 1988، وکونه أحد الاعضاء الاربعة الاساسيين في لجنة الموت التي قامت بمحاکمة وإعدام أکثر من 30 ألف سجينا سياسيا من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، وهي وکما أکدت مختلف المنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق الانسان بأنها محاکمات غير قانونية جملة وتفصيلا ولاسيما وإنها جرت بصورة فريدة من نوعها عندما لم يتم السماح للمتهمين بإنتداب محامين وإستغرقت فترة محاکمة کل واحد منهم دقيقتان أو ثلاثة ثم کان يحکم عليه بالاعدام، لکن المثير للسخرية والتهکم أن يقوم النظام الايراني وبدلا من تقديم هذا السفاح للمحاکم الدولية من أجل محاسبته على جريمته بتنصيبه رئيسا ومن ثم يدعو سفاح الامس الى الحوار مع بلدان الجوار التي يعرف القاصي قبل الداني کيف إنها قد أبتليت بتدخلات النظام الايراني وبزرعه لتنظيمات وميليشيات عميلة تابعة له تقوم بزرع الفتنة والفوضى وتقوم بإرتکاب الجريمة المنظمة في هذه البلدان.
سفاح الامس لايمکن أبدا أن يصبح محاور اليوم، ذلك إن من کان تأريخ خلال 4 عقود من عمر النظام الايراني مکرسا للقمع والاعدامات وکتم الاصوات ومصادرة الحريات، لايمکن إطلاقا أن يصبح بين ليلة وضحاها فردا مٶمنا بمبادئ وقيم حقوق الانسان وأن يحترم سيادات الدول التي إنتهکها ولايزال ينتهکها نظامه!