الجمعة, نوفمبر 29, 2024
Homeمقالاتزعزعة الزير سالم في اوروك العسير : مصطفى محمد غريب

زعزعة الزير سالم في اوروك العسير : مصطفى محمد غريب

 

عمدتُ أن أرى صفحة الوجه على طريق المرسلات

وقلتُ في نفسي هنيئاً

فالسالم الزير لم يسلم من الشطحاتْ

وعرفتُ أن الحربَ باقيةٌ

وأن الآفة الاخرى ستُكثر من صهيل النادباتْ

ومرتْ اركان الهروب من باب الصلاة معفراتْ

رأيتُ السيف منقاراً لنسرٍ جناحه من الشمع الرخيص

ومخلب لبقٍ طائرٍ في حماية السلالاتْ

وكان الزيرُ يركب من البغال مُسَيّرةُ الحوافر من زحير الموبقاتْ

أعْرافُها شوكٌ وطينْ

ومن الشمالِ إلى الشمالِ مسيرهُ الشوك والجبس في الطامحاتْ

حاملاً رمحاً ً صدئ الجوانب من المطرِ الصيفي في عزِّ الشتاء

وما دخل الخفافيش إلا مُحملينْ

بالكاتم حتى ضجت الساحات

فانكسر اللهيبُ بسالم الزير المهلهل بالرياح

هَلْهَلتْ خواتم مفعمات بالنَجس الجديد المُركب من نجسٍ قديم

وصاحت قحطان بني ذيبان يا ويلتاها من السمومِ القاذفات

يا ويلتاه صاحت عدنان عبس عنترة السفود

وصاحت قبائل من مأرب السد هاربات من السديم

ومن الاراذل في انحاء اوروك الضحايا

وضاع الذنب في الذيب ومن بين اقاويل الدُعاء الانتماء

بعد قراءة الله أكبر كل من يريد من الله انتقاما من دماءِ الابرياء

وناحت الخنساء نواح الحانيات على ذكرى البكاء *

وقالتْ فرح العار لن يركب قامتي إلا بسم القابلات

وتغنى الشعر في إرهاصاتها عبر الأثير

وتنوعتْ نوتة الهزج ببقاءِ اللحن حتى سرى إلى رملِ البحار

واجازتْ عبقريات الوحوش إلى العقاب

عن الأجساد من لدنٍ وزبد بحار في الشمال

فكم مليون لمليار خنساء تَطَهّر رحمها من الرجس الخبيث

وخنساء جَثت على الركبةِ العرجاء

من القهرِ الكظيم؟

وانقطع الرجاء

والحرب ما هبطت أسعارها من الرجال

وتخطى الخصي آلاف مخصيين من الرعبِ والعزل المحسن بالدعاء

وتقطيع الرؤوس في جوٍ من الورعِ الزنيمْ

أما النساء القبائل في الحرم القديم

فقد بلنَ من الخوف على ثيابهن متحسرات

ومن زمن فيه الجرابيع سلالم قائمات تموجُ بالعاثرات

والداحس والغبراء صارت مدافناً لحبر الموجعات *

ومن أفانين التلونِ والسباء

وما ابتلت فيها من الإرث المغلف براياتٍ عن الناسِ من ماءٍ وطين

إذا كنتَ من طينٍ فكيف التفاخر بالنارِ وبالدمِ الوليد؟!

كيف التفاخر بتعويم الفؤوس؟

ودارت الحرب على بلوى الرؤوس

وسالمُ الزير إلى الوراءِ دار يفكرُ لا رجوع

أهي الهزيمة هذهِ ؟

أنطقْ بلا خجلٍ من الهزائمِ والفرارْ!!

في زمنِ الهزيمة مبتلاة بالوجع المسير

في حضن الحواضن من انكسار الانتصار؟

أهو المثال؟

أم أنهُ ثلث المراجل في الهزيمة وفي فنّ الأخير

ثلث الهضيمة كالغزال.

وتشقق قلبُ خنساء الخيام من البكاءِ والحزنِ المنمقِ بالرتوش

وتجمع الأطفال تحت راية الخيماتْ

كم مليار طفلٍ رضيع فقد الصراخ ؟

ومن قبائل هلوساتٍ فرت من لهيب في الرموش

هرب الغنيمة والتباهي ” بالنصر المبين”

كيف التباهي وأرض اوروك تشكو من ظلام الظالمين؟

سمةٌ من العارِ المخبأ في الفصول

وتفرقتْ سننُ القديم تلبستْ سننُ الجديد

بضمائرٍ سودٍ مقنعةٍ بالدينِ والاسماء

أهي القديمة يا سالم الزير

بعد سنينٍ من الأملِ الدؤوب؟

أهي الفجيعة في اوروك بعد تاريخ خصيب؟

أين الشعارات عن الاعرابِ والاقوام والرايات منابع المجد التليد

يا سالم الزير عنتريات التقدم في اختبارات المراجع والمثل

كفى التباهي والتفاخر بالجدود

كفى الهزيمة حلوة في شعاراتِ الهروب من الحدود

يا سالم الزير إنها قد أفلست في شهوةِ القتل قباب من حديد

وتحسرتْ فيها قوائم من مصباتِ الحريق

أهي الهزيمة أم أنها نصرٌ مبين؟!

أهي الملايين المشردة من جوعٍ ومن نجاسةِ الزعماء والحكام؟!

يا سالم الزير بالله عجل صدرك لا تفاخر في قفاك

فقفاكَ مكشوفُ الدوائر من على رأسِ البغال الهاربات من القيود

بفعلِ سيفك المُعّوج في ضبعِ الخباء

هو انتصارٌ بالهزائمِ والخداع!

أهو أوروك الضياع على اليدينِ وفي دينٍ جديد؟

يا سالم الزير بغداد تموءُ من قملٍ مديد

بغداد عطشى من وباءٍ

اوروك تدميهُ سيوف الجبناء

وانت هربانٌ طريد

هربان كالخرفان من ذبحِ الوريد إلى الوريد

هربان عريان بين المنافس والجزعِ المرير

والقابعينَ على القبورِ

هربان من حكمِ الناسخين أفواهَ الحقيقة بالرياء!

قمْ واترك الأطلال والنفخ بالبوق

فساعة الوقت تدقُ بلا إنقطاع..

مستعجلون بلا ضياع

حتى التخلص من عسير.

—-

*  الخنساء هي تماضر بنت عمرو بن الحرب بن الشريد السلمي شاعرة رقيقة مرهفة، أشهر شواعر الجاهلية والإسلام، هي التي لم يجف لها دمع منذ أن قتل أخوها صخر، فنظمت في رثائه ورثاء أخيها معاوية من الأبيات ما تدمع له العين.

*  داحس والغبراء : هما اسم فرسين شاركا في السباق “داحس” حصان اصيل ومشهور لقيس بن زهير العبسي ، “والغبراء” فرس شهيرة لحمل بن بدر الذبياني ، حرب معروفة استمرت نحو أربعين عاماً ، وأشترك فيها العديد من القبائل العربية من بني ذبيان مثل هوازن وقبيلة طيء التي كان لها ثأر لإغارة عبس عليهم ، ولاعتقاد عبس بأنهم سبب مقتل زعيمهم زهير ومن قبله ابنه شاس بن زهير ، فقد قامت الحرب التي ظهرت فيها قدرات عنترة بن شداد القتالية.

25 / 8 / 2021

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular