أعاد تقرير استقصائي قضية اللاجئة الإيزيدية، التي قالت أنها التقت في ألمانيا برجل “داعش” الذي احتجزها، إلى دائرة الضوء. ووفقاً للتقرير فإن هناك تناقضات في قصة الفتاة وأن والدها أراد الضغط على السلطات الألمانية.
ذكر تحقيق استقصائي لهيئة الإذاعة والتلفزيون في جنوب غرب ألمانيا SWRأن هناك شك في أن والد اللاجئة الإيزيدية أشواق قد حاول ابتزاز حكومة ولاية بادن-فورتمبورغ. وقد هدد الوالد، حسب تقرير الوسيلة الإعلامية العمومية، بشن حملة إعلامية في محاولة منه لإجبار الحكومة على جلب 20 فرداً من عائلته. وقد كان هدف الحملة الإعلامية تصوير ألمانيا على أنها مكان غير آمن للاجئين. ولم تؤكد الجهات الرسمية الاتهامات السابقة بحق الوالد، إلا أنها أقرت بأنها أجرت محادثات مع والد أشواق.
وبحسب تقديرات إيريك بيريس، من قسم التحقيق الاستقصائي في (SWR)، فإن والد أشواق كان له دور كبير في هذه الحملة الإعلامية، ويرجع بيريس تقديراته إلى تدخل والدها المفاجئ أثناء محادثة هاتفية، كان يجريها مع أشواق منذ مدة قصيرة.
شكوك حول لقائها بـ”رجل داعش”!
حتى الآن ما زالت هناك شكوك حول ما إذا كانت، الشابة الإيزيدية (19 عاماً) قد التقت فعلا برجل “داعش” الذي احتجزها وأساء إليها في العراق. الأمر الذي دفعها إلى مغادرة ألمانيا والعودة إلى العراق، لأنها لم تعد تشعر بالأمان في ألمانيا، حسب قولها.
وكانت مقابلة مصورة مع الفتاة في شمال العراق، بثت على موقع “باس نيوز” الصيف الماضي، قد أثارت ضجة دولية كبيرة. وخلال المقابلة تحدثت الفتاة عن لقائها برجل “داعش” الذي احتجزها.
وبحسب تصريحات أشواق، قام تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) باختطافها عام 2014 وبيعها في سوق الرقيق لأحد أعضاء التنظيم، والذي قام بضربها والاعتداء عليها لشهور قبل أن تتمكن من الفرار منه والسفر إلى ألمانيا.
وكان عالم نفس ألماني من أصول إيزيدية، جان إيلهان كيزيلهان، قد قال في شهر آب/أغسطس الماضي إن أشواق قد تكون قد تعرفت حقاً على خاطفها، غير أنه استدرك قائلاً: “ولكن هناك احتمالاً ثانياً أيضاً من منظور نفسي: ألا وأنها تعتقد أنها رأت هذا الشخص على الرغم من أن ذلك لم يحدث”. وشدد على ضرورة تقفي أثر كلا الاحتمالين.
وأشار عالم النفس الألماني إلى أنه عندما كان بصحبة أول مجموعة من هؤلاء النساء الإيزيديات اللائي جئن إلى ألمانيا في عام 2015 عبر إسطنبول، كان هناك رحلة حج إلى مكة حينها، وكان هناك كثير من المسلمين بملابسهم التقليدية في المطار، وقال: “هناك نساء سقطن مغشياً عليهن عندما رأين هؤلاء الأشخاص”، وأضح أن هؤلاء النساء ربطن بين الرجال الملتحين الذين يبدون بالزي الإسلامي وبين العنف الذي عانين منه على يد (داعش).
ادعاءات مرفوضة
وفي السياق ذاته أعلنت السلطات في ولاية بادن-فورتمبورغ في بيان رسمي أن أشواق، عادت بمحض إرادتها إلى ألمانيا نهاية أيلول/سبتمبر، مردفة أنها تخضع الآن للعلاج الطبي والنفسي. ووفقاً لمعلومات حصل عليها قسم التحقيق الاستقصائي لـ(SWR)، فإن مكتب التحقيق الجنائي في ولاية بادن-فورتمبورغ، يجري تحقيقا مع الفتاة بعد عودتها، دون الإعلان عن مكان إقامتها.
وفي المقابلة المصورة التي بثها موقع “باس نيوز”، انتقدت الفتاة الإيزيدية تقاعس السلطات الألمانية عن القيام بالتحقيقات اللازمة. لكن مكتب الادعاء الاتحادي رفض بدوره هذه الانتقادات مشيراً إلى أن صورة مقاتل “داعش” التي تم تقديمها كانت وهمية، فضلاً عن عدم إمكانية متابعة استجواب الفتاة بسبب سفرها إلى العراق آنذاك.