.
أثارت خطبة لقائد فصيل “أنصار المرجعية” المرتبط بحوزة النجف، وجه فيها، السبت، انتقادات لاذعة لمن “يتلقون الأوامر من وراء الحدود” و”يرتبطون بأجندات خارجية”، الكثير من الجدل في الأوساط العراقية، خاصة بعد رد غاضب من قائد ميليشيا عصائب أهل الحق، قيس الخزعلي.
وقائد “أنصار المرجعية”، حميد الياسري، رجل دين عراقي تلقى تعليمه في النجف، ويعتقد بأنه مقرب من المرجع الشيعي العراقي الأبرز، علي السيستاني، وربما كان هذا السبب وراء الاهتمام الواسع بالانتقاد غير المسبوق الذي وجهه خلال إحدى خطب “عاشوراء” الشهر الديني، الأكثر حساسية عند المسلمين الشيعة.
وقال الياسري، خلال الخطبة التي ألقاها في مدينة الرميثة الجنوبية العراقية إن “بائعي الولاءات والمتخاذلين لصالح أسيادهم خلف الحدود” هم “خونة” لأنهم “يوالون غير الوطن”.
وأضاف “نحن نرفض هذه الانتماءات ونرفض هذه الولاءات ونرفض ونعلن بأعلى أصواتنا (..) إن من يوالي غير هذا الوطن فهو خائن ومحروم من حب هذا الوطن”.
وأشار الياسري إلى عمليات الاغتيال التي ازدادت مؤخرا في البلاد بالقول “أعلم أن هذا الكلام يجرح وأعلم أن هذه الكلمات صرخات ورصاصات سوف تضرب صدور المتخاذلين والخائنين (..) وسوف تعود في يوم من الأيام وتضرب قلبي وقلبك (..) وسوف يفتي المفتي خارج الحدود بقتلي وقتلك بتهمة أننا نزعزع الولاء ونهدد هذه الولاءات الورقية الزائفة الزائلة في يوم من الأيام”.
وأكد “ذلك سيحدث كما قالوا (..) إن هذا الفقير الذي خرج للشارع للمطالبة بحقوقه عميل، وكذلك صاحب البسطية الفقير الذي حمل العلم العراقي”.
وفور بث الخطبة، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي العراقية مقاطع منها، مما أثار الكثير من الجدل.
ورغم أن الخطيب لم يشر صراحة إلى الفصائل التي تتهم بالارتباط بإيران، وهاجم “من يتلقون الإرشاد من الخارج” بشكل عام، إلا أنه تعرض لحملة إعلامية من قبل المواقع المرتبطة بهذه الفصائل.
كما هاجم زعيم ميليشيا العصائب، الخطيب في تغريدة ووصفه بـ”القومي الذي يريد الاستتار بالوطنية”، مضيفا “من العجب أنّ تصدر أمثال هذه التفاهات من شخص معمم وعلى منبر الإمام الحسين، وفي مدينة مثل الرميثة المعروف أهلها بالوعي والثقافة”.
ويقود الياسري فصيل “أنصار المرجعية” الذي يتكون من عدة آلاف من المقاتلين، وينتشر في عدد من محافظات العراق الشمالية، ومنها الموصل، التي ينتشر فيها مسلحو العصائب كذلك.