صدر أخيرا، عن رابطة الأنصار الشيوعيين، العدد صفر، تموز 2021، من دورية (النصير الشيوعي)، من بعد عمل دؤوب لهيئة التحرير، التي ضمت الانصار بشرى عبد علوان، مزهر بن مدلول ـ أبو هادي ويوسف أبو الفوز، وكان التصميم والاشراف الفني للنصير شاكر جابر ـ أبو أكد.
جاءت الدورية من 36 صفحة، وبأبواب متنوعة. وكان الصدور توافقا مع حلول الذكرى 86 لصدور (كفاح الشعب) اول جريدة شيوعية. جاء في الافتتاحية (النصير الشيوعي لماذا؟) انه تقديــرا لمســيرة الأنصار الشيوعيين لمقارعتهم النظام البعثي الديكتاتوري … (والتــي فاقــت المعقــول فــي بســالتها، واعتزازا بشهدائها الابطــال والمضحيــن الشــجعان، ومــن اجــل ان يعبــر الانصــار عــن كل مــا يجــول فــي خاطرهــم مــن احاســيس ومشــاعر عــن تلــك الايــام الصعبــة ومــا اكتنزتــه مــن مغامــرات شـجاعة، صـدرت “النصيـر الشـيوعي”، للتعريـف بهـذه التجربـة الثريــة، ونقــل ارثهــا للأجيــال القادمــة، خصوصــا شــباب انتفاضــة تشـرين الباسـلة الذيـن اتصفـوا بـروح البـذل والعطـاء).
على الصفحة الثانية جاءت كلمة رابطة الأنصار الشيوعيين العراقيين تحت عنوان (نقف مع شعبنا من اجل الدولة المدنية الديمقراطية) وفيها تعلن الرابطة بشكل واضح موقفها المنحاز الى جانب أبناء الشعب الطامح بحياة كريمة ومع شباب تشرين البواسل (أنّنــا فــي رابطــة الانصــار الشــيوعيين العراقييــن، اذ نديــن بشــدة جميــع الاســاليب القمعيــة التــي يتعــرض لهــا شــبابنا المنتفــض، نقــف الــى جانــب شــعبنا وانتفاضتــه الباســلة، ونطالــب بالكشــف عــن القتلــة والمجرميــن وجميــع الفاســدين وتقديمهــم الـى العدالـة، كمـا نقـف مـع شـعبنا فـي حقـه بدولـة مدنيـة ديمقراطيـة تحقـق العدالـة الاجتماعيـة لـكل المواطنيــن مــن دون تمييــز.) . وفي باب (صحافة الأنصار.. أمجاد وتاريخ ) الصفحات 3 ـ 9 ، جاءت برقية تهنئة من اسرة تحرير طريق الشعب ( سـتكون “النصيـر الشـيوعي ” منـذ لحظـة طلوعهـا مجلتنـا نحـن ايضـا، خاصـة الذيـن حالفهـم الحـظ مـن الرفيقـات والرفـاق ورافقوكـم فـي تلـك السـنوات الصعبـة والمضيئة، ورفعــوا معكــم جميعــا رايــة النضــال الشــيوعي المخلــص والمتفانــي مــن اجــل حريــة الوطـن وسـعادة الشـعب، وفـي سـبيل المسـتقبل الوضـاء الـذي يسـتحقانه.) ، وحوى الباب مقالات متنوعة عن النشاط الإعلامي الانصاري، فكان ثمة مقال استعرض طبيعة نشاط الاعلام المركزي، واخر تحدث عن الصحافة الدفترية للأنصار الشيوعيين . وكان هناك مقال كتبه النصير سمير طبلة يتحدث عن الجهود لإصدار طريق الشعب في مواقع الأنصار وبطبعات خاصة (تطبع الجريــدة علــى ورق “الرايــز” الخفيــف جـداً… ونجحــت الطباعــة. لتصــدر «طريــق الشــعب»، أول صحيفــة عراقيــة تُطبــع علــى الــورق الخفيــف وبحجــم لا يتجــاوز حجــم الكــف الواحــدة.). ومقال للنصير شمال عادل سليم عن جريدة ئازادي (أول جريدة سياسية شيوعية كوردية في العراق). وجاء مقال للنصير أبو الفوز عن ظروف تجربة اصدار جريدة ساخرة (الصفارة.. جريدة رياضية ساخرة)، وكتب النصير محمد القيسي ـ أبو محمد عن تجربته مع برنامجه الإذاعي (احجاية لخوتنا الفلح) الذي قدمه من إذاعة (صوت الشعب العراقي)، إذاعة الحزب الشيوعي العراقي، التي كانت تبث من مواقع الأنصار الشيوعيين. ونشرت الجريدة صورا لبعض الرفاق الراحلين ممن عملوا في الاعلام الانصاري واعلام الحزب الشيوعي مثل الراحل مهدي عبد الكريم، عبد الرزاق الصافي، رجاء الزنبوري، حميد بخش ورحيم عجينة.
