.
سعي الولايات المتحدة في تنفيذ مخططاتها أو مشاريعها التوسعية في المنطقة جعلها تتخذ عدة طرق ووسائل شيطانية منذ سنوات طويلة للوصول إلى مخططها المرسوم ( خارطة الطريق ) للمنطقة الشرق الأوسط الجديد حسب الروية أو المخطط الأمريكي – اليهودي ، لكن اغلب مخططاتها فشلت أو لم تحقق له أهدافها أو غايتها ، بسبب وقفوا دول مثل روسيا وإيران بطريقها بالمرصاد مما صعب مهمتها للبلوغ نهاية المطاف
لماذا تسعى أمريكا إلى تشكيل الناتو العربي ؟ أو الأسباب والدافع التي دفعت أمريكا إلى لهذا الخطوة الإستراتيجية .
أمريكا لم تعد كسابق عهدها سيدة العالم الأولى بدون منافس أو منازع له على زعامة العالم ، وهي الأمر الناهي الذي يأمر وعلى الجميع الطاعة والتنفيذ، وكما قألنا في بداية حديثنا وقفوا دول مثل روسيا وإيران والصين افشل اغلب مشاريعها ومخططتها لتكون خطوة تشكيل هذا التحالف ليدعمهم حكام القصور بالمال والرجال لتحقق مأربها المعروفة في المنطقة .
إعطاء دور اكبر للكيان الصهيونية للمرحلة المقبلة ، وبحسب التسريبات المعلنة هناك تحركات إسرائيليه على أعلى المستويات مع قادة عرب لتشكيل تحالف عربي – صهيوني وبدعم وبأشراف أمريكي ولأسباب عدة ، أولها تعزيز التعاون المشترك بين الدول العربية واليهود أكثر من السابق بكثير ، وكما يعلم الجميع اغلب الدول العربية لديها علاقات مع إسرائيل على نحو محدود ، لكن بموجب هذا الناتو الذي شكل بموجب تحديات المرحلة وهي مواجهة التمدد الإيراني ليكون لدول العربية حجة أو مبرر لتعزيز تعاونها والدخول في تحالفات مع اليهود ، وبذلك ضربت أمريكا عصفورين بحجر واحد كسر القيود أو الحواجز التي كانت تقف عائقا إمام تعزيز التعاون العربية – الصهيونية ، ويسهل عليه المهمة تنفيذ معاهدة سايكس بيكو الثانية أو ما تعرف ( صفقة القرن ) ، والبعض الأخر يذهب إلى أكثر من ويرجج سعيها لإكمال الجزء الثاني من اتفاقية سايكس بيكو رغم الفارق الزمني الكبير، لكن قد تكون الظروف في وقتها حالت دون تنفيذها،واليوم قد تكون الظروف مناسبة لذلك الأمر .
وبطبيعة الحال يحتاج هذه الناتو إلى احدث الأسلحة والمعدات العسكرية وغيرها من المتطلبات الأخرى ، وكرم وسخاء الدول العربية معروف ومعهود خصوصا أن زعيم الناتو السيد ترامب الجشع الذي سيجعلهم يدفعون المليارات من الدولارات ، والمصيبة العظمى أن المسالة لا تقتصر على دفع المال ، بل سيكون هناك تنازلات وإثمان لم تشهده الأمة من قبل أكثر من الاعتراف بإسرائيل دول ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس ، وهذا ما ستكشف الأيام أو السنوات القادمة .
السبب الحقيقي أو الجوهري لتشكيل هذا الناتو هي محاولة أمريكا تجنب المواجهة المباشرة مع الخصوم الثلاثة وغيرهم ؟ ، ولأنها فشلت بمواجهتهم على مختلف الأصعدة ، وتدرك تماما إن المعطيات والنتائج على الأرض تصب في مصلحتهم ، وما يجرى في سوريا خير دليل لذا ستجعل هذا الناتو بمثابة ورقة ضغط إعلاميا وسياسيا على خصومها ، وتدخل هذه الدول بمواجهة مباشرة معهم سواء كانت سياسيا واقتصاديا ، أو بمعنى أخر تشكيل داعش الثاني وبدعمها بعد فشل داعش الأول هذا من جانب .
جانب أخر لو وصلت الأمور إلى المواجهة العسكرية المباشر بين الناتو العربي وإيران مثلا ستحترق المنطقة بأسرها وسيكون الجميع خاسرون لأنها حرب استنزاف للكل ، وسيكون المستفيد الأول والأخير أمريكا لتحقيق مخططها ، وتجبرهم على الجلوس على طاولة تفاوض واحدة ، وتبرم اتفاقيات أو معاهدات تخدم مصالحها وتنفيذ ما يعرف بصفقة القرن أو العصر .
أمنيات وأحلام كل الشرفاء والغيارى العرب أن يكون هذا الناتو العربي من اجل دعم القضية العربية أولا ، ومواجهة دول القتل والإرهاب أمريكا وحلفائها اليهود ، لكن لله الأمر بحكام ضحوا بكل شي من اجل عروشهم ، لكن الأحلام والأمنيات مازالت قائمة لتحقيق النصر وتحرير الأراضي المغتصبة بوجود رجال المقاومة الإسلامية الإبطال .