منذ بدء عهد الرئيس بايدن الذي کان يعول عليه النظام الايراني کثيرا أثناء الانتخابات الامريکية وکان يتصور بأن عهدا مثلک عهد الرئيس الاسبق أوباما سوف يتکرر، لکن الذي حدث وجرى إن حالة الاختناق والاضطراب غير العادية التي يواجهها هذا النظام، خصوصا وإن حصيلة سياساته المشبوهة وغير الحکيمة التي إتبعا داخليا وإقليميا و دوليا وکان يتصور بأن مجئ بايدن سيخفف من وطئتها عليه، غير إن شيئا من ذلك لم يحدث وإنما قد تراکمت عليه بحيث تکاد أن تطبق على أنفاسه، والذي يضيق الخناق أکثر فأکثر على هذا النظام ويضاعف من ثقل مشاکله وأزماته، هو الاحداث والتطورات والمستجدات السياسية المتباينة على مختلف الاصعدة والتي تسير کلها بإتجاهات ليست في صالحه.
النظام الايراني الذي دأب دائما على رکوب الموجات السياسية المختلفة وإستغلال الفرص وإستخدام اسلوبه الانتهازي من أجل تحقيق أهدافه، نجده اليوم يکاد أن يقف عاجزا بعد أن بدأت مختلف الابواب والمنافذ والثغرات التي کان ينفذ من خلالها تغلق بوجهه الواحدة تلو الاخرى ويجد نفسه في وضع وموقف لايمکن إطلاقا أن يحسد عليه، خصوصا وإن مفاوضات فيينا التي کان يتصور بأنه سوف يحسمها لصالحه قد إنقلبت عليه وبالا وصارت تشکل ثقلا عليه وليس عاملا مساعدا للتخفيف من أزماته ومشاکله المستعصية.
حالة القلق والتوجس في الاوساط السياسية الحاکمة في طهران إنقلبت الى حالة رعب وهلع على أثر تصاعد النشاط السياسي للزعيمة الايرانية البارزة مريم رجوي وتمکنها من لفت أنظار مختلف المحافل الدولية والاوساط السياسية في العالم الى الدور المشبوه للنظام الايراني وضرورة التصدي له خصوصا وإنها قدمت وتقدم المبررات والمسوغات الواقعية والمنطقية التي تستدعي ذلك والتي صار العالم يأخذ بها ويمنحها أهمية خاصة ولاسيما وإن الاحداث والتطورات المختلفة خلال الاعوام السابقة قد أکدت وأثبتت مصداقية وحقانية مواقف وآراء وتوجهات السيدة رجوي، وإن التجمع السنوي لهذه السنة قد کان تأکيدا کبيرا على مدى الاهتمام الدولي بهذا الصدد، وهذا مايدفع لإيجاد حالة من الذعر في طهران، فهذا النظام لايخاف أو يرتعب من أي طرف أو جهة کما هو الحال مع السيدة رجوي ومنظمة مجاهدي خلق.
دائرة لعب النظام صارت تزداد ضيقا يوما بعد يوم والضغوط تزداد عليه من کل جانب حتى يبدو إن کاهله الواهن لم يعد يتحمل ثقل هذه الازمات مما جعله”أي النظام” يترنح ترنيحة ماقبل السقوط، والذي يلفت الانظار أکثر أن النشاطات والتحرکات الاحتجاجية في داخل إيران تزداد و تتسع هي الاخرى وتکاد أن تشمل معظم الطبقات والشرائح والاطياف المتباينة للشعب الايراني المتضررة من سياسات النظام مما يٶکد بأن کل المٶشرات تدل على الامور تسير بإتجاه حسم أمر هذا النظام والاهم من ذلك إن النظام لم يعد بمقدوره أن يحول دون ذلك!