في باب (نصيرات)، الصفحات 10 ـ 14، الذي تصدره مقال عن اول فصيل للنصيرات، ثم مقال للنصيرة ام نصار ـ ابتسام حداد تحدثت فيه عن تجربتها في الالتحاق بأول قاعدة انصارية والمعاناة والمخاطر التي واجهها الأنصار في طريقهم وهي كانت معهم . واجرى النصير مزهر بن مدلول ـ أبو هادي لقاءا مع اول نصيرة شيوعية (ام عصام اول شيوعية تلتحق بالحركة الانصارية). وكان هناك استعراض مكثف لفيلم (نصيرات) من اخراج النصير علي رفيق وسيناريو النصير كريم كطافة. وكتب النصير أبو سعد اعلام ـ علي محمد ، مقالا جميلا (أطفال الانصار) عن تجربته ومعايشته لبعض من أطفال الأنصار ، وكتبت النصيرة ليلى ـ انتفاضة مريوش ( موقف لا ينسى) عن تجربتها في التسلل الى بغداد والدعم الذي حصلت عليه من الفلاحين الكرد من أبناء المنطقة ، ، وتحت عنوان ( نصيرات شيوعيات ارتوت ارض الوطن بدمائهن الزكية ) زينت صفة كاملة من الجريدة بصور كوكبة من النصيرات الشيوعيات .
وكان (لقاء العدد) الصفحات 15 ـ 16 الذي أجرته الجريدة مع النصير ملازم خضر رئيس رابطة الأنصار الشيوعيين تحدث فيه بشكل موجز عن سيرته الانصارية، وعن رابطة الأنصار الشيوعيين وكونها (فــي الظـروف الحاليـة، ظـروف السـلم الأهلـي، هـي مـن روافـد عمـل الحـزب السياسـية، فهـي تسـعى لتكـون وتنشـط كمنظمـة مجتمـع مدنـي، تعـرف بنضـالات الأنصــار وتنشــر الوعــي التنويــري وتعمــل لأجــل المجتمــع المدنــي ويكــون لهــا موقــف سياســي يصطــف الــى جانــب حقــوق الشــعب ومطالبــه المشــروعة.) . في باب (الأنصار يكتبون عن البدايات) الصفحات 17 ـ 21، حوى موضوعات كتبها الأنصار عادل كنيهرـ سامي دريجه، كريم حيدر ـ أبو حسين، نجم خطاوي ـ رياض قره جوغ، سامي سلطان ـ أبو عماد و احمد رجب ـ سيروان عن تجاربهم والظروف التي عاصروها في الجبل. في باب (حياة الأنصار)، الصفحات 22 ــ 23، كتب النصير يوسف أبو الفوز مقالا تحت عنوان (ملامح حركة الأنصار الشيوعيين ) بين انه (محاولــة توصيــف وليــس تقييــم، للحركــة الانصاريـة للحـزب الشـيوعي العراقـي، التـي سـجلت ملاحمـا وبطـولات فـي نضالهـا لأجـل الوطـن الحـر والشــعب الســعيد، مقدمــة كواكــب مــن الشــهداء الشـجعان فـي معـارك بطوليـة ذادوا فيهـا بأرواحهـم الشــريفة عــن مبادئهــم ومواقفهــم الصلبــة. نقــدم هــذا التوصيــف اســتنادا الــى واقــع المجتمــع العراقـي وتاريـخ الحركـة الوطنيـة ومقارنـة بالحـركات السياسـية الأخـرى، التـي اعتمـدت الكفـاح المسـلحة كأســلوب نضالــي.). وكتب سعيد شابو (استقبال مميز للأنصار البيشمه ركة) تحدث فيه عن علاقة الأنصار مع أهالي القرى الكردية (بالرغـم مـن الحيـاة المعيشـية الصعبـة، وبالرغـم مـن الخـوف مـن بطـش النظـام، فـأ ّن قـرى كردسـتان فتحـت ابوابهـا لانصـار والبيشـمركة علـى حـد سـواء. قدمــوا لهــم كل مــا يســتطيعون، وتقاســموا معهــم الخبــز والغطــاء، وشــارك البعــض مــن ابنائهــم فــي قتـال قـوات النظـام وجحوشـه.). وسجل النصير محمد الكحط ـ أبو صمود العديد من المواقف الطريفة في حياة الأنصار في مقاله (لقطات من حياتنا الانصارية) ، بينما بين النصير ناظم ـ فارس يوسف ، طبيعة العلاقة والترابط بين نضال الانصار في الجبل والتنظيمات الحزبية داخل المدن ( الجبال والنضال في المدن) . ضم باب (النصير الثقافي) الصفحات 24 ــ 33، عدة مقالات أدبية بأقلام الأنصار، فكتب عمار علي ( بولقاميش فرودس الالهة وخمرها)، كان هناك تقرير عن نشاط فرقة ينابيع المسرحية الانصارية ، مقال للنصير علي رفيق عن أهمية توثيق وارشفة الحركة الانصارية وتحدث عن تجربته الصعبة في هذا المجال ، وكتب النصير كريم كطافة ( أذنا ارنب يرتديان حذاء الاديداس) ، وفي التفاتة وفاء نشرت الدورية نص قصيدة للراحل ئاشتي ( هذا العمر) ومقتطف طويل من قصة وجه الماء للنصير الراحل علي جاسم ـ أبو بدر. وحوى العدد تقارير عن (تلفزيون الأنصار)، وهو برنامج على (منصة الزوم) بإشراف اللجنة الثقافية لرابطة الأنصار، يعده ويقدمه مجموعة من الأنصار، ومكرس لتغطية وتوثيق التجربة الانصارية وحياة الأنصار في محاور مختلفة، وهناك عرض لكتاب (شهداء الحزب شهداء الوطن)، وللجزء المخصص للحركة الانصارية، وحوت الصفحة ما قبل الأخيرة على كاريكاتير للنصير الفنان ستار عناد ـ أبو بسام، بينما حوت الصفحة الأخيرة 36 على صورة لعمل نحتي للفنان علي مكي ـ أبو بسيم .
والمتصفح للعدد يلاحظ الجهد المبذول من النصير أبو أكد ــ شاكر جابر، المصمم والمشرف الفني، لتفوح روائح حياة الأنصار واجوائها من بين الخطوط والصور الانصارية، التي حرص ان تحتل مساحة بارزة في اخراج جميل وانيق.
تحية للأنصار الشيوعيين الابطال بمولودهم، الذي وان جاء متأخرا كثيرا ، لكنه الان بين أيدينا ، وامنيات طيبة بالاستمرار والتطور ، ليكون أداة إعلامية تعرف أبناء شعبنا وعموم القراء على تجربة غنية وخالدة.