لن نكرر أسباب تسليم الموصل والمناطق الاخرى لداعش الإرهاب وفي مقدمتها المسؤول الأول والأخرين في الحكومة حينذاك الذين كانوا في هرم السلطة، كان عليهم اول ما يقومون به تركهم مواقع مسؤولياتهم السياسية والحزبية اسوة بعشرات الامثال لقادة ومسؤولين كبار كانوا السبب المباشر أو غريب المباشر في احداث مأساة معينة لشعوبهم ومرة أخرى لن نعيد أسماء هؤلاء فقط لنتذكر مأساة الجريمة الكبرى التي لحقت بالأزيديين وعائلاتهم ومناطقهم ومن بينها مدينة سنجار التي اصبحت أيقونة للتضحية والبطولة ودليل على سفالة الطائفية والإرهاب، نعم أنه يوم مشؤوم 3 / آب / 2014 الذكرى السابعة للإبادة والتضحيات الجسيمة للمكون الأيزيدي، لا يمر يوم إلا وسنذكر العالم بما حصل عندما هربت الفرق العسكرية واسلحتها الثقيلة والخفيفة وقادتها بملابس مدنية تاركين المناطق الغربية بدون حماية ولا سند إلا اللهم لقبضة الوحوش الضارية التي تتبجح بالدين الإسلامي وهو بريء منهم، وكانت حصة المكونات مثل الايزيديين والمسيحين وغيرهم الأكثر اجراما وخساسة اخلاقية وعندما نعود القهقري إلى ذلك التاريخ لا يسعنا إلا القول بأن الثمن الذي دفعته المكونات التي تركوها تحت سطوة الإرهاب ثم بعدها للميليشيات الطائفية التي راحت تنهي البقية الباقية، إن انصاف الضحايا أصبح كالأسطورة وهؤلاء الضحايا لا يقلون أهمية بالنسبة لأي ضحايا إذا لم يكن اكثر منهم لكن البعض من الضمائر الميتة التي لا تعي النكبة ولا آلاف الأبرياء الذين خطفوا أو قتلوا أو هربوا خوفاً من سكاكين السفاحين ومازالت آثار البعض من المخطوفين وبخاصة الفتيات والنساء والأطفال وحتى الرجال غير معروف وحسب المصادر فقد جرت المناشدات بالكشف عن مصير (2700) ايزيدي
إن الذكرى السابعة تجعلنا نعيد حساباتنا حول الحقوق المشروعة للمكونات القومية والدينية التي وقعت وما زالت تقع تحت طائلة الكراهية العنصرية بحجة اختلاف الأديان والقوميات، والعراق منذ فجر التاريخ يتمتع بهذه الفسيفساء الجميلة وعاشت فيه مختلف الأقوام والديانات ولم يكن هناك يوماً كراهية دينية أو قومية إلا بعد أن أصبح الاستغلال ديدن الطبقات المستغِلة فكانت العنصرية والشوفينية والفاشية هي السائدة في توجهات وأيديولوجيات العنف والكراهية للإنسان وبهذا كانت داعش الإرهاب وجميع النظريات المتطرفة التي تتبنى كراهية الانسان لمجرد الاختلاف القومي أو الديني او المذهبي أو العرقي الذي امتطى ظهر القتل والخطف والاستعباد للأيزديين الأبرياء المسالمين الذين لا ذنب اقترفوه إلا لأنهم يختلفون بمعتقداتهم وتفكيرهم عن المجرمين القتلة بالفكرة والدين فقام هذا العنف الظلامي الذي تبنى الدين واطلق عنان الفتاوى والمقولات الظلامية ليقوم بالاستيلاء على الممتلكات والمزارع والبساتين ويسوق الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ ويفتتح بهم سوق للنخاسة وسمحوا لأنفسهم المجرمة بقتل الرجال وسبي نسائهم ، لقد كانت الإبادة في اليوم الثالث من آب لعام 2014 والتي أقامها داعش الإرهاب وعدم مبالاة حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي ضد كل من الايزيديين والمسيحيين ومن أختلف معهم ومع أساليبهم الهمجية عبارة عن درس للجميع ودلالة على العدوانية والكراهية التي تسمح بالسبي وبيع النساء والأولاد كأنهم قطعان غنم وعندما أشار بيان صدر من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بمناسبة الذكرى السابعة للسبي واجتياح المناطق التي يسكنها الايزيديين وفي المقدمة سنجار حيث أشار البيان حول اختطاف الآلاف منهم، إن “ملف الايزيديين يعدّ من أولويات اهتمامات الحكومة، التي لم ولن تدخر جهداً في دعم الناجيات الأيزيديات وإنصافهن وإعداد برنامج حكومي لتأهيلهن، فضلاً عن الجهد الحكومي في إعادة النازحين إلى مناطقهم ” وأشار المكتب الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي ” مرت سبعة أعوام على احداث سنجار ولا يزال 2.800 من الايزيديين في عداد المفقودين والآلاف في مخيمات النزوح، وقد عمد التنظيم الارهابي إلى استرقاق أكثر من 6،500 من النساء والأطفال، وتسبب العنف في تشريد أكثر من 350 ألفا في مخيمات النزوح شمالي العراق. ولا يزال أكثر من 120،000 ممن عادوا إلى ديارهم يواجهون مصاعب تحول دون إعادة بناء حياتهم. كما تعيش غالبية الأفراد بدون خدمات حيوية منذ صيف عام 2014، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم” إننا نذكر رئيس الوزراء وحكومته إن سبع سنوات والاحوال لم تتغير ومازالت المأساة في أولها، ومازالت سنجار تعاني هذه المرة من الميليشيات والتنظيمات الحزبية التي يهمها مصلحتها ولا يهمها مصلحة هذا الشعب المظلوم حيث لم تجر توجهات جادة لمعرفة مصائر المخطوفين ولا إعادة الكثير من الممتلكات وتعويض المتضررين التي لحقت بهم جراء هذه الهجمة البربرية ولهذا ندعو بكل قوة وإصرار على انصاف ضحايا الايزيديين والعمل الحكومي الجاد لإعمار مناطقهم المخربة وبخاصة مدينة سنجار موطن الايزيديين المنكوبة حيث دعا محما خليل علي أغا قائممقام قضاء سنجار في هذه الذكرى «رغم تحرير هذه المدينة في تشرين الثاني نوفمبر عام 2015 إلا أن نسبة الدمار في مركز القضاء واطرافه تصل الى 85 بالمائة منها حيث أن فيها 8105 منزلا مهدما و525 بئرا مدمرا وقطع 240 الف شجرة مثمرة ونهب وسرقة 418 ألف رأس من الاغنام والابقار” إضافة للآلاف من الذين هُجروا أو فقدوا وقدروا ب ( 450) ألف نازح واكتشاف العديد من المقابر الجماعية ، سبع سنوات والانتظار قائم للمساعدة والدعم والتنفيذ ومع هذا فليس سنجار هي الوحيدة فهناك ناحية القحطانية وناحية القيروان وأشار مسؤول ايزيدي فضلاً عن تدمير ” “المزارات الايزيدية التي فجرها التنظيم تبلغ ( 68 ) مزارا و (3 ) كنائس للمسيحيين و ( 3 ) مزارات للمسلمين الشيعة فيما بلغ عدد المقابر الجماعية ( 81 ) مقبرة جماعية للمكون الايزيدي فضلا عن الارقام الاخرى من الدمار .. مشيرا إلى مجزرة قرية كوجو المنكوبة التي اباد تنظيم داعش الإرهابي جميع أهلها. إن مجازر داعش ثم المجازر التي ارتكبتها الميليشيات الطائفية لا يمكن السكوت عنها وعدم الإسراع للتخلص من نتائجها التدميرية التي ستصاحب هذه المكونات عشرات السنين كونها جرائم بالضد من الإنسانية ، الوقوف مع الايزيديين والمسيحيين واجب وطني يتحمله كل من له ضمير وطني وانساني. ولهذا ندعو الحكومة العراقية مثلما تم إنصاف أهل رفحاء في العهد الدكتاتوري انصاف الايزيديين والمسيحيين وجميع المتضررين من داعش الإرهاب وتساهل البعض من المسؤولين مع الاحتلال العار والسكوت عن الحق وكل ” ساكت عن الحق شيطان أخرس”