هناك نوع من الاتفاق وتطابق في الآراء ووجهات النظر الدولية والاقليمية المطروحة بخصوص إن الجمهورية الاسلامية الايرانية، هو نظام مثير للمشاکل والازمات وإنه يتحرك في أغلب الاحيان خارج المساحات المحددة له، ومع إن هذا النظام قد إستفاد کثيرا من التغطية الدولية على الکثير من تجاوزاته وإنتهاکاته وأعماله المشبوهة ولاسيما في عقد التسعينيات من الالفية الماضية بسبب من إستغلاله لإمکانياته الاقتصادية والمالية، لکن الذي کان يثير قلق وتوجس طهران على الدوام، هو النشاطات والتحرکات السياسية المتواصلة لزعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي ضدها وإستمرارها في الترکيز على التجاوزات والانتهاکات والاعمال المشبوهة بحيث نجحت في نهاية المطاف في جعل تلك النشاطات المشبوهة بمثابة حقائق مکشوفة للعيان وبحاجة لإعادة البحث فيها ذلك إنها ليست قضايا قد سجلت ضد مجهول وإنما هناك نظام متورط بها!
الجوانب السرية في البرنامج النووي الايراني والذي أزاحت رجوي الستار عنه في بداية عام 2002، والذي کان بمثابة رسالة يبدو إنها قد لقيت نوعا من الصدى وإن کان بطيئا لدى دوائر القرار الدولي لکنه کان بمثابة الباب الذي تم فتحه وليس من السهل غلقه خصوصا وإننا نرى إن آثاره وتداعياته لازالت مستمرة، أما التدخلات الايرانية في العراق، فيکفي الملفات السرية التي حصلت عليها المعارضة الايرانية من داخل النظام بخصوص الارتباط والعلاقة القائمة بين الحرس الثوري الايراني وأحزاب وقوى وميليشيات في بلدان المنطقة عموما والعراق خصوصا، وهذا الامر قد تطور الان وصار مطلبا إقليميا ـ دوليا ضد طهران حيث يطالبها بالکف عن التدخلات من جهة وحل ليس ذلك الارتباط فقط وانما الميليشيات نفسها کما جاء في البيان الاخير للخارجية الامريکية.
التحذير من دور والنشاطات المريبة للحرس الثوري الايراني في المنطقة والعالم والدعوة لإدراجه ضمن قوائم المنظمات الارهابية، مسألة أخرى أثارتها ورکزت عليها مريم رجوي بقوة ولاريب بأن هذا الجهاز قد أصبح تحت المجهر الدولي والاقليمي منذ عام 2017 بصورة خاصة ولاريب بأن العقوبات الامريکية والاوربية والعربية المتواصلة منذ عدة شهور قد أربکت نشاطات وتحرکات الحرس الثوري وصعبت وعقدت من فعالياته وتنفيذه لمخططاته.
ملف حقوق الانسان الذي کان دائما ضمن أولويات زعيمة المعارضة الايرانية، حيث طالبت على الدوام بإحالة هذا الملف الى مجلس الامن الدولي ولاحقا دعت الى إشتراط العلاقات السياسية والاقتصادية مع طهران بإيقاف إنتهاکات حقوق الانسان، وهو أمر قد تم تجسيده مٶخرا ضمن المطالب الامريکية المعلنة للجلوس مع طهران على طاولة التفاوض.
مٶخرا، دعت رجوي الاتحاد الاوربي الى وضع وزارة المخابرات الإيرانية على قائمته للإرهاب وطالبته بالحزم في “مواجهة الإرهاب المنفلت باسم الدين لنظام طهران”، کما جاء تغريدة لها تعقيبا على كشف الدنمارك أمس عن مخطط إرهابي إيراني يستهدفها، وهذه الدعوة ستجد حتما آذانا صاغية لها لأنها تأتي بعد تلك العملية الارهابية الفاشلة التي سعت المخابرات الايرانية لتنفيذها ضد التجمع السنوي للمعارضة الايرانية في باريس في 30 من يونيو/حزيران الماضي، کما إن لها جذورا قوية تعود للعقود الاربعة الماضية عموما وللعقد التاسع من الالفية الماضية الذي حفل بنشاطات إرهابية لطهران في النمسا وألمانيا وسويسرا وإيطالياوغيرها، وفي کل الاحوال فإن هذا النظام لايمکن أن يرتاح له بال طالما کانت هذه المرأة تطارده!