أخيرا وليس أخرا تشكلت حكومة عبد المهدي على العهد المعهود بين الكتل السياسية لقاعدة التوافق والمحاصصة في تقاسم المناصب ، ووعود التغيير والإصلاح مجرد أحلام لشعبنا المظلوم .
حكومة السيد عبد المهدي اعتبرها البعض الفرصة الأخيرة للكتل السياسية التي فشلت في أدارة شؤون البلد لخمسة عشر عجاف ، ونجحها مرهون باتخاذ خطوات حقيقية تعالج مشاكل البلد في ما عجز به الآخرين،و تحقيق المعجزة لتغير حالنا نحو الأفضل أو سيبقى الوضع كما هو عليه إذا ما أصبح نحو الأسوأ بكثير عن السابق ، وهو المتوقع حدوثه ولأسباب جوهرية عديدة .
متى كانت الفرصة الأخيرة للأحزاب السياسية في إنقاذ البلد ، وهل ستنجح حكومة عبد المهدي ؟ ، وإذا فشلت في مهامها كيف سيكون المشهد .
حقيقية يعرفه الجميع بان مشاكل البلد في مختلف الجوانب لن تحل بين ليلة وضحاها ، وهي بحاجة إلى سنوات من التخطيط والعمل المنظم والأموال الضخمة لكي يتغير مسار البلد نحو الطريق الصحيح ، وان مهمة حكومة السيد عبد المهدي ليست سهلة إطلاقا في أيجاد حلول مقبولة أو جذرية لمعالجة عدة ملفات شائكة وفي مقدمتها ملف الخدمات ومكافحة آفة الفساد، وهناك عدة معوقات ستواجه وهذا يحتاج إلى قيادة قوية وحكيمة .
كل الحكومات السابقة لم تستطيع حل ملفات عديدة ومنها ملف الخدمات رغم تخصيص وصرف المليارات من الدولارات ، وفي بعض الأحيان كانت الموازنات انفجارية والأضخم في تاريخ البلد ، لكنها كان على النحو الإجمالي مجرد مشاريع فاشلة وحلول ترقعية لا تتناسب مع حجم المشكلة ، ويراد من ورائها تحقيق مكاسب سياسية وانتخابية للإغراض سلطوية .
لو رجعنا بعقارب الساعة إلى ما قبل 2003 كانت الفرصة الأخيرة الأولى عندما كانت المعارضة العراقية تجتمع وتخطط لإسقاط نظام صدام كان المفروض إن تكون بمستوى المسؤولية الكبرى في قيادة البلد ، و يكون الاتفاق مع الآخرين بشكل يضمن مصلحة البلد أولا ، ثم مصلحتهم ، لكن ما حدث في الغرف الظلمة أصبح معروف اليوم من الكل .
سقط صدام واحتلال العراق وحدث ما حدث ما بعد 2003 ليكون للأمريكان خططهم المعدة مسبقا للبلد ، لكن موقف المرجعية الرشيدة وإصرارها على إجراء الانتخابات وقبلها كتابة دستور بأيدي عراقية لتكون الفرصة الأخيرة الثانية ( الذهبية ) للأحزاب السياسية في وضع خارطة الطريقة من اجل بناء الدولة ومؤسساتها وتغيير حال البلد نحو الأفضل مستفيدا من دعم المرجعية والشارع ، وكان رصيدها الشعبي في مستوى يفوق كل المراحل السابقة ، لكن اغلب القوى السياسية لم تكن في مستوى المسؤولية الحقيقية للسلطة في إدارة شؤون الدولة،و يتناسب مع حجم التحديات والمخاطر في وقتها أو قلة الخبرة أو الظروف كانت صعبة للغاية .
لعل كما في تقدم في كفة وما حدث بعد دخول داعش في كفة ثانية لتكون الفرصة الثالثة والأخيرة فعلا ( الماسية ) في إنقاذ ما يمكن إنقاذه أما تكون بحجم المسؤولية وتستطيع مواجهة التحديات والمشاكل بعد الاستفادة من أخطاء الماضي وتعلم الدروس المريرة ، وكسب دعم المرجعية والشارع مع وجود قوة مؤثرة الحشد الشعبي ، وتصحيح المسار نحو البناء والأعمار أو التنازل عن السلطة و الاستقلال الجماعية لكي تتضح الأمور للكل من هو الصديق أو العدو أو العميل ؟ ، بل كشف الجهات المتورطة في اغلب ملفات الفساد ودخول داعش ، لكن ما حدث عرفت الحقائق بعدها بأدق تفاصيلها أنهم أسرى الغير وسجناء القصور .
ولم تكون لديها القدرة في التعامل مع الاحتلال الأمريكي بشكل يضمن مصالحة البلد ، ولو بقيتم في المعارضة لكان حالكم أفضل ، لكنكم خسرتم الكثير بسبب سعيكم على السلطة والنفوذ مقابل مصلحة الشعب .
ستفشل حكومة عادل عبد المهدي وبنسبة 100 % وما سيحدث بعدها لن يختلف عن السابق تدخل البلد في أزمة الخطابات الرنانة والوعود الكاذبة وتعود الأمور إلى طبيعتها بعد إجراء انتخابات الله يعلم كيف سيكون ، وبطبيعة الحال بقاء نفس الأحزاب في الحكم ، وما يتغير مجرد أسماء وعناوين كانك يابو زيد ما غزيت .