خلال المٶتمر الصحفي الاخير للمتحدث بإسم وزارة الخارجية الايرانية والذي عقده يوم الاثنين الماضي، وبعد طول صمت وتجاهل مثير للسخرية لقضية محاکمة حميد نوري، المسٶول الايراني السابق بتهمة المشارکة في مجزرة صيف عام 1988، التي تجري وقائعها في السويد، فإن هذا المتحدث وعند تطرقه لموضوع المحکمة، لم ينسى بأن يجعل منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة هدفا رئيسيا واساسيا له، تماما کما فعل النظام أيام محاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي في بلجيکا، حيث تم ربط کل الامور وخيوط القضية بمجاهدي خلق!
في هذا المٶتمر الصحفي کان أکثر شئ لفت النظر هو قول هذا المتحدث بإسم الخارجية الايرانية:” يجب أن تعلم الحكومة السويدية والمحكمة السويدية أنها أصبحت جزءا من آلة دعاية لـ مجاهدي خلق”! وهذا الکلام الذي من فرط سفاهته وسطحيته لايرقى الى حد السخف، ذلك إن القضاء السويدي معروف بإستقلاليته وحرفيته ونزاهته وله سمعته الدولية التي تسبقه على الدوام، وعندما يتم طرح قضية أمام هذا القضاء فإنه لايتصدى لها ويتعامل معها بصورة سريعة وعلى عجالة من أمره، ونود أن نذکر وللعلم فقط بأن حميد نوري قد تم إعتقاله في السويد في عام 2019، لکن محاکمته جرت في أغسطس2021، أي بعد عامين ولم يتم توقيفه وإعتقاله عبثا ومن دون سبب بل کان هناك أکثر من سبب وبعد کل ذلك دوره في مجزرة 1988 ووجود شهود سجلوا دعاوي ضده، وإن زعم هذا المتحدث بأن ما يجري في السويد هو مؤامرة من قبل مجاهدي خلق وأنه للأسف المحكمة السويدية قامت بعمل سلسلة من الروايات الكاذبة. بل والانکى من ذلك إنه وبخصوص هذه المحاکمة إدعى بأن:” حقا، كل من مجموعة واحدة يظهر ما وراء الخطة.” واضاف “ان ايدي هذه المجموعة الارهابية ملطخة بدماء اكثر من 17 الف ايراني” مستنتجا وبصورة مثيرة للسخرية البالغة:” من المؤسف أن تجري محاكمة في السويد بناء على مثل هذه الخطة. نحن بالتأكيد نشوه هذه العملية ونعتقد أنه تم تصميمه، خاصة أثناء تغيير الحكومة في إيران. من الطبيعي أننا أجرينا محادثات مختلفة مع الجانب السويدي وما حدث للسيد نوري للأسف، كان محل احتجاج شديد من قبلنا واحتججنا نحن وسفيرنا في ذلك البلد”!!
بطبيعة الحال ليست المرة الاولى التي يبادر فيها هذا النظام لإتهام قضاء وحکومة غربية بهکذا تهمة، فقد سبق وإن إتهم الحکومة البلجيکية والقضاء البلجيکي بنفس الطريقة والاسلوب عندما جرت محاکمة الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وتم إصدار الحکم بالسجن عشرين عاما بحقه، کما إتهم هذا النظام أيضا الحکومة الامريکية بأنها قد أصبحت أداة بيد منظمة مجاهدي خلق.
لاريب من إن کل مايصدر من تهم بحق منظمة مجاهدي خلق من جانب النظام الايراني، إنما هو لأن هذه المنظمة تمکنت من إثبات مصداقيتها أمام المجتمع الدولي فيما تطرحه بشأن الاوضاع في إيران عموما وبشأن الدور المشبوه للنظام الايراني في إيران والمنطقة والعالم خصوصا، وهذا هو سر الخوف المستمر لطهران من مجاهدي خلق.