الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024
Homeمقالات  من يطفى حرائق العراق ؟: ماهر ضياء محيي الدين

  من يطفى حرائق العراق ؟: ماهر ضياء محيي الدين

 

 

يعيش اهل دجلة والفرات في وضع لا يحسد عليه في مختلف الجوانب والنواحي ، و القادم سيكون الاسواء في ظل الكثير من المعطيات المتاحة  على ارض الواقع، وابواب التغيير او الاصلاح مغلقة الى اشعار اخر في ظل الاوضاع العامة القائمة .

من يطفى حرائق العراق او اندلعت ؟

تشهد تركيا هذه الايام حراىق كبيرة ضربت البلد، وخلفت الكثير من الاضرار البشرية والمادية ، ومازالت مستمرة ليومنا هذا ولم تسطيع الحكومة التركية رغم امكانياتها وقوتها والدعم الدولي لها  السيطرة عليها ( بيت القصيد ) .

كما تقدم في مقدمة كلامنا  بلد يعيش الازمات والمصائب والكوارث الواحدة تلو الاخرى ، وهو امر تعيشه كل بلدان العالم ، وشهدنه الكثير منها في دول تعرضت لازمات مدمرة في جوانب سياسية او اقتصادية ، لكنها استطاعت السيطرة عليها ، بل وضعت حلول واقعية لها  لأنهاء ازماتها بشكل  يجب ملفة للنظر ، والدلائل كثيرة على هذا الامر .

لو اردنا الوقوف على وضع البلد بصورة عامة ، ونحدد التحديات التي تواجه ، فيكون الملف الامني في الصدارة ، حيث مازالت التحديات والمخاطر الامنية قائمة ، على الرغم من وجود قوات امنية متعددة التشكيلات والصنوف ،  وتحقيق الانتصار عليها في معارك التحرير ، وقتل واسر الالاف منهم ،الا ان الجماعات المسلحة مازالت نشطة وتضرب وتهدد هنا وهناك ، علاوة على ذلك التهديد القائم من الخارج ، ووجود المئات الالاف من المقاتلين ( القنبلة الموقوتة ) لو انفجرت تحرق الاخضر واليابس ، وبلادنا في مقدمة الدول المستهدفة لأسباب معروفه من الجميع .

ولعل وجود السلاح المنفلت ، وجماعات مدجج بالسلاح خارج نطاق سيطرة دولتنا المتهالكة لا يقل خطورة لو اختلفت مصالح من في الداخل والخارج ، بل هي الورقة التى تحاول عدة جهات دفع الامور الى التصعيد والمواجهة ، ليكون حال العراق ساحة اقتتال داخلي بين المكون الواحد او بين المكونات الاخرى ، لتحقق من ورائها  مصالحها التى تسعى اليها منذ سنوات عدة .

العراق يعيش في اصعب الظروف وهو محاط بين دائرة صراع محتدمة بين الكبار او نستطيع نسميه  حلف الشرق والغرب ، وهم يتحاربون فيما بينهم بكل الطرق والوسائل المشروعة منها وغير المشروعة من اجل الوصول الى اهدافهم ، وتحقيق مشاريعهم ومخططاتهم ، والمواجهة المباشرة قد تكون مؤجلة في وقتنا الحاضر لحسابات شتى , لكن لو وصلت الامور الى ذلك ، سيكون العراق الخاسر الاول من ذلك ، ونحن لا نملك القدرة لمواجهة ذلك الطوفان الرهيب .

الملف الاقتصادي ثاني التحديات التي تواجه شعب دجلة والفرات ، على الرغم من خيرات وثروات البلد الهائلة ، الا انه يعيش في صورة يصعب وصفها من حيت الحرمان والنقص في ملف الخدمات الكهرباء والماء مثلا وغيرهن ، وحتى رغيف الخبز وبيض المائدة  زادت اسعارهن ، ولا نعلم اين ستصل بنا الامور في ظل حكم الاحزاب المتصارعة على الكراسي والغنائم ، وهي احد الاسباب الرئيسة في وصلوا البلد واهله الى هذا المستوى .

الحديث يطول ويطول  في تحديات عدة تواجه شعب الحضارات والثقافات , لكن الحديث  سيكون مؤلم في الجانب الاجتماعي ، ونحن نرى عادات وثقافات ما انزل الله من سلطان تنتشر في مجتمعنا الاسلامي اولا والعشائري ثانية ، مع انتشار المخدرات والدعارة حيث اصبح ممارستها مسالة عادية بحجج واهية وكاذبة ، ويوم بعد يوم نرى الغرائب والعجائب في بلد الانبياء والرسل والكتب السماوية .

خلاصة الحديث لو استمر الوضع بهذا الشكل ، فسنشهد حرائق لم يشهدها العراق في تاريخه منذ تأسيس الدولة العراقية ، ويصبح حالنا نحو المجهول المخيف ، الا اذا قام بشعب بثورة كبرى  تعيد تغيير مسار البلد نحو الطريق الصحيح .

ماهر ضياء محيي الدين

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular