أكد قائممقام قضاء شنكال / سنجار، محما خليل، أن الإبادة الجماعية للإيزيديين ما زالت مستمرة، موضحاً أن نسبة الدمار في مركز القضاء وأطرافه تصل إلى الـ 85 بالمائة بواقع 8105 منزلاً مهدماً وتدمير 525 بئراً، مطالباً مجلس النواب العراقي بالاعتراف بالإبادة الجماعية التي جرت بحق الإيزيديين في صيف 2014.
وقال محما خليل في بيان اطلعت عليه زاكروس عربية: “سبع سنوات بالتمام والكمال انقضت على يوم الإبادة الإيزيدية، والتي تتكرر كل عام بنفس المشهد الذي لم يتغير، نزوح وتشريد وآلام وفقر وأيتام وثكالى ومغتصبات، وذكريات دامية يندى لها جبين البشرية”.
وأردف يقول: “نعم .. لم يعرف التاريخ الحديث إبادة كالتي عرفتها سنجار ذات الأغلبية الإيزيدية، المدينة التي حاكت التاريخ ورقصت على أوراقه ودونت فيه كل ما هو جميل وساحر ابتداء من معابدها (المخروطية الجميلة الإيزيدية) وأجراس كنائسها، ومزارات الشيعة فيها، فهي مدينة الشمس والاحلام والأشجار والفرح والموسيقى والتراث والحب والوئام والسلام والتعايش، إلا أنه للأسف تحولت بين ليلة وأخرى إلى مدينة اسدل عليها ستارة الظلام وتئن من فقدان الأهل والأحباب”.
وأضاف قائممقام قضاء شنكال أن “هذا ما حدث في الثالث من آب عام 2014، عندما اجتاح تنظيم داعش الإرهابي مدينة سنجار، وقيامه بابشع الممارسات البربرية التي تمارس ضد الإنسانية، أمام انظار العالم أجمع الذي لم يعبر عن موقف ينسجم مع هول المصيبة وحجم الفاجعة التي هزت التاريخ وبعثرت أوراقه وتحول حبره إلى دم”.
وأشار إلى أنه “ورغم قيام المقاتلين الإيزيديين الأشاوس وقوات البيشمركة وبدعم من التحالف الدولي، بتحرير هذه المدينة العظيمة في تشرين الثاني من عام 2015، إلا أنها بقيت حزينة إلى يومنا هذا بعد أن تركوها المجرمين الدواعش مجرد أطلال لا تصلح للعيش بفقدانها لكل متطلبات الحياة وبنسبة كبيرة، إذ أن نسبة الدمار في مركز القضاء وأطرافه يصل إلى الـ 85 بالمائة بواقع 8105 منزلا مهدما وتدمير 525 بئرا ، ولم يسلم الحيوان والشجر من التدمير، حيث قطعوا 240 ألف شجرة مثمرة ونهبوا وسرقوا 418 ألف رأس غنم وأبقار”.
وتابع البيان: “أما في ناحية الشمال فكانت نسبة الضرر فيها يفوق الـ 65 بالمائة وناحية القيروان 60 بالمائة، وناحية القحطانية 70 بالمائة، لتترك سنجار 450 ألف نازح نتيجة هذا الدمار، وكنا نأمل بان يعمر الحجر ويزرع الشجر، لكن جرحنا الغائر لا يمكن ارجاعه بفقدان الديانة الايزيدية 1293 شهيدا في الايام الاولى للغزو، ليخلفوا 1759 يتيما للاب، و407 يتيما للام، فضلا عن 220 طفلا أسروا ابائهم، ما عدى المختطفين الذي وصل عددهم الى 6417 مختطف”.
ونوه إلى أنه “هذا الغزو البربري، خلف 3530 ناجي وناجية تخلصوا من قبضة العصابات الإجرامية، بواقع 1199 من الإناث، و338 من الذكور، و1041 طفلة، و951 طفلاً إيزيدياً”.
كما ذكر محما خليل “أما المزارات الإيزيدية التي فجرها التنظيم فتبلغ 68 مزارا، و3 كنائس لاخوتنا المسيحيين، و3 مزارات لاخوتنا المسلمين الشيعة، فيما كانت عدد المقابر الجماعية 81 مقبرة جماعية للمكون الديني الإيزيدي، فضلا عن الأرقام الأخرى من الدمار في هذه المدينة والتي لا يسعها هذا المقام”.
كما أوضح “أننا نذكر العالم بقرية كوجو المنكوبة، التي أباد تنظيم داعش الإرهابي كل أهلها وعلى بكرة ابيهم، ليس لشيء، إنما فقط لأنهم إيزيديين، لتنظم مظلوميتهم مع مظلومية باقي المكون الإيزيدي، وما يؤسف له وادمى قلوبنا هو: رغم اعتراف برلمانات كردستان واميركا، بريطانيا ، البرلمان الأوروبي، الامم المتحدة ، أرمينيا، كندا، اسكتلندا، استراليا، البرتغال، بلجيكا، هولندا وفرنسا، بجيونوسايد الايزيديين، الا ان البرلمان العراقي لحد هذه اللحظة لم يعترف بهذه الابادة، فضلا عن الموقف الذي نعتبره غير المسؤول من قبل الحكومة العراقية التي لم تصنع شيء لهذه المدينة واهلها رغم ابادة اهلها ومنكوبيتها”.
وأضاف أيضاً: “لكن هذا الامر لا يمنعنا من تقديم كل الشكر والعرفان لقيادة اقليم كوردستان، لما قدموه لاخوانهم الايزيديين من دعم وإيواء ومساعدات، لكن مشكلة سنجار أكبر من الامكانيات التي لا يمكن أن تتوفر إلا بجهود مشتركة من قبل الدولة العراقية وكذلك المجتمع الدولي، تأكدوا ان صبرنا بدأ ينفذ، وإن أهلنا الإيزيديين العائدون من النزوح، وجدوا انفسهم خرجوا من نزوح من المخيمات، ودخلوا في نزوح اخر في سنجار المدمرة الفاقدة لابسط مقومات الحياة، منها الامن والعيش الكريم، وبدلا من تظافر الجهود لارجاع شيء لمنح الامل لاهالي سنجار بقت الامور على حالها رغم دخولنا في السنة الثامنة من الغزو”.
وأضاف “أننا نهيب بالقضاء العراقي والقضاء الدولي، والمؤسسات الإنسانية، بالنظر لمنكوبية سنجار، والانتصار لأهلها ومنح حقوقهم القانونية والمظلومية، وهذا الأمر لو تحقق فسيكون حافز كبير للحكومة العراقية والأمم المتحدة ومؤسساتها ذات العلاقة وان يكون لها دورا اكبر بإعمار المدينة، ومن هذا المنطلق فاننا نطالب الحكومة العراقية بخلق وتهيئة بيئة ملائمة لعودة النازجين وإعمار المدينة والنهوض بالخدمات وتوفير بيئة أخرى لتشجيع الاستثمار وإعمارها وخلق فرص العمل لاهلها، والعمل بجدية بالبحث عن مصير المختطفات والمختطفين الذين ما زال مصيرهم مجهولاً، ومنح الحقوق القانونية والمادية والمعنوية لعوائل الضحايا”.
وقال أيضاً: أما أمنيا، “فاننا نطالب وبشدة أن تقوم الحكومة بمسؤولياتها وتستنفر جهودها الاستخباراتية للقضاء على خلايا داعش وملاحقة عناصره المشبوهة المتواجدة في محيط سنجار، فضلا عن المجاميع الخارجة عن القانون وانهاء تواجد حزب العمال الكردستاني وفرض القانون في سنجار، لان تواجد هذا الحزب يمثل عدم استقرار للمدينة وعائقا ومانعا لعودة النازحين لديارهم، إذ أن قيام الحكومة بهذه المهام الأمنية، سيصنع أجواء للتعايش والاستقرار المستدام، كما يجب على الحكومة والمنظمات الدولية ان تقوم بدورها الانساني بتأهيل الناجيات المنكوبات وتعويضهن ماديا ومعنويا ومعالجة الاثار النفسية التي لحقت بهن”.
اختتم البيان بقول محما خليل إن “مدينة سنجار منكوبة بكل معنى الكلمة ، تاريخيا وجغرافيا واجتماعيا وحضاريا وماديا، ومن مسؤوليتنا جميعا ، أن تتكاتف جهودنا بالنهوض بها، وان نمسح غبار الالم عنها، وهذا الامر يجب ان ينطلق من مقدمة جديرة، وهي تطبيق الاتفاق الذي ابرم بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كوردستان (اتفاقية سنجار) بجميع بتنودها”.