{قال احدهم امي اجمل ما خلق الله, وامي اجمل ما خلق الله, قال الثاني, وابنتي اجمل ما خلق الله, قال الثالث, ولماذا ابنتك, سألوه؟؟, عندما تكبر, ستصبح ــ أماً ــ اجاب, كم قبيحاً هذا الذي يغتال الأمهات اذن؟؟؟, تساءلوا, انه اقبح ما خلق الله, ويكون الأقبح عندما يمتلك السلطة والمال, ويتاجر بأسم الله}.
1 ـــ آخر الضحايا اربعة شابات,بعضهن امهات وبعضهن على وشك, كن جميلات متميزات وناشطات في الحراك المدني وحقوق المرأة والأعلام, وللجمال قيم وطنية انسانية, قبلهن اغتال القبح, عدد مفجع من العلماء والأدباء والفنانيين, ولتلك النخب المثقفة جمالية اجتماعية واخلاقية وتنويرية, سبق المجزرة اجتثاث غبي لمكونات عراقية عريقة, فقد معها العراق الكثير من جماليته, هذا القبح الأرعن ليس عراقي المنشأ, لو كان لصرخت بين شرايينه دما الولاء, كل تلك الضحايا الجميلة, ظلت مجهولة, وسجلت الجرائم على مجهولين, حتى يمحيها النسيان من الذاكرة الوطنية, هذا المجهول كيانات عمياء قبيحة مفترسة, انتشرت وباء غريب في بيوتات وشوارع وساحات المحافظات العراقية, اغلبها مهرب كما هي المخدرات.
2 ـــ قد يكون القبيح القاتل حزباً اسلامياً, او فصيلاً مجاهداً, او سرايا مليشياتية, تشترك في ادارة السلطات وافساد المؤسسات, اضافة لمستوطناتها ومعسكراتها وانتشارها المخيف, تتخذ من بعض الوزارات ورئاسة الأمن الوطني, ومقرات الأجهزة الأمنية, مكاتب لأدارة اركان صولاتها, وتسعى لتجنيد وزارة الثقافة والسياحة والأثار, لتصبح جزءً من منظومة القبح المسلح, لم تتشكل تلك الكيانات الغريبة لمصلحة وطنية, بل تسللت مع فوضى الاحتلال عام 2003, عتمة لولاية الفقيه, خرجت من كهوف الأموات, في زمن لا يستحق الحياة فيه سوى الأحياء, المذاهب والشرائع النافقة, مسحت عن وجه العراق جمالية مكوناته وعراقتها, حتى اسم الله, الذي تتنهد به قلوب العراقيين, جعلت منه ندبة في الواقع الأليم, القبيح المتنافق, لا يخجل من خطبة او موعظة توصي بالمعروف وتنهي عن المنكر, العراقيون اكثر صدقاً ودراية بحقيقته, وكم سرق وكذب واحتال واغتال, سواء ان كان في جنوب ووسط العراق, ام في غربه وشماله.
3 ـــ تتمرد القلوب كي لا تنسى وجوه الأمهات الضحايا, يبهجها الجمال, وتجرحها قباحة الأشياء التي تزفرها توابيت التقاليد الميتة, ارواحنا مبخرة بعطر الأمهات, كي نمسح عن وجه العراق عاهات الأقلمة واوحال التقسيم وعفن التوافقات, لا لن نرحل بعيداً عن ذاتنا ولن نرتدي حداد الوطن, عواصف سوداء مرت وامطرتنا جراد الشعوذات, واخرى ستصطدم بصخرة العراق وتتمزق, ليتسع لنا الأمن وتغمرنا الحرية وفرص اعادة نسيج وحدتنا, ستشرق في الذاكرة العراقية, وجوه تاره فارس وسعاد العلي ورفيف الياسري ورشا الحسن, ومن سبقهن او سيلحق بهن, ويستعيد طيف المكونات جمالية الأشياء وعراقتها, القبح الشامل يمشي فينا على قدمي الأختراقات الامريكية الايرانية, وحكومة بلا مضمون, تباً لهم زناة ولها زانية, ولنا الف (تباً), نأتمنهم على ارضنا وعرضنا ورغيف خبز عيالنا.
4 ـــ بين قبيح واقبح, يختنق الجمال في ذاته, امريكا لها قبيح دواعشها, ولأيران قبيح دواعشها, بين قبيح وآخر تلوثت جمالية الوطن بهجين الأقبح, الفساد والأرهاب والتهريب ورذائل والأبتزاز والأغتيال والأحتيال, العلف الأخير لأختطاف ارواح الأمهات, القبح المليشياتي, ابشع نكبة عرفها تاريخ البشاعات, استنزفت العراق تاريخه الجميل, وقطعت شرايين حضاراته, واورثته عقم البداوة والأنغلاق القبلي, وجاهلية سبي الأرض والعرض, وحرق التراث والقيم, فيهتف النفس العراقي الأخير انتفاضة, اخرجوا من ارضنا ودمائنا وملح دموعنا, وخذوا دواعشكم وقاتلوا بعضكم هناك, فأرض امريكا وايران تتسع لكم, نحن شعب نريد السلام والأمان وحسن الوئآم, دعونا نبحث عن هويتنا في حقائق الأشياء, خذوا معكم عفش الفتنة, وانصرفوا ايها الأنتم.