إن الإنسان بطبيعته العنيفة لا يستطيع العيش في وئام كلي داخلياً و خارجياً ، فهذه طبيعة موروثة منذ عشرات الآلاف من السنوات التي مضت قائمة على المنافسة و القضاء على من ينافسه في شتى مجالات الحياة مثال على هذا الكلام هو ان إنسان الهومو سابيان الذي هو الإنسان الحديث استطاع القضاء على إنسان النياندرتال البدائي الذي كان مختلفاً عنه ، هذا هو الإنسان و هذه هي الحياة إنها صراع بين الخير و الشر كما هو موضح في الفلسفة الزرادشتية الصراع بين اهورمزدا و آهريمان.
ﻭﺣﺴﺐ ﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﺇﻣﻴﻞ ﺯﻭﻻ ﻭﻫﻮ ﻣﻤﺜﻞ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮﻩ ﺇﻻ ﺣﻴﻮﺍﻥ ﻣﻔﺘﺮﺱ ﻳﺘﺨﺬ ﻏﺮﺍﺋﺰﻩ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎً ﻷﻓﻜﺎﺭﻩ ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﺰﻭﻝ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺗﻘﺎﺑﻠﻪ ﻣﻊ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻓﺘﻈﻬﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ.
أما الفيلسوف كانط
أشار إلى الشر الجذري في كتابه الدين في حدود مجرد العقل ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ، ﻫﻮ ﻛﻞ ﻓﻌﻞ ﻳﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮ، ﺷﺮﻳﻄﺔ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﺘﻌﺎﺭﺿﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ . ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻣﻴﻼ ﻧﺤﻮ ﺗﻐﻠﻴﺐ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻼﺃﺧﻼﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﻨﺴﺠﻤﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ، ﻋﻤﻞ ﻛﺎﻧﻂ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻟﺘﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺠﺬﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺷﺮﻳﺮ ﺑﻄﺒﻌﻪ.
إسماعيل خضر