لن يأتي الربيع بظهور برعم أو بإخضرار محدود، کما إن مزنة مطر في صيف قائظ لايمکن أبدا تجعل الربيع يحل أو تنهي قيظ وحرارة الصيف، لکن يبدو إن القادة والمسٶولين في نظام الجمهورية لايرون الامور هکذا ولايقيسون بهذه المقاييس بل وإنهم على العکس من ذلك تماما فهم أشبه بالغريق الذي يتشبث ولو بقشة من أجل إنقاذهم من الغرق!
النظام الايراني وهو يمر بالمرحلة الحالية التي يمکن القول وبثقة کاملة من إنها أسوأ مرحلة يمر بها منذ تأسيسه، يشعر بتعاسة وخيبة أمل وتشاٶم مفرط لأن إنتخاب بايدن لم يغير من أمره شيئا وإنه وبعد مرور أکثر من 6 أشهر على تسلمه لمهام منصبه فإن أوضاع وأمور النظام الايراني ليس لم تتحسن فقط بل وإنها تزداد سوءا، وإشتداد العزلة الدولية على وقع إستمرار العقوبات الدولية يثير رعب وهلع قادة النظام مع تزامنها مع إزدياد الرفض الشعبي وتصاعد النشاطات المضادة للنظام.
الاوضاع السلبية التي يعاني منها النظام الامرين والتي تتفاقم سوءا مع مرور الزمن، تدفع النظام للشعور بحالة من الکئابة والتشاٶم في ضوء عدم وجود أي أمل لتحسينها أو التقليل من تأثيراتها القوية على الامور، ومن دون شك فإن الشعب الايراني الذي صار يعلم بأن الذي جعل الامور تصل الى هذا المنعطف الخطير وهذه الاوضاع السلبية هو النظام نفسه، وإن الذي لفت النظر إنه وأثناء إنتفاضة العطش فإن شعارات الموت للدکتاتور والموت لخامنئي قد تم ترديدها في طهران بشکل خاص وفي مدن أخرى من ضمن المحافظات ال14 التي شارکت بهذه الانتفاضة، وهذا يعني بأن الشعب الايراني قد حسم أمره مع هذا النظام ولم يعد يجد هناك من سبيل أو وسيلة للتعامل معه إلا بالسعي من أجل إسقاطه، وإن إنتفاضة العطش والاصداء الکبيرة لها کانت بمثابة رسالة ذات مغزى خاص للنظام تٶکد بأن الشعب لم يعد يثق بهذا النظام شروى نقير وإنه يريد إسقاطه اليوم قبل الغد.
الازمة الطاحنة التي يعاني منها النظام الايراني والتي يحاول المرشد الاعلى للنظام ومن خلال طرق واساليب مختلفة الحد من تأثيرها على النظام والحيلولة دون إنهياره، لکن تنصيب ابراهيم رئيسي کرئيس للنظام بعد الهندسة المشبوهة للإنتخابات الرئاسية الاخيرة، ليس بوسعها أن تساعد على التأثير على هذه الازمة لصالح النظام بل وحتى إن ذلك من شأنه أن يضاعف من تأثير الازمة التي هي بالاساس وفي ضوء إستمرار حکم هذا النظام هي أزمة لاعلاج لها أبدا.