١
اليوم صباحا بعد مراجعتي للمرة الثالثة إلى المقر المحلي للمفوضية المستقلة (جدا جدا ) للانتخابات العراقية لغرض تجديد واستلام الكارت الخاص بالتصويت للعائلة، لكن للاسف مثل المرات السابقة دون جدوى حيث بلغني الموظف المختص على ال (لابتوب المعلومات – I.t) أنه لا يزال لم يرد أسماؤونا لغاية الان.
٢
في هذا الصباح وقبل خروجي من البيت ناديت على ولدي الذي اكمل عامه الثامنة عشر أيام أنتخابات برلمان العراق (٣٠ نيسان ٢٠١٤) علما أنه لم يشارك ووعد بعدم المشاركة في غيرها من أنتخابات في قادم من السنين طلبت من (الحضور لمراجعة مقر مفوضية الانتخابات) لتجديد وأستحداث البيانات الخاصة بالناخبين كي لا نفقد حق المشاركة والانتخاب.
كانت نظرات الاستغراب والسكوت المطبق دلالة واضحة على الاصرار والتأكيد على موقفه الرافض عن المشاركة في عملية الانتخابات كما في السابق.
٣
على أية حال … رجعت البيت قبل الظهر واضعا الهويات والمستمسكات على الطاولة دون أن اتفوه بكلمة ..
سمعت الولد الذي كان لا يزال جالسا في مكانه يلاعب بهاتفه يقول” لم تسألني عن سبب أمتناعي المجيء ..؟”.
جاوبته ” غير مهم .. أعتبر المسألة من خصوصياتك وتعلم جيدا أنا لا أتدخل في خصوصيات أحد ..”
قال ” منذ مدة سمعت من صاحبي المقرب أيام الطفولة وزميلي في مراحل الدراسة الابتدائية والثانوية وهو نجل مسؤول المفوضية في البلدة أن هناك خلافا حادة ومقاطعة تامة بينك وبين والده بسبب انتمائكما الحزبي المتشدد كل لحزبه ..”
وأستمر وهو جاد فيما يقول ” بصراحة أنا لا أشارك في أنتخابات تكون نتيجتها زعل ومقاطعة بيني وبين أي زميل وصديق خاصة من أبناء بلدتي وجلدتي .. نحن أصدقاء منذ الطفولة.. لا أتمنى خسارة صداقته من أجل أناس أصحاب مصالح لا أعرفهم ولا يهمني أمرهم مثلما لا يهمهم أمري وأمر صديقي .. ”
حاولت شرح حقيقة الموقف الذي حدث بيننا وكيف تصرف الرجل وأخطأ بحقي (مسؤول مفوضية في البلدة) لكن تراجعت عن محاولتي حتى لا أزيد الطين بلة .. كانت علامات الدهشة والاحراج ظاهرة في وجهي لدرجة كان صعبا أدافع عن نفسي ..
٤
لا أنكر كانت المسألة بالنسبة لي صدمة وأمر لا أزال لا أصدقه، أشعر بسعادة غامرة مما أراه واقعا رغم تألمي من الداخل كوني لم أتمكن من أبلاغ رسالتي التي ربما تكون مرفوضة جملة وتفصيلا من قبل أولادي اولا قبل الحشود من الجيل الجديد، سعادة لا تقدر بثمن ان أرى العديد من الشباب الايزيدي الواعي بعيد كل البعد من أن يكون طرفا في الصراع أو بوقا لأناس لا يهمهم غير مصالحهم وبأية طريقة وأسلوب حتى وان كان غير شريف، لقد كان درسا بليغا في الوطنية والانتماء الى الايزيدياتي بأبهى صورة وبعيدا عن الزيف، موقفا واقعيا مشرفا لتوحيد الجهود والطاقات وأكمال الاخر، حيث نحن من الجيل السابق – وربما الذي قبله أيضا – كنا ولا نزال لا نملك هذه الروح الرياضية في التسامح وأحترام الرأي المخالف ونفتقد أيضا الرؤية الصحيحية وتحليل الامور بواقعية وذلك لكوننا مصابين بداء التعصب الاعمى المزمن لاحزاب التي ننتمي اليها والخاضعين بالكامل لزعمائنا التقليدين دون أن يكون لنا وجهة نظر خاصة بنا، عشنا ولا نزال في صراع دائم مع خصومنا السياسيين ورافضين الاخر وان كان من أبناء جلدتنا وأقرب الناس الينا ناسين أيزيدتنا التي تجمعنا ونذرف لها دموع التماسيح ..
مرحى للجيل الايزيدي الجديد الرافض لتقديس الرؤوساء والزعماء أيا كانوا، الجيل الغير مهتم بالشعارات البراقة والمزيفة للاحزاب بكافة توجهاتها وأيدلوجياتها من الشيوعية والديمقراطية المتمثلة باليسار الإشتراكي المتحضر الى أقصى أليمين المحافظ المتقدم ..
٥
أما موضوع الخلاف والمقاطعة بيني وبين أبن بلدتي وجلدتي فقد كان بسبب المرشح في قائمة حزبنا حيث كان يعمل علانية تزويرا لصالح مرشح أخر في قائمة حزبه عند دخول النسوة والرجال قاعة الاقتراع والانتخاب حيث كان يضع علامة ال (صح) عند مرشح معين أيا كان أختيار الناخبين (الاميين – الذين يجهلون القراءة والكتابة) ناسيا كونه مسؤولا محليا لمفوضية أنتخابات مستقلة غير مباليا بأحد كونه كادر حزبي متقدم قبل أن يكون سؤولا محليا لمفوضية أنتخابات مستقلة ..
والمفارقة ان نفس مرشحنا (الغير أيزيدي) في دورة أنتخابات برلمان العراق عام (٢٠١٤) والذي كان سبب خلافي وزعلي ومقاطعتي لأبن بلدتي وجلدتي كان قد أصبح وبقدرة قادر مرشحا عند حزبه (مسؤول مفوضيتنا) في أنتخابات برلمان أقليم كوردستان العراق (٢٠١٨) …
لا استبعد من أمر سرية علاقته ووجوده معنا لسنوات في الحزب وهو في الحقيقة عميل وخائن (عنصر خط مائل) وأنا لا اعلم ..