قالت الامم المتحدة، الثلاثاء إن عدم قدرة الأطراف والسلطات العراقية على وضع الخلافات جانبا من أجل الصالح العام، أمر غير معقول بكل صراحة.
وأكدت الممثلة الاممية جينين بلاسخارت، خلال كلمة بمناسبة الذكرى السنوية السابعة للفظائع المرتكبة ضد الإيزيديين، (3 اب 2021)، أنه “قد حان الوقت للتوصل إلى إجماع حول الحكم المستقر والهياكل الأمنية وبالتالي تسريع عملية إعادة الإعمار وتيسير العودة الآمنة والكريمة”.
وفيما يلي نص الكلمة”:
السيدات والسادة،
دعوني أبدأ بالإعراب عن شكري لكم لإتاحة هذه الفرصة لأتحدث إليكم في هذه المناسبة الأليمة.
كما نعلم جميعا: فقد شهد التاريخ الحديث لسنجار معاناة لا يمكن تصورها. إن الفظائع ما زالت ماثلة في ذاكرتنا الجماعية صدمةً يحملها إلى اليوم الحاضر الضحايا من الإيزيديين وعائلاتهم.
إن الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش، والتي تشمل الزواج القسري، والاختطاف، والعبودية الجنسية، والاغتصاب وغيرها من أشكال العنف المتطرف تصل إلى حد الإبادة الجماعية.
وتتفاقم الحالة المزرية جراء حقيقة كون الضحايا غالباً ما يعودون إلى منازل مهدمة أو غير آمنة أو يضطرون للعيش في مخيمات أو عشوائيات مع موت أو فقدان بعض أفراد الأسرة.
وبعد سنوات، ما زال الناجون يواجهون تحديات جمة….
وبينما هم في حاجة ماسة إلى إعادة بناء حياتهم ما زالت عقباتٌ غير ضروريةٍ تعترض ذلك بسبب الخلاف على الترتيبات الأمنية وتقديم الخدمات العامة والإدارة الموحدة.
والآن، فإن عدم قدرة الأطراف والسلطات على وضع الخلافات جانبا من أجل الصالح العام، لا سيما في مثل هذا السياق المؤلم، أمر غير معقول بكل صراحة.
تم التوصل إلى اتفاق قبل 10 أشهر حول الإدارة والخدمات والترتيبات الأمنية في قضاء سنجار.
فقد قامت كل من الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان معاً باتخاذ خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح لإرساء أسس الاستقرار وتحسين السلامة وظروف لمعيشة أفضل.
وبالطبع كان إقرار قانون الناجيات الإيزيديات في آذار/ مارس 2021 تطورا كبيرا يساعد على معالجة القضايا التي تواجهها الناجيات وينص القانون على تقديم التعويضات والرعاية للناجيات وإعادة تأهيلهن في المجتمع.
لكن في الوقت الحالي لا بد من عمل المزيد، لقد كان التقدم بطيئا بدرجة غير مقبولة في تحسين الحكم وتوحيد الإدارة، والحقيقة القاسية هي أن هذه العقبات تتخذ التقدم رهينة مع دفع أهالي سنجار الذين طالت معاناتهم لهذا الثمن.
وبروح التضامن المستمر مع أهالي سنجار، تشارك الأمم المتحدة بنشاط في تطبيق الاتفاق.
وأود أن أؤكد على استعدادنا والتزامنا بمساعدة كل الأطراف المعنية للتقدم باتجاه وضع مستدام وطبيعي على الأرض.
بصراحة، حان الوقت للتوصل إلى إجماع حول الحكم المستقر والهياكل الأمنية وبالتالي تسريع عملية إعادة الإعمار وتيسير العودة الآمنة والكريمة.
السيدات والسادة،
بهذه المناسبة، وإحياء لذكرى الضحايا، أوكد لكم من صميم قلبي دعمنا وتضامننا مع أولئك الذين ما زالوا يتحملون جراح الوحشية.
والآن، كما قلت، يجب تخفيف المعاناة المستمرة دون تأخير، لذا أناشد مجددا كل الأطراف المعنية لأن يعملوا على مراعاة مصالح الناس أولا وعلى وجه السرعة، وتمكين إدارة واحدة وموحدة في سنجار.
لم ينس أحدٌ ما حدث قبل سبعة أعوام والعالم يتابع الآن بكل تأكيد.
شكرا لكم جميعا”.