أکثر مايلفت النظر في أي تطور غير عادي في إيران هو إن القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية سرعان مايبادرون للربط بين ذلك التطور وبين منظمة مجاهدي خلق وبصورة واسلوب تم إعداده بحيث تبدو المنظمة بصورة الطرف الشرير فيما يمثل النظام طرف الخير والصلاح وبهذا السياق فإن حالة الخوف غير العادية لطهران على أثر إنتفاضتي عام 2018 و2019، ضده، قد کان بسبب من إن منظمة مجاهدي خلق کانت و طبقا لما إعترف به المرشد الاعلى للنظام وراءهما، إذ أن منظمة مجاهدي خلق بمثابة أکبر خصم للنظام من مختلف النواحي وهو يرفض کل أنواع المساومات وأنصاف الحلول مع هذا النظام ولايرضى بغير إسقاطه.
منظمة مجاهدي خلق ومنذ أن تأسس هذا النظام، وبسبب من إنه قد سار بنفس السياق الديکتاتوري للنظام الملکي الذي سبقه، فإن المنظمة إعتبرته نظاما معاديا للشعب ولاسيما عندما قام بمصادرة وسلب الحريات تحت أعذار ومبررات متنوعة، ولذلك وقفت ضده بقوة حتى إنها قد أصبحت بمثابة أکبر جدار رفض ومقاومة وصراع ومواجهة فريدة من نوعها ولاسيما وإن المنظمة إستمرت في المواجهة على الرغم من تقديمها لأکثر من 120 قربانا على ضريح حرية الشعب الايراني، والذي أطار صواب النظام وجعله يرتعب أکثر من هذه المنظمة هو إنها وبعد کل الضربات والاعدامات والمخططات المختلفة ضدها وبعد کل عمليات التصفيات والاغتيالات ضدها في الداخل والخارج، فإنها ظلت واقفة على قدميها بأباء ترد الصاع صاعين للنظام، بل وإن إصدار الحکم من جانب محکمة بلجيکية بحق الدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وعصابته بالسجن بتهمة تورطهم في التخطيط لتفجير التجمع السنوي العام للمنظمة في عام 2018، وکذلك مايجري حاليا في السويد من محاکمة للمسٶول الايراني السابق حميد نوري بتهمة تورطه في مجزرة عام 1988، والتي قد تمهد لتدويل هذه المجزرة وکذلك إزدياد الدعوات المطالبة برفع الحصانة عن الرئيس الحالي ابراهيم رئيسي تمهيدا لإعتقاله ومحاکمته لکونه کان عضوا رئيسيا في لجنة الموت في المجزرة المشارة إليها آنفا، کل هذا يدل على إن النظام الايراني لم يفشل فقط في حسم الصراع والمواجهة مع هذه المنظمة فقط بل وإن الکفة باتت تسير بإتجاه الترجيح لصالح المنظمة.
هذا النظام الذي يعلم جيدا بأن منظمة مجاهدي خلق جادة کل الجد في النضال من أجل إسقاطه وهي عازمة على ذلك أشد العزم، فإنه ومن أجل ذلك تخاف منه خوفا شديدا وتعتبره الخطر الاکبر عليها، وأينما يسمع هذا النظام کلمة مجاهدي خلق فإنه يستنفر کل قواه هناك والذي يؤرقه إنه صار ولاسيما بعد الانتفاضتين الشعبيتين الاخيرتين، يجد نفسه أمام منظمة مجاهدي خلق في کل مکان، ولاسيما بعد أن صار الشعب يردد شعارات المنظمة ويقتدي ويتأسى بها في مواجهته ضد النظام.