اكد رئيس الجمهورية ان” الانتصار الذي حققه شعبنا على الارهاب في معركة بطولية خالدة، لن يكون مكتملا الا بقطع الطريق على اي عودة للعصابات الارهابية” , مشيرا سيادتة الى ان هذا” يتحقق عبر التمسك بقيم المواطنة والعدل والأخاء والحرص المتبادل، وتعزيز قيم الديمقراطية والتمسك الثابت بمبادئ الدستور، وبضرورة بناء دولة المؤسسات، والمساواة والحقوق باعتبارها جميعا الأساس الصلد لتحقيق طموح شعبنا بدولةِ حديثة مستقرة ومزدهرة ومتقدمة، تكون للجميع دون استثناء”.
جاء ذلك في خطاب سيادة رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم صباح اليوم الخميس 2-8-2018 في بغداد بالمؤتمر الخاص بالذكرى السنوية الرابعة للابادة الايزيدية , اكد فيه اهمية “مواصلة العمل الوطني والدولي الجاد والمضاعف لتحرير كافة الأسرى والسبايا من المواطنين الايزيديين فضلا عن التخفيف من معاناة النازحين والاسراع باعادة اعمار مناطقهم وتعويضهم او تعويض عوائلهم عن الخسائر المادية والمعنوية الجسيمة التي تسببت بها نكبتهم”.
وفي ما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية في المؤتمر:
“السيدات والسادة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم وأحيّي جهودكم المضنية، وحرصكم المثابر والنبيل من أجل الكشف، ومواصلة الكشف، عن هول النكبة والمعاناة التي تعرض لها المواطنون الايزيديون اثر احتلال تنظيم داعش الارهابي لمدينتهم الصامدة سنجار ومناطق أخرى في مثل هذه الايام قبل سنوات أربع، في جريمة من ابشع الجرائم التي عرفها تاريخ الانسانية.
فالفظائع التي ارتكبها داعش ضد الايزيديات، والايزيديون هم أشقاؤنا وابناء شعبنا، هي جرائم ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية بلا ريب، تؤكدها المعاناة الهائلة التي طالتهم، والتي كانت واحدة من الدلائل الأبرز، على الطابع الاجرامي لارهابيي داعش، وعلى معاداتهم لجميع الأعراف والقيم السماوية ، وانحرافهم نحو السلوك اللاخلاقي والطبيعة اللانسانية التي لا مثيلَ لها حتى في شريعة الغاب. وهي طبيعة تأكدت عبر الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش الارهابي في سنجار وسبايكر ومناطق اخرى.
وفي استذكار هذه الجريمة التي هزّتْ ضميرَ العالم، وفضحت همجية وبشاعة الداعشيين احفاد وبقايا مرتكبي جريمة قصف “حلبجة” بالسلاح الكيمياوي قبل ثلاثة عقود.. لا بد من وقفةِ اجلالٍ لأرواحِ شهداء شعبنا من المدنيين والعسكريين الذين سقطوا من اجل تحرير سنجار والبلدات الايزيدية الاخرى وكل محافظة نينوى من رجس العصابات الارهابية، كما لا بد ايضا من وقفة إكبارٍ وتقدير للمعاناة الكبيرة التي عاشها المواطنون الايزيديون نتيجة احتلال منازلهم وتدمير حياتهم، وهي معاناة قاسية وكبيرة بين الفصول الكثيرة للمعاناة الهائلة التي مر بها عراقيون من مختلف المكونات في مختلف المدن التي ابتليت بوحشية داعش.
ان هذه الذكرى السنوية الرابعة للابادة الايزيدية تمر في ظرف جديد بفضل نجاح شعبنا العراقي الابي بالحاق هزيمة كبرى بمجرمي داعش، فيما تتقدم جهود التقصي عن مصير آلاف المفقودين الايزيديين منذ صيف 2014. الا ان هول النكبة الايزيدية على يد عصابات داعش يستوجب مواصلة العمل الوطني والدولي الجاد والمضاعف لتحرير كافة الأسرى والسبايا من المواطنين الايزيديين فضلا عن التخفيف من معاناة النازحين والاسراع باعادة اعمار مناطقهم وتعويضهم او تعويض عوائلهم عن الخسائر المادية والمعنوية الجسيمة التي تسببت بها نكبتهم تلك. كما تتطلب مواصلة الجهود لكشف وادانة ومعاقبة كل من مجرمي داعش دون استثناء كي لا يفلت أي منهم من العدالة.
ومن هنا كان ترحيبنا بتصويت مجلس الأمن الدولي نهاية العام الماضي، على اعتماد القرار رقم 2379 القاضي بمحاسبة عصابات داعش عن الجرائم التي ارتكبتها في العراق وخاصة تلك التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، ودعمنا الثابت ومتابعتنا المتواصلة لتنفيذ قراره بإنشاء فريق تحقيق متخصص لجمع وحفظ وتخزين الأدلة عن جرائم داعش ضد الإنسانية وغيرها من الفظائع التي ارتكبت ضد الايزيديين.
واغتنم هذه الفرصة لأحيي شجاعة وصبر المرأة الايزيدية التي ابتليت على أيدي مجرمي داعش والتي قاومت وعززت المعنويات في الحرب البطولية ضد وحوش الارهاب، كما احيي تضامن شعبنا بمختلف مكوناته مع معاناة أخوتهم الإيزيديين وايضا المسيحيين وعزمه على تعميق التفاهم والوحدة الوطنية ضد الارهاب والتطرف والعنف ونعرات الكراهية والتكفير، واثقين من ان هذه المحنة التي تسببت بها العقلية الاجرامية لداعش، عززت التلاحم الوطني بين كافة العراقيين.
بيد انها أكدت بشكل خاص على أن الانتصار الذي حققه شعبنا على الارهاب في معركة بطولية خالدة، لن يكون مكتملا الا بقطع الطريق على اي عودة للعصابات الارهابية عبر التمسك بقيم المواطنة والعدل والأخاء والحرص المتبادل، وتعزيز قيم الديمقراطية والتمسك الثابت بمبادي الدستور وبضرورة بناء دولة المؤسسات، والمساواة والحقوق باعتبارها جميعا الأساس الصلد لتحقيق طموح شعبنا بدولةِ حديثة مستقرة ومزدهرة ومتقدمة، تكون للجميع دون استثناء.
الرحمة لكل شهداء الحرية والحرب على الارهاب.
والأمن والسلام والعودة الحرة الكريمة لجميع الأسيرات والأسرى و النازحين والمهجّرين.
وليحفظ الله العراق والعراقيين على الخير والتضامن والإخاء والسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